هو أحد مجددي الموسيقى في فترة الستينات وما بعدها، وصاحب الطفرة في الجمل اللحنية، قدم بليغ حمدي طفرة في ألحان أغاني أم كلثوم وعبد الحليم حافظ، إذ قدم مع “الست” أغنيات، حب إيه” ، وسيرة الحب وبعيد عنك وفات الميعاد و ألف ليلة وليلة و الحب كله و حكم علينا الهوي، أما مع “العندليب” لحن له أغنيات، تخونوه و خسارة و خايف مرة أحب و أعز الناس و سواح و على حسب وداد قلبي و التوبة و جانا الهوى و عدى النهار.
صنعت ألحان بليغ حمدي أجيال غنائية متعاقبة، في مقدمتهم الفنانة وردة وميادة الحناوي وعفاف راضي و سميرة سعيد وغيرهم.
يجابه مطربي المهرجانات موجه من التعنت والمنع من قبل المؤسسة الرسمية “نقابة المهن الموسيقية” التي يرأسها الفنان هاني شاكر، بحجة أنها تسيء للفن وتدمره وتهبط بذوق الجمهور، وقد تفسد أخلاقه. لم ترض نسبة كبيرة من الجمهور والشخصيات النخبوية، بقرار “شاكر”، وطالبته بفتح المجال أمام الجميع، ويترك القرار الأخير للجمهور، إما أن يقبل أو يرفض، دون أن يجد حارسًا لذوقه.
الطفرة التي حققها بليغ حمدي، ورصانة موسيقاه وكلاسيكيتها وتطورها، وارتباطه بكبار المطربين والمطربات في الوطن العربي، هل يمكن أن نتوقع موقفه تجاه موسيقى المهرجانات؟ ماذا سيكون، هل سيوافق على المنع والحجب مثل هاني شاكر؟ هل سيعبر عن تأففه وغضبه ويعيّن نفسه حارسًا على الذوق العام؟

بليغ حمدي مع وردة
أغاني المهرجانات
في حوار تلفزيوني عبّر يلغ حمدي عن رؤيته لموسيقا الأجيال القادمة، وموقفه ضد ما لا يعجبه منها، قال: “أرفض تمامًا أن نعارض القادم من أي جيل، نغني غلط أحسن ما نسكت، لأننا ممكن نصحح الغلط من وجهة نظر الناس اللي بيهاجموهم”.
لم يُعجب الموسيقار الراحل بكل الموسيقا الجديدة، لكن لاعتقاده بأن الفن له فلسفته ووجهة نظره الخاصة، كان يتعمد التعرف على الأجيال الجديدة، ليشاركهم ما يقدموه، قال “مش كل موضة بتتعمل بتعجبني، ولكن هذا لا يمنع أنه موجود فأنا أحب أقعد مع الأجيال الجديدة وأشوفهم بيلبسوا إزاي وبيتكلموا إزاي وبيغنوا إزاي، وأسعد لحظاتي أني أقدم صوت جديد، وأكيد هعمل مع حد فيهم حاجة و هشاركهم ألوانهم، ده التغير وإننا نتشارك”.
“بليغ” و “عدوية”
بدأ المطرب الشعبي محمد رشدي مع “بليغ”، وهو ما أثار الغيرة في قلب العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ.
بدافع “الغيرة” طلب “حليم” الشاعر عبد الرحمن الأبنودي، وأبلغه برغبته في غناء كلمات وألحان مثل “رشدي” الذي يهدد جماهيريته.
أما “بليغ” وأحمد عدوية، فبعد هجوم كثيف قاده المثقفون خاصة وبعض الجمهور، إذ رموه بالتهمة الجاهزة، تقديم الإسفاف والأغنيات الهابطة، قرر “بليغ” أن يسانده ، وأن يقترن اسمه به في تلك الفترة، وقدم معه 5 أغنيات حققت نجاحًا جماهيريًا، وهي: “القمر مسافر” من كلمات وألحان بليغ حمدي، وأغنية “إلا أنا” كتبها بهجت قمر، و”ياختي سمالتين”، و”بنج بنج” وكتبهما حسن أبو عتمان.
حكى “عدوية” عن علاقته بالراحل بليغ حمدي، أثناء ظهوره مع الإعلامي عمرو الليثي، أن علاقتهما كانت كبيرة، فهو أستاذ وفنان كبير، وأكد أنه سيظل يحبه حتى وفاته”.
وعن حكاية أغنية “القمر مسافر”، قال، أن بليغ حمدي كان يحب سيدة في لندن ومنع القدر اكتمال علاقتهما، ليكتب الكلمات ويلحنها أمام عيني، وكان يبكي وهو يكتبها.