وضعت لوحة كبيرة لنجيب محفوظ في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ21 عام 1989، بحيث يراها كل زوار المعرض، ومعه أبطاله وشخصيات رواياته.
مثلت اللوحة، عالم القاهرة القديمة، ورسمها صلاح عناني من خلال استلهامه لعالم أديب نوبل، وحرصت وكالة “هارموني” على ضع اللوحة في المعرض.
وتحدث صلاح عناني لـ “القصة” عن اللوحة، وقال، أنه حرص على أن يكون عالم “محفوظ” بكل تفاصيله ومكوناته، من خلال الأزياء والمعمار والألوان، وظهر فيها وهو يجلس على كرسي مقهى كما اعتاد، وانتشرت اللوحة في العالم، ووزع منها ما يقارب مئة ألف نسخة، ووزعت داخل أقسام كليات اللغة العربية.
واحتفت الصحف السويدية، بعد انتشار اللوحة، ونشرتها كونها المرة الأولى التي يُحتفى فيها بأديب يحصل على نوبل بلوحة من الفن التشكيلي.
وعبر أديب نوبل، بسعادة عن دقة اللوحة وتصويرها لعالمه الروائي.
الهيئة العامة للكتاب تنظم جناح خاص لكتب نجيب محفوظ
نظمت الهيئة العامة للكتاب جناحا خاصة لكل مؤلفات أديب نوبل، وحرص “مبارك” عند افتتاحه لدورة المعرض الـ21، على تفقد القسم الجناح، ورافقة “نجيب”، وعاطف صدقي، ووزير الثقافة آنذاك، فاروق حسني.
وخصصت دور النشر الخاصة، معظم مساحتها لعرض رواياته، الذي بكل تأكيد، خصصت له مساحة كبيرة من اللقاءات والندوات الثقافية التي عقدت في “سرايا” الإسكان تحت إشراف الهيئة العامة المصرية للكتاب.
ولفت، سمير سرحان، في حواره لـ “الأهرام”، أنه الدورة الـ21، تختلف عن الدورات السابقة، خاصة بعد فوز محفوظ بنوبل، إذ تزايد اشتراك الناشرين الدوليين، قال “أصبحت القاهرة، بهذا الشكل، ولأول مرة تحتل المكانة الأولى، للمرة الأولى، يشارك في المعرض ألف وسبعمائة ناشر، في الدورة السابقة شارك 1400 ناشر فقط، إذ أن كل دول العالم على وجه التقريب اشتركت في هذا المهرجان”.
أدباء “مرحلة ما بعد نجيب محفوظ” يعترضون على تسميتهم بهذا التوصيف
وعقد الأدباء، يوسف القعيد وخيري شلبي وإبراهيم أصلان وإقبال بركة، ومحمد المنسي قنديل، ومحمد جلال، واعتدال عثمان، وعائشة أبو النور، وسكينة فؤاد، ومجيد طوبيا، وإدوارد الخراط، ندوة، ناقشوا فيها الأزمات التي تواجه الأدباء، وأبرزوا أزمات سوق الكتب، ولفتوا إلى أن كتب “محفوظ” نفسها تعاني من الكساد، كون القراء لا يقبلون على شرائها بحجة أن الكتاب سعره مرتفع، وقارنوا بين القوة الشرائية للمواطنين لأشرطة الكاسيت “الهابطة”- حسب وصفهم- مقابل رغبتهم في شراء الكتب.
وقال أحدهم- لم يُذكر اسمه- في تقرير “شباب بلادي”، أن أديب نوبل أبو الرواية المصرية، أنجب “ونحن أولاده”، واعترف أنه تفتح على رواية “زقاق المدق” قبل أن يبدأ الكتابة في الستينات “هي أكثر روايات “نجيب” التي أثرت في، وجعلتني أعيد اكتشاف الحارة المصرية التي ولدت فيها وما أزال أعيش فيها”.
واعترض، أيضًا، على تسميتهم بأدباء “مرحلة ما بعد “محفوظ”، وأبدى تحفظه، على أنهم أدباء وكتاب عاشوا في زمن “نجيب” وعاصروا وجوده: “كيف يطلقون علينا مرحلة ما بعد “نجيب”، وكيف يقول أحد الزملاء “أننا خرجنا من عباءة نجيب محفوظ، أنا شخصيا اعترف لكم بأنني لم أخرج من وراء “محفوظ” ولا يعيبني وهذا لا يعيب نجيب محفوظ ولا تتصوروا أنني مغرور بهذا الرأي، وأنا حقيقة عندما بدأت كتابة الرواية لم أكن قد قرأت نجيب محفوظ، فقد كانت معظم قراءاتي في الرواية العالمية وباللغات الأجنبية”.
وأكد، على أنه امتدادا لتطور الرواية في العالم من الإنجليزية والفرنسية والروسية، وعندما قرأ لأديب نوبل، كانت روايته الأولى في الأسواق.