وصلنا للحلقة الـ (8) في سرد في قضية بليغ حمدي التي كان ضحيتها الفتاة المغربية سميرة مليان في ديسبمر عام 1984.

أثناء محاولات أجهزة الأمن بالجيزة للوصول إلى صورة نهائية للحادث، وصلت معلومات لم يتأكد من صحتها أن المليونير السعودي دخل في تفاوض مع أسرة الفتاة المغربية لاحضار شهادة طبية تؤكد إصابتها بمرض عقلي مقابل منحهم 100 ألف دولار كتعويض.

قضية بليغ حمدي.. الثري السعودي يفاوض عائلة سميرة مقابل تعويض مادي

وصل فريق مباحث الجيزة بقيادة العقيد ممدوح هنداوي وكيل المباحث والعقيد سامي عبد المجيد والمقدم مدحت الميرغني والمقدم علي عبد الرحيم إلى معلومات تفيد بأن الثري السعودي الذي دخل مصر بجواز سفر يمني باسم عبد المجيد علي ويتردد على القاهرة بصفة منتظمة على مدار 8 سنوات.

حاول الثري السعودي مفاوضة عائلة “سميرة” بعد هروبه إلى دولة أوربية، بأن يدفع لهم تعويض 100 ألف جنيه مقابل تسليمه شهادة تفيد إصابته بمرض عقلي.

وقتها، توقع فريق مباحث الجيزة، وصوله إلى القاهرة، بعد انتهاء أقوال الشهود باعتباره الشخص الوحيد الذي أكمل سهرته حتى ساعات الفجر الأولى رفقة “مليان”. حسبما نشرت “الاهرام” في 31 ديسمبر 1984.

كما ترددت شائعة، بأنه تواصل هاتفيا مع عدد من أصدقائه ونفى ارتكابه الحادث، وأكد لهم أنه لم  يتورط في ارتكاب أي عمل يدفعها إلى الانتـ ـ حار، بل أكد لهم أنه حاول تهدئتها قبل أن يتوجه لحجرة، خاصة بعدما ظنت وجود علاقة بينه وبين الشاعرة الجزائرية لويزا علام.

وأوضح لهم أنه تركها في الحمام وبعد عودته فوجئ بعدم وجودها وظل يبحث عنها ليصطحبها معه لمسكنه، إلى أن فوجئ بعدم وجودها، واستعان في البحث عنها بخادمة بليغ حمدي فاكتشف جثتها الملقاة بحدية المنزل.

31 ديسمبر 1948_ أرشيف الأهرام

قضية بليغ حمدي في انتظار تقرير الطبيب الشرعي

في نفس الوقت كان فريق المباحث في انتظار تقرير الطبيب الشرعي الذي يتولى تشريح جثة “سميرة”، للتأكيد مما توصل إليه من الفحوص المعملية على العينات، ثم عرضه تفصيليا على النيابة العامة.

وفي 1 يناير 1985،  أجرى الأطباء الشرعيون فحصا لشقة بليغ كإجراء تكميلي للاستعانة به في إعداد تقريرهم النهائي عن الحادث.

وضمت اللجنة 3 أطباء شرعيين، انتقلوا إلى مسكن بليغ بميدان سفنكس لإجراء معاينة أخيرة، استغرقت حوالي ساعة ونصف في حضور النيابة والشرطة.

وكان أعضاء اللجنة هم، كمال السعدني، علي خير مدير عام مصلحة الطب الشرعي، وسامي الجندي، توجهوا إلى شقة بليغ في الـ 12 ظهرا، وأجرى العقيد فيليب عبد الملاك مأمور القسم اتصالا هاتفيا بمسكن بليغ، ردت، شقيقته صفية حمدي، وأخبرته أن بليغ لا يزال نائما، وسألت عن ضرورة تواجده وقت حضور اللجنة أم لا.

رغم عدم طلب ضرورة تواجده، استقبل بليغ حمدي اللجنة، وكان مرتديا روبا أزرق وبيجامة ومشعلا سيجارته، وبدأ اللجنة عملها في حضور عثمان عبد التواب مدير النيابة، وأسامة مروان وكيل النيابة والمقدم محمد العشماوي رئيس مباحث العجوزة.

شقة الموسيقار الراحل في الزمالك

فحصت اللجنة الشقة وأجرت رسما كروكيا لها بموقع الحجرات، وكانت عبارة عن 5 حجرات، تقع على شمال المدخل المطبخ وصالة متسعة على الطراز العربي وأمامها حجرة سفرة بينما توجد طرقة أخرى على يمين الداخل تؤدي إلى حجرة نوم مخصصة للضيوف وهي التي شهدت آخر أحداث تلك الليلة.

ويلتق بحجرة النوم بلكونة صغيرة محاطة بالألوميتال كان بيلغ يستخدمها كمخزن لمئات من أحذيته، وعلي مين الطرقة حجرة أخرى صغيرة بها سرير وبجورها على اليسار حمام.

وفحصت البلكونة عما إذا كان بها خدوش أو أجسام عالقة قد تحللت نتيجة احتكاك جثة السيدة المغربية بها أثناء سقوطها، وطلب الأطباء من مدير النيابة فحص المصوغات التي كانت ترتديها “سميرة” وقت الحادث.

تقرير الطب الشرعي 1 يناير 1985

قضية بليغ حمدي.. العثور على لوحة ممزقة في حجرة نوم سميرة مليان

واكتفى الطيب الشرعي بتصويرة حجرة النوم والأرضية بدلا من حصر المحتويات وخلال عملية الفحص على لوحة زيتية تصور أحد المصارعين وقد امتطى بورا وتبين وجود تمزق بأسفلها من المتحمل أن يكون نتيجة اصطدام قدم “سميرة” بها.

طلب الطبيب الشرعي تصويرها ثم اعادتها وبعد أن تم إجراء المعارينة، انتقلت اللجنة للجراج بالحديقة التي سقطت بها “مليان” وطلب الاستعانة بالصور التي التطقت للجثة بأوضاعها المختلفة بمعرفة المعمل الجنائي.

شقة بليغ حمدي -تصوير: أخبار اليوم

وعثر أثناء الفحص على حائط العمارة المجاورة التي تطل على ممر الحديقة على كسر حديث بحاجز المصيص من المحتمل أن يكون نتيجة ارتطام الجثة به وآخر قديم.

وأوضح، علي خير، مدير عام مصلحة الطب الشرعي، أن التقارير الطبية تأخرت لأنه يتوقف على أبحاث معملية كيماوية وأخرى بيولوجية في أماكن متفرقة بالمعادي ومشرحة “زينهم”، بالإضافة إلى أن التقرير النهائي يتوقف على مذكرة تفصيلية من النيابة أرسلت مع جثمان “سميرة” لما توصلت إليه التحقيقات النهائية.

واحتوى المذكرة بتصورات النيابة حول الحادث، ليتولى الطب الشرعي ترجيح أحدها بعد الفحص، وأدى تضارب أقوال الشهود لتأخير الانتهاء من التقرير النهائي.

اقرأ أيضًا-  للاطلاع على حلقات القضية الـ 7: 

• شهادة شقيق ماجدة الصباحي وحقيقة الثري السعودي (7).. للقراءة اضغط هنا
• كواليس نقل جثة سميرة إلى المغرب وتسليمها لأهلها (6).. للقراءة اضغط هنا
• الخدم يغيرون شهادتهم ويتهمون الثري السعودي (5).. للقراءة اضغط هنا
• شهادة الشاعرة الجزائرية ووالدتها تغير القضية (4).. للقراءة اضغط هنا
• ابنة سميرة ترفض رواية انتـ ـ ت حار والدتها (3).. للقراءة اضغط هنا
• شهادة بهجت قمر وحضور الحفل (2).. للقراءة اضغط هنا
• كواليس الحفلة وليلة اكتشاف الحادث (1).. للقراءة اضغط هنا

رفض الأديب القدير إبراهيم عبد المجيد ما أشيع عن أنه لم يحقق شهرته أو تترجم أعماله إلى اللغات الأجنبية إلا بعد حصوله على جائزة نجيب محفوظ من الجامعة الأمريكية عام 1996.

واستشهد بأن روايته “البلدة الأخرى” صدرت عام 1990 وترجمت إلى اللغة الفرنسية عام 1994، وجازت على جائزة الجامعة الأمريكية.

وذكر أن هناك أكثر من مشروع لترجمتها لأكثر من لغة ومنها اللغة الإنجليزية، بصرف النظر عن الجائزة.

أعمال إبراهيم عبد المجيد قبل جائزة نجيب محفوظ

كتب الأديب المصري أعمالًا أدبية حققت شهرة واسعة، مثل بيت الياسمين والصياد واليمام والمسافات وليلة العشق، قال في حواره لجريدة “الجمهورية” 1998 ” أصارحك أنني أخذت مكاني متأخرا إلى حد كبير لأسباب تستطيع أن تجعلها في أنني جنب بما يسمى جيل السبعينات مع عدد من الكتاب منهم المنسي قنديل ومحمد المخزنجي وسعيد الكفراوي وعبده جبير ومحمد الورداني”.

وأكد على أن فترة السبعينات لم تكن مرحلة أدب، بل كانت مرحلة سياسية، فقد كان الكتاب إما خارج البلاد أو يعملون بالسياسة بشكل أو بآخر، ولم تكن حولهم حركة أدبية كما كانت في فترة الخمسينات.

ولم تُفتح لهم الأبواب إلا في فترة الثمانينات.

أرشيف مجلة الجمهورية 1998

إبراهيم عبد المجيد يرفض تقسيم الأجيال

يرفض الأديب إبراهيم عبد المجيد فكرة تقسيم الأجيال، ويرى أنها لعبة تمت في فترة السبعينات، ولفت إلى أن الاستمرار في هذه الفكرة “جناية” على الأدب لأن الآداب لا تتغير كل عشر سنوات أو عشرين سنة.

ويوضح أن إنتاج فترة الستينات في القصية القصيرة  يعتبر بداية واسعة للتجديد لا يمكن فصله عن أعمال سابقة عليه مثل أعمال إدوارد الخراط ويوسف الشاروني وبدر الديب ويوسف إدريس وشكري عباد.

ويشرح أن أهم ما ميز جيل فترة الستينات، أنهم كانوا جماعة كبيرة وليسوا شخصيات منفردة.

أرشيف مجلة الجمهورية 1998

وكشف عن أنه واجه أشكالا من المنافسة غير الشريفة في حياته من أقرب الزملاء الذين لم يستطيعوا إيقاف موجة الإعجاب به، قال “راحوا يكيدون لي في عملي ووظيفتي وعلاقاتي وما إلى ذلك من أشياء صغيرة، والخلاف لا يظل محصورا في دائرة الأدب والفكر دائما وإنما يتجاوزه إلى حد الضرر في الحياة العادية والكتاب صار معرضا لفخاخ كبيرة عليه أن ينتزعها من طريقه كل يوم”.