“الساعة الثانية وعشر دقائق بعد ظهر أول أمس الخميس، ومجلس تحرير الأهرام يستعد لعقد اجتماعه اليومي المعتاد، فجأة تنقل إلينا وكالات الأنباء خبرا كبيرا بفوز كاتبنا الكبير الأستاذ نجيب محفوظ بجائزة نوبل العالمية في الآداب”. كان الكاتب الصحفي محمد باشا الذي أصبح مدير تحرير بجريدة الأهرام، أول من يعلن الأديب الراحل نجيب محفوظ بنبأ حصوله على جائزة نوبل في 13 أكتوبر لعام 1988.
روى الكاتب الصحفي كواليس المكالمة الهاتفية التي جرت بينه وبين أديب نوبل في مقال نُشر بجريدة “الأهرام” 15 أكتوبر 1988، ضمن احتفاء أعدته الجريدة عن “محفوظ”، وقال أن صالة التحرير تحولت لكتلة مشاعر مصرية صادقة، كل من فيها هنأ نفسه.
اعتبر “باشا” نفسه محظوظا، أسعده القدر بأول مكالمة هاتفية يبلغ الأستاذ نجيب محفوظ بأسعد خبر في حياته، ردت على الهاتف زوجة “محفوظ”، وعندما أبلغها بالخبر شعرت بسعادة غامرة بدت على صوتها وقالت “سوف أوقظه على الفور”.

نجيب محفوظ يحتفي بجائزة نوبل
كواليس مكالمة هاتفية
أجاب نجيب محفوظ على الهاتف باللغة الإنجليزية ظنًا منه أن أحد الأجانب يهاتفه قال “who is speaking”، شعر “باشا” أن الأديب لم ينتبه فقد كان قد استيقظ من فترة راحة الظهيرة “القيلولة” كعادته، لفتت زوجته انتباهه أن من يحدثه أحد الأشخاص من جريدة الأهرام، قال “باشا” :”انتبه أديبنا لكلماتي، وهو غير مصدق، مرددا لكني لم أعلم أن أحد رشحني لها، وأحسست وقتها وأنا أؤكد له أن الخبر اذاعته وكالات الأنباء من دقائق أن المفاجأة هزت وجدان أديبنا العظيم وهو يحمد الله ويشكره، مما انعكس على فلم أتمالك نفسي ودمع الفرحة تنساب من عيني”.

نجيب محفوظ
استكمل المكالمة الكاتب الصحفي سلامة أحمد سلامة مدير التحرير بالأهرام وقتها، وواصل حديثه بقراءة الأخبار التي تناقلتها الوكالات بحصول الأديب نجيب محفوظ على جائزة نوبل.
لم يمر وقت طويل، وكان “محفوظ” حاضرًا بين الكُتاب والصحفيين بجريدة الأهرام، والتقى بالكاتب الصحفي محمد باشا، التفت إليه ضاحكًا “كنت فاكرك بتهزر، وأنت تبلغني الخبر”، ثم أعطوه رسالة من محمد حسني مبارك أرسلها بمناسبة الجائزة، منها “هذا التكريم الذي يحدث للأول مرة لأديب ومفكر مصري هو تكريم لمصر التي أعطيتها ثمار فكرك ونبض قلبك وأجزلت لها العطاء”.
سيرة محمد باشا
الكاتب الصحفي محمد باشا عمل عام 1964 في أول مكتب دشنته جريدة الأهرام في الأقاليم، وتدرج في مناصبه، عمل رئيسا لقسم الأخبار ثم مديرا للتحرير إلى أن وافته المنية عام 2006.
في عام 1967 حسب جريدة الأهرام، قدم “باشا” تغطية مهمة للأحداث التي حصلت في الإسماعيلية والسويس رفقة الصحفيين حسن غنيمة وسيد معتمد اللذين تكفلا بتغطية الأحداث في السويس وبورسعيد.