كانت زوجة الأديب نجيب محفوظ السيدة عطية الله، على ثقة بأن جائزة نوبل سُتمنح له لا محالة، وكان يقابلها ثقتها بالضحك وعدم التصديق، حتى أنها عندما ايقظته فور إذاعة نبأ حصوله على الجائزة، لم يصدق، واعتقد أنها مزحة.
حكت “عطا” أن أول مرة التقت فيها بنجيب محفوظ أثناء تردده على زيارتهم بشكل عائلي، إذ كان صديقا للعائلة “كان يزورنا، ونجلس معه جميعا نتحدث ونتسامر”. ولفت انتباها طيبة قلبه، وبعدما تآلفت القلوب، تزوجا دون فترة خطوبة، في أيام قليلة دون مقدمات أو شيكات، قالت “ولا فرح، لم يحضر زفافنا أكث من عشرة أشخاص، وكان هذا في عام 1954”.
الأديب في المنزل
لم يكن أديب نوبل في المنزل “سي السيد”، ولم يكن يعرف شيئًا عن المنزل، ولا تحب “عطا” أن تدخله في شئون المنزل أيضًا، لأنه على حد قولها لجريدة “الأهرام” 17 أكتوبر 1988، أبعدته عن كل هذه المسئوليات، فهو دقيق جدًا في مواعيده، ويكره أن يغير أي شخص في نظامه “لا يحتاج أن ينبهه أحد إلى مواعيده، أما أنا فلا استطيع أن أكون مثله أبدا، ودوري أن أوفر له احتياجاته في المواعيد التي يحددها”.
تجهز له أحيانا الملابس، وأحيانا يجهزها هو، وتراعي أن تختار له لونه المفضل في الملابس “الأخضر”، قالت “إذا كانت ملابسه متناسقة، أعرف أني اخترتها له، وإذا لم تكن أعرف أني كنت مشغولة عنه”.
أنجبا بنتين فقط، وحسبما ذكرت “عطا” لم يبد “نجيب” رغبة في انجاب ولد.
أما عن المناسبات العائلية والخاصة، لفتت إلى أنه لا يهتم بمثل هذه الأشياء، سواء عيد زواجهما أو عيد ميلادها، وكانت هديته الوحيدة لها “ساعة ذهبية” يوم حصوله على جائزة الدولة التقديرية، لكنها قالت “كان يقدر مجهودي دوما، ويقول عني جدعة”.
شاهدت زوجة أديب نوبل جميع أعماله السينمائية، في الحفلات العامة التي كانت تفضلها عن الخاصة، كي تستمع أكثر لآراء الجمهور وتعليقاتهم.

نجيب محفوظ مع عائلته
العائلة في الروايات
ورث أديب نوبل نجيب محفوظ عن والده، خفة الظل وسرعة البديهة، وكان حاضرًا كبطل ضمن أحداث “الثلاثية”، إذ جاءت بعض الوقائع أيضًا، مثل، واقعة خروج الزوجة أثناء سفر زوجها لزيارة “سيدنا الحسين، وأصابتا أثناء الطريق وغضب الزوج بعد علمه بها”، قال العميد حسن عبد العزيز ” ابن شقيق محفوظ الأكبر” في حواره لـ “الأهرام”: “هذه واقعة حقيقية”.
وقال “حسن” أن عمه “محفوظ” ذو ذاكرة قوية تثير الإعجاب، لم ينسى أسماء الشوارع، والأحياء القديمة، وأسماء الأشخاص. بالإضافة إلى أنه لم يتغير أبدا، هو نفسه الشخص الهادئ البشوش، الذي لا يتدخل في شيء لا يعنيه، البار لوالديه.