كتبت: بحر الرشيدي
فيلم الأنمي الياباني “Josee, the tiger and the fish ” اقتبست قصته وحولت فيلم جوزيه “josee”، تأليف و اخراج : Kim jong kwan، عرض لأول مره في سبتمبر ٢٠٢٠.
يبدا فيلم جوزيه بشكل يشبه الجدة عندما تحكي “حدوتة” لطفل ينام وجسدت الدور الفنانة ” Han ji min”، صُور المشهد الأول بحميمية في منزل جوزيه “josee”. المنزل صغير و دافئ تعمه الفوضى الجميلة، الكثير من الكتب و الأواني القديمة و “فاظات” لزهور الصغيرة، يجمّل المشهد موسيقي تصويريه هادئة، عبر البيانو و الكمان أحيانا و القانون.
تبدأ “Josee” بالتحدث عن نفسها و تقول بأنها سليلة زيجه تمت ما بين والد ألماني و أم كوريه، تقابلا في برلين عام ١٩٨٦ و تزوجا، و انجبوها في بودابست عام ١٩٨٧، تنقلت بين أنحاء العالم لدرجة أنها عاشت في أماكن لا يمكن لـ “يونج سيوك ” – جسد شخصيته “Nam Joo-hyuk”- سوى أن يحلم بها و يتخيلها.
تنتقل الكاميرا بعيدا مع الموسيقي و صوت الهواء العليل في الشارع الذي يعم عليه طابع الخريف، تظهر أوراق الشجر الصفراء المتساقطة، و تبدأ القصة الفعلية للفيلم بمقابلة “جوزيه” و “يونج سيوك” الذي مساعدتها بعد أن سقطت على الأرض، ويصر على أن تصل لمنزلها بأمان. وتستقبلهم جدتها أمام المنزل، تتساءل، ماذا حدث؟
بعدها تتكرر لقاءاتهم، يلتقون عن طريق جدتها التي تجمع الروبابيكيا من الشوارع و يقرر “يونج سيوك” مساعدتها بحمل مكتبة خشبيه إلى المنزل و في كل مرة يذهب الي هناك تصنع له “جوزيه” وجبة غداء عوضا عن المال الذي لا تملكه، و يذهب في المرة الثالثة إلى منزلها لإعطائها الطعام الذي تلقاه كهديه من مديره في العمل و تطعمه وجبة للمرة الثالثة.
تتوالي الأحداث إلى أن يبدأ بينهم أول سؤال من “يونج سيوك” لمعرفة اسمها ف تخبره أن يناديها بـ “جوزيه”، يستغرب كثيرا من الاسم، لكن يتقبله، ويناديها به.
كان “يونج سيوك” طالب جامعي و كان يقيم علاقة مع مدرسته في الجامعة و علاقة أخرى مع صديقته الجامعية “تشوي سيو كيونغ”، لكن بعدما يتعرف علي “جوزيه” و يحاكي حياتها و يتقرب منها، يقرر الابتعاد عن مدرسته الجامعية، عندما قابلها في إحدى المرات، في الجامعة حرص على أن لا تراه، و حول علاقته بصديقته الجامعية لصداقة.
يتردد كثيرا علي “جوزيه” في منزلها الرث و يتسامرا في محادثة حول الويسكي، تظن “جوزيه” أنها ضليعة في الويسكي، عندما طلبت منه أن يعطيها زجاجة ويسكي فارغة من ضمن زجاجات كثيره تجلبها جدتها إلى المنزل لتبيعها بدأت بقراءة الغلاف و من ثم فتحت الغطاء واستنشقت رائحة الويسكي و تخبره بمكوناته، كمثل أنه بنكهة الفانيليا و البرتقال و القرفة و تبدأ في الحديث عن البلد المنشأ لهذا النوع.
تسير “جوزيه” بعدها علي كرسيها المتحرك و تذهب لغرفتها الصغيرة فيفاجئ “يونج سيوك” بالكم الكبير من الكتب التي تحتل غرفتها الصغيرة و من ثم يكتب رقم هاتفه علي استيكر صغير و يلصقه بالنافذة طالبا منها محادثته في أي وقت تحتاجه.
تطلب جوزيه منه أن يبحث عن كتاب “هل تحبين برامس” و عندما أعطاه لها أخبرته أن هذا الكتاب كان سبب خروجها لأول مرة من المنزل حين تعثرت و قابلته في لقائهما الأول،
يكتشف “يونج” لاحقًا أن اسمها اقتبسته من اسم بطلة في رواية ساغان، كانت قد تعلقت بشخصيتها ووقعت في غرامها.
حقيقة جوزيه
تتوالي أحداث الفيلم إلى أن يلتقي يونج سيوك بصديق لـ” جوزيه” و يكتشف أنها يتيمه هربت من دار للأيتام حينما كان عمرها ١٠ سنوات، و أن حكاياتها عن السفر و الأماكن التي عاشت بها و حكتها عن الويسكي ما هي إلا قصص و روايات عاشت بينهما لدرجة أنها بدأت تكذب عن حياتها الحقيقية لمجرد أنها فتاة حالمة وقعت بين الكتب التي أخرجتها من وحدتها و ابعدتها عن الهواتف الالكترونية و الانترنت و التلفاز.
يبدأ يونج سيوك في التقرب منها بشكل شخصي، و يحاول مساعدتها و جدتها عن طريق احضار فريق مدني متطوع لهندمة المنزل و إصلاحه.
تتغير مشاعر “جوزيه” في ذلك المشهد، بعد إصلاح البيت تطلب منه عدم العودة مره أخرى، بصوت ناحب و رجاءا عميق ” من الأفصل ألا تعود مرة أخرى إلى هنا”، لكنه يتجاهل رجائها “يجب أن ترتاحي الآن في هذه الفترة”.
حياة أخرى
يغادر “سيوك” ذاهبا في طريقه إلى حياته مرة أخرى، و يقابل صديقته الجامعية سيو كيونغ في غداء بالخارج لمشاركتها ببعض القرارات كمثل أنه سيبدأ عمل جديد كمتدرب و أنه في نهاية المطاف سيغادر إلى سول و هنا تنتهي علاقتهم الحميمة.
تمر الأحداث، يلتقي بأحد المتطوعات في الفريق المدني للمساعدات الاجتماعية و يعرف عن طريقها بوفاة جدة “جوزيه”، فيعود إليها، وتخبره بأنها مرتاحة في عدم وجوده و أنها لا تحب مشاعر الشفقة التي تصدر منه تجاهها و تحفزه مرة أخرى علي الابتعاد عنها و حينما يخرج من المنزل راحلا تخرج ورائه باكيه علي كرسيها المتحرك مخبرة إياه برجاء ألا يذهب و أن يبقي معها، فيقبل. وتبدأ بينهما قصة عاطفية.
بعد خمس سنوات
تمر خمسة عشر دقيقة بين “جوزيه” التي تحلم أحلام اليقظة و تري اسكتلندا ذات المناظر الطبيعية الخلابة، التي كانت تتمني الذهاب إليها مع “يونج سيوك”.
يظهر “يونج سيوك” الذي يتزوج من صديقته “تشوي سيو كيونغ”.