نسرد هنا حكاية فؤاد المهندس وشويكار وشراكتهما في الأعمال الفنية.. مثلما روتها في الصحف والمجلات
زوج الفنانة شويكار الأول
قالت، اكتشفني المخرج محمد توفيق في بلاج ميامي، وقدمني للمسرح في فرقة جمعية أنصار التمثيل والسينما عام 1960، وقبل ذلك اُنتخبت ملكة لجمال ملكة جمال البلاج عام 1958، كما ُنتخب الام المثالية لنادي سبورتنج عام 1959، وكنت وقتها أم لطفلة عمرها سنتان، رغم انني لم أكن قد تجاوزت التاسعة عشرة من عمري، واصبحت أرملة بعد وفاة زوجي حسن صادق “الجواهرجي”.
أضافت، تزوجت فؤاد المهندس عام 1963 بعد ان اشتركت معه في عدة افلام ومسرحيات ومسلسلات وكان فؤاد وقتها مرتبط بزوجته الأولى “عفت” وله منها ابناء، ولهذا لم نعلن الزواج في وقته، وعشنا سويًا سبعة عشر عامًا، وبعد الانفصال تزوجت من السيناريست مدحت يوسف.
استكملت، نجاحي الفني ارتبط باسم فؤاد المهندس، وكنا في أي عمل فني نفهم بعض جيدًا، هو قام بتربيتي على نفسه، بمعني أن أي شىء ينال إعجابه يعجبني والعكس بل يصل الأمر إلى أننا قد ننطق جملة واحدة في نفس اللحظة، اعتقد أن النجاح بدأ حينما قدمنا أول عمل معًا على المسرح عام 63وهو “السكرتير الفني”.
استرسلت، النجاح مع فؤاد المهندس كان هو إيقاعي الذي اعتدت عليه وأي نجاح آخر يكون له إيقاع مختلف لأنني تعودت على نجاحي مع فؤاد المهندس.
حكاية فؤاد المهندس وشويكار
وروت، كانت بدايتنا كثنائي فني، في وقت الناس في شوق فيه للكوميديا، فكنا العملة الرابحة وساعدنا على ذلك وجود كتب وروايات، هذا لايعني انفردنا وقتها او خلو الساحة الفنية، بل كان هناك 11فرقة أخري، لكننا كنا “موضة” تذكر الناس بليلى مراد وأنور وجدي، فانتقلنا إلى السينما بعد ان كانت مسرحياتنا كاملة العدد، نقدم عملًا كل ثلاثة شهور.
وحكت، كنا روحًا واحدة تسري في أربعة أجساد، سمير خفاجي وبهجت قمر وفؤاد المهندس وأنا، دائمًا في حالة بحث عما يمكن أن نقدمه، فؤاد وسمير يبحثان عن العمل، يسافران بحثًا عنه، بهجت يقرأ روايات ويكتب، وأقوم أنا بمحاولة ترجمة بعض الاعمال، اشتغلنا “ايام الجنيه الجبس” كنا نشتري علبة سجائر واحدة ونقسمها على أربعة، نشتري كيلو الكباب ليأخذ كل منا قطعة، لم تعرف قلوبنا غير عشق المسرح، وكواليس ذلك المسرح مختلفة تمامًا.
لن يتصور أحد اننا كنا في حالة جدية وصرامة شديدة، ومع ذلك كنا نخلق الكوميديا، كنا نادرًا ما نتحدث قبل بدء المسرحية، ولو قال أحد نكتة لانضحك عليها، لأننا نحتفظ بكل الشحنات الموجودة داخلنا حتى يرفع الستار، وبعد انتهاء العرض نجتمع ثانية لنتفق إلى أي بيت نذهب لنتناول عشاءنا ونضحك ثم يعود كل لبيته منهكًا تمامًا، فيرتمي في سريره ، لنعود ونجتمع في اليوم التالي.
انفصال شويكار وفؤاد المهندس
تابعت، بعد انفصالي عن “فؤاد” بتسع سنوات، عرض على خلالها فيلمان معه، رفضتهما، لأنه لم يكن البطل فيهما، ولن يكتب اسمه أول اسم، وللاسف وافق هو على أن يمثلهما، وعندما جاءنى فيلم “جريمة إلا ربع” وفيه “فؤاد” بطلًا واسمه قبل اسمي وقبل اسم أي حد في الدنيا وافقت دون تفكير حتى في حجم دوري. وتابعت كل أعماله بعد انفصالنا وأحلى حاجة عجبتني”سك على بناتك”. وأنا لم أقدم شيئًا من غير فؤاد المهندس ولا أحب أن أعمل شيئًا من غيره ولم أرضى بذلك.
سردت، “شويكار” الانسانة لا تختلف عن الفنانة، فأنا صادقة جدًا مع نفسي، وخجولة لكني امتلك قدرًا كبيرًا من الجرأة والصراحة.
استطردت، لم أفشل في الوصول إلى البطولة السينمائية لأن بداياتي كانت قوية ولا فتة من خلال الأفلام التي وقفت فيها أمام شادية ونادية لطفي وسعاد حسني ولبني عبد العزيز وماجدة وكنت مشروع بطلة جديدة توافرت فيها كل المواصفات، ولكن طبيعتي المتمردة دفعتني الى اقتحام عالم المسرح وبعد اول تجربتين عشقت الخشبة واللون الكوميدي وهجرت السينما بإرادتي وإخترت الطريق الأصعب.
اختتمت شويكار ، وساهمت بنجاحاتي في فتح الباب أمام زميلات أخريات وصلن إلى البطولة المطلقة في المسرح الكوميدي واصبحن بينافسن الرجال على عرش كان حكرًا عليهن لسنوات طويلة، ثم جاء دول الفيلم والمسلسل الاذاعي الساخر الضاحك استتثمارًا لما حققناه في المسرح ثم توفقت ثانية عندما انحرفت السينما عن مسارها الطبيعي.
المصادر:
(19 أغسطس 1991، مايو، اشرف ايهاب)
(20 يوليه 1989، الجمهورية، صلاح درويش)