كان للمرأة دور كبير في حياة الأديب الراحل نجيب محفوظ، أولها والدته التي تأثر بتريبتها رغم أنها كانت أمية، لكنها منحته نوعا من الثقافة التي عاش بها وعرف المرأة من خلالها.
اعترف أنه عرف من خلال والدته، المرأة في الأحياء الشعبية مثل الجمالية وبيت القاضي، وغيرها من المعايشة المباشرة، قال “كان يكفي أن أراقبهن عند مجيئهن لزيارة أمي ولا أنسى أبدا أولئك اللاتي كن يترددن على البيت لكتابة الأحجية وأعمال السحر واستفدت كثيرا من ثرثرتهن مع والدتي وهن يروين لها أخبار الأصدقاء والجيران”.
استوحى أديب نوبل العديد من الشخصيات اللاتي تعرف عليهن من خلال والدته.
حياة نجيب محفوظ مع والدته
وضح أديب نوبل أن الست أمينة وزوجها سي السيد، كان يسكنان المنزل المقابل لهم في حي الجمالية وكان بيتهما مغلقا باستمرار ونوافذه لا تفتح أبدا ولا يخرج من البيت إلا سي السيد.
وصف “محفوظ” سي السيد، بأنه كان رجل مهيب الطلعة.
كانت والدة “محفوظ” تصحبه معها لزيارة الست أمينة في منزلها، إذ لم يكن مسموحا لها بالخروج لذلك كانوا يزوروها ولا تزورهم.
ولفت إلى أن والدته كانت تتمتع بحرية نسبية بخلاف الست أمينة التي كانت مغرمة بالآثار المصرية القديمة وكانت تصحبه معها إلى الانتخانة والأهرام وأبو الهول وغيرها من المناطق الأثرية بالقاهرة.
وكشف عن أن 90 في المئة من شخصيات رواياته “أولاد حارتنا” عاصرها في الحارة، وبعضها من أسرته، فشخصية “كمال عبد الجواد” هي أقرب الشخصيات التي تمثل جزء كبير من نفسه.
أما الشخصيات النسائية فقد استفاد من النساء في وزارة الأوقاف، إذ وردت إحدى زميلاته في العمل في رواية “ميرامار” منهن، كاميليا زهران ووداد رشدي وثريا رأفت، قال في حواره صحفي “لهن وجود حقيقي في شخصيات حقيقية، استقى الخبرة من كل مكان يعطي الخبرة، وكلها صالحة، لأنني استقى منها البيت والطريق والعمل والنادي”.
قصة زواج نجيب محفوظ
تزوج أديب نوبل، بعد أن كان مضربا عن الزواج، لكن بعدما اصطحبه أحد أصدقائه إلى بيت، وعرفه بزوجته وأختها، وجد نفسه متزوجا.
حكى الأديب الراحل، أنه تزوج من شقيقة زوجة صديقه، ولم يعلم أحد خارج أسرته بزواجه بل أخفاه عن بعض أفراد الأسرة ولم يشهر الزواج بسبب والدته التي كانت تصر على زواجه “لم يعرف أصدقائي ذلك إلا بعد أن دخلت بناتي المدرسة”.
كان “محفوظ” يعتقد أن زواجه قد يدمر حياته الأدبية، لكنه اعترف أنه زوجته ساعدته كثيرا في حياته حتى حصل على جائزة نوبل في الأدب.