معاناة الفنانة سناء جميل في حياتها والسينما تحدثت عنها في عدد من الصحف والمجلات، وهو ما سنعرضه هنا وفقا لما روته.
معاناة الفنانة سناء جميل في الحياة
قالت سناء جميل : أحيانا لما كنت أقعد مع نفسي أقول مكانش فيه داعي إني آجي الدنيا، أنا جيت الدنيا بعمل إيه يعني؟! الحياة تعب ..تعب..تعب..تعب.. خصوصا لما الإنسان يكون ماشي دوغري، تبقى متعبة قوي ومكلفة، كان هينقص إيه الدنيا لو أنا موش فيها، وأستغفر الله العظيم ياربي لو كان أهلي خيروني كنت أقول موش عايزه أجي،ولأني ما أقدرش استشير ابني ييجي أو ما يجيش يبقى بلاش أحسن، الدنيا ضيقة قوي على اللى ماشي صح.
وأضافت، مشكلتي الأساسية كانت إن صوتي عال جدًا وتلك طبيعتي، والناس أخذت الحكاية على أنها عصبية، بالإضافة إلى كنت أنفعل بكل شىء أحكيه، فأنا إنسانة مليئة بالنبض، أحببت الحياة، كان “دمي حامي” وأكره “الباردين”، وبالنسبة لخسارة المقربين فلم أخسر منهم كثيرًا بسبب تلك الطبيعة لأن من كل من صادقني عرفني جيدًا، كنت أحس بأي إنسان يكلمني، وأشعر بمدي صدقه من عدمه.
وأردفت، مشكلتي أنني كنت شديدة التلقائية وكل حاجه أحسها أقولها بسرعة ودون تردد ولم يكن لدي توازنات، ولا يعني ذلك أنني كنت أخطىء في الناس، ولكن عبرت عن رأيي بطرية مهذبة وكنت أكره ان يتعامل معي احد على أنني لا أفهم او غبية لأني أري أنه هو الغبي، وبالتالي لم أكسب الناس بسهولة، فمثلا عندما كنت اقرأ مسلسلًا ولا يعجبني أقول لكاتبه انه لا يعجبني بشكل واضح وصريح، من غير لف أو دوران، وكان هذا عرفي في الحياة.
معاناة الفنانة سناء جميل وخوفها من المرض
تابعت، كنت بخاف جدًا من المرض، لايمكن كنت أرقد في السرير إلا لما حرارتي توصل 39 وأيام الانزلاق الغضروفي يتعبني اضطر أنام يومين ثلاثة على ظهري، وأيضًا كنت زوجة مش غيورة لان لويس إنسان نظيف ودوغري ومهذب وصادق دي الصفات التى يستحق أن يمنح الرجل بسبببها لقب “سيد” موش أي راجل يستحق هذا اللقب، اللى يحدد ده تصرفاته وطريقة تعامله، ايوه الراجل الصح “سيد” لكن موش “سي السيد” لان حرف سي تحمل معنى العبودية، وقتها الست ممكن تخاف من الراجل لكن لا تحبه او تحترمه.
تكمل، كل إنسان له تكوين معين، وكم معين من الأحاسيس، لكنها تختلف من إنسان لآخر، وأنا عبارة عن كتلة صدق، والعمل الصادق يصل الى قلوب الناس سريعًا، لذلك يكون الدور مشبعًا بتلك المشاعر والاحاسيس، والشخصية التي أؤديها لا تخرج مني بسهولة، بل أنسلخ منها تدريجيًا، أما أثناء فترة العمل فتتملكني الشخصية من رأسي ألى أخمس قدمي، وأنا لم أكن أميل للتعبير في الأداء بكثرة حركات اليدين والاشارات باستثناء ادوار مثل “فضة المعداوي” التي كانت تستلزم حركات اليدين والاشارات والصوت الجهوري العالي.
الفنانة سناء جميل لم تحب الأدوار التاريخية
تواصل، لم اكن أحب الأدوار التاريخية، لإن مستوانا فيها ليس كما يجب، ولكن نور الشريف قدم مجموعة من الأعمال التاريخية على مستوى عال جدًا، وما أحزنني إن المسلسلات الدينية التاريخية التي تناولت الرسل والرسالات السماوية تصور الكفرة أقوياء والمؤمنين منكسرين مع ان المفروض هو العكس، لان الايمان يعطيني قوة وسعادة وفرحة، وانا افضل الاعمال الاجتماعية.
تستطرد، كنت أعرف أنني كوميديانية رائعة، ولكنني لم أفرض نفسي، وانتظرت الدور الذي يظهر طاقتي، و قدمت أغلب أعمال “موليير” التي تتميز بحس لاذع وساخر مرير جدًا، فالأزمة كانت في النصوص التي تعرض لا أكثر، والمخرج “شريف عرفة” كان يقف صامتًا أثناء التصوير:”اضحك..الصورة تطلع حلوة” ويقول لي: “عمري ما كنت أتخيل أنك كوميديانة”.
تحكى، لم اكن أحب أن أتدخل في العمل، لأن المخرجه له احترامه، فهو القائد، ولكن من الممكن ان يناقشه الفنان فالمسألة ليس تعنت وإنما الرأى شورى، المخرج الراحل صلاح أبو سيف صاحب الفضل في نجوميتي، وكنت أود أن يكون له أكثر من ذلك، وكان مؤمنًا بقدراتي وإمكاناتي الفنية.
المسرح صاحب الفضل الاول علىّ، والتميز في فترة الستينات الذهبية حدث لأن المناخ كان كله عظيمًا، من ناحية النص والممثلين والمخرجين، كانت مرحلة التميز.
تسرد، التنافس بيننا جميعًا كجيل، كان شريفًا، ولمصلحة العمل، لكنني لم أشعر بذلك التنافس لأن كل همي كان الدور الذي يعش بداخلي ويتملكني وأعيشه بكل كياني وجوارحي وأحاسيسي، والنجاح يعتمد على النص الجيد مع ممثل جيد ومخرج كبير، وكل الفنانات آنذاك كن أفضل فنانات مصر والمنافسة التي بيننا كانت نوعًا من المبارزة الشريفة التي تثري العمل الفني، لكن التنافس الحقيقي كان بيني وبين الدور الذي أؤديه.
تستكمل، مثلت على المسرح في باريس باللغة الفرنسية مسرحية “رقصة الموت” في إطار التبادل الثقافي بين وزارتي الثقافة في البلدين، واستقبلت استقبالًا حافلًا هناك، ومع ذلك لم أفكر في تكرار التجربة بعدها، لأني أحب مصر، وأحببت أكون عالمية في بلدي، وهي أحق بأعمالي، وأحببت أكون علامة بارزة في بلدي، فما الذي كانت ستصنعه باريس أو لندن أو غيرها لي؟
تكريم الفنانة سناء جميل من السادات وجمال عبد الناصر
وكرمت سناء جميل من السادات مرتين، وجمال عبد الناصر أيضًا، وكان ثروت عكاشة يسافر للخارج ويأتي بنصوص أحدث المسرحيات ويطلب ترجمتها لها، ورغم كل هذا التاريخ تجاهلها فاروق حسني في المهرجان التجريبي للمسرح. (19 مايو 1997، الحياة)
سناء جميل مع أحمد زكي في فيلم سواق الهانم
وعن أحمد زكي، قالت، أحمد زكي كان شديد الانفعال والعصبية، فلم أر إنسانًا ألطف واهدأ وأشيك وأحب إلى قلبي منه، فهو الموهوب الملتزم، وفي فيلم “سواق الهانم” كان مقررًا أن أضرب أحمد زكي، اتكسفت وترددت ولكنه اقترب مني وقال لي: “اضربيني يا حبيبة قلبي ولا يهمك”..وفعلًا ضربته.
وأضافت، أما فيلم “اضحك الصورة تطلع حلوة”، رغم أنه كان قليل الإيرادات، لكنه أعادني الى الشاشة الكبيرة بعد غياب طويلة، والدور كان يجمع بين البساطة والعمق، بالإضافة إلى انه يحمل رسالة جميلة وتفصيلات لطيفة جدًا تفيد الدراما، فشخصية “الجدة” في الفيلم فكرتني بأمي وجدتي، وكلها نماذج مفقودة في السينما العربية.
اقرأ أيضًا:
كنت بلا مأوى ولا نقود.. قصة زواج سناء جميل وحرمانها من الأمومة؟
زوج سميحة أيوب الأول.. أكلت بإيدي ودخل نام مات
حكاية هند رستم وزوجها محمد فياض