سُال نجيب محفوظ عن هجومه على جائزة نوبل، في حواره لجريدة “الأهرام” عام 1988، واعترف، أن بعض من حصلوا عليها لم يكن يستحقونها، وهو ما تأكد لديه بعدما قرأ بعض أعمالهم التي لم تكن على مستوى الجائزة، ومن ثم لم تكن الجائزة موفقة في قرارها حينها.
أما عن انتقاده لجائزة نوبل قبل حصوله عليها، قال :”عزفت عن الجائزة في شبابي واقتربت في ذهني بالعظماء الذين حصلوا عليها، فاستقر في ضميري أنني بعيد عن هذه الجائزة أنا وأساتذتي أيضا، ولم يكن هجومي لأنني لم أفز بها أو لأن أي عربي لم يفز بها، ولكن كنت أدرك وجهة نظري أن نبعض من يفوزون بها لا يستحقونها، فمنهم من لم تكن تعلم عنهم شيئا”.
الازدحام الذي حل بالقاهرة، خلال الـ30 عام من حياة “محفوظ” منعه من زيارة بعض الأماكن القديمة التي ولد وعاش فيها وكتب عنها. ولم يعد قادرًا إلا إلى الذهاب لمقهى على بابا وكازينو قصر النيل سيرًا على قدميه “أما الأهرام فأصبحت اذهب إليه وأعود منه بسيارته، فأنا لا أملك سيارة بقائد أو بدون، وأنا أيضا لا أقود سيارة”.
المغزى السياسي
احتفت كل الصحف ووكالات الأنباء بأدب “محفوظ”، إلا أن بعض القلائل زعموا أن أدبه واقعي ومباشر وأضافوا أن هناك مغزى سياسي وراء منحه الجائزة.
تقبل الأديب الراحل وقتها، الآراء المؤيدة والمعارضة، وصرح “كل إنسان له وجهة نظر خاصة، مؤيد أو معارض، ونحن أنفسنا في كل عام تقريبا ننتقد الجائزة ونقول أن هذا لم يكن يستحقها، وذلك أولى منه بها، أما التهمة السياسية فكما هي موجهة لي هي أيضًا موجهة للجائزة من وجهة نظر الكاتب”.
كما اعترف أنه “كاتب كبير”، خاصة بعدما تكونت واجتمعت عليه الآراء بأنه كاتب كبير، قال “يجب على أن اعترف بذلك واقبله، وعموما فإن ثقتي بنفسي قد زادت الآن”.
وجه نجيب محفوظ رسالة للأدباء الشباب، بأن الطريق فُتح أمامهم، لكن بشرط أن يقومون بعمل جاد “فهو عمل لابد وأن يكافئ مهما طال الزمن، فأنا اعتقد أن زمنا أطول من اللازم قد انقضى قبل حصول عربي على جائزة نوبل”.
ترشيح العقاد
كتب الأديب عباس العقاد في مقال له بجريدة “الأخبار” عام 1962 بعنوان ” من من كتابنا يستحق نوبل” رشح فيها “محفوظ” للجائزة، إذ كتب يقول “الآن يحق لنا أن نقول، إذا كانت المسألة مسألة بحث بعد مجهود، فلماذا يقف هذا البحث دون البلاد العربية من أمم العالمين فلا تهتدي اللجنة، ولا تريد أن تهتدي إلى واحد منهم، وهم على هذه الطبقة غير قليلين”.
وأشار “العقاد” في مقاله، إلى أربعة كتاب للقصة والمسرح، قد يتفقون على الأديب العالمي شتاينبك في بعض المزايا، وهم توفيق الحكيم، ومحمود تيمور ونجيب محفوظ، وميخائيل نعيمة “ومحفوظ يضارعه يفوق شتاينبك في تصوير شخصياته من أولاد البلد السذج والبدائيين والعصريين”.