رأي الأزهر في رواية أولاد حارتنا بعدما نشرت وحدث حولها ضجة كبيرة في الصحف والمجلات، باعتبارها تتعرض للأنبياء.
يقول الكاتب الصحفي محمد شعير في كتابه “سيرة الرواية المحرمة”، أنه في أحد الاجتماعات لجنة الدفاع عن الإسلام، مكونة من 12 شيخًا من كبار رجال الدين، تعرضت للنقاش حول كيف يمكن التصدي لرواية أولاد حارتنا.
روى، سيلمان فياض، أنه كان حاضرًا للجلسة مصادفة، وهاجم الشيخ الغزالي الرواية هجوما شديدًا واصفًا إياها بالإلحاد وعبث بتاريخ الأديان.
ارتعش يد “فياض” مما سمعه، فنظر إليه الشيخ الغزالي لأنه كان يعرف أنه يكتب القصة، وطلب منه ألا يكتب شيئًا من المناقشات، سيكتب هو بنفسه.
حصل سليمان فياض على نسختين من التقرير النهائي للاجتماع، وأعطاه لنجيب محفوظ في يوم ندوته الإسبوعية، وبعدما قرأه نجيب تغير لونه “بقى أصفر زي اللمونة”. وحصل غالي شكري على النسخة الثانية من الاجتماع.
رأي الأزهر في رواية أولاد حارتنا
في 12 مايو 1968، بعد خمسة شهور من نشر رواية أولاد حارتنا في بيروت عن طريق دار الآداب البيروتية، أصدر مجمع البحوث الإسلامية، برسائة أمين عام المجمع وقتها، محمود رجب، تقريرًا رسميًا بمنع الرواية.
استعرض تقرير مجمع البحوث الإسلامية أحداث الرواية، وانتهى بتوصية بعدم نشر الرواية بأي شكل من الأشكال سواء مطبوع أو مرئي أو مسموع.
عن كون الرواية 114 فصلا، وأنها تجسد الأنبياء، وأن موت الجبلاوي يعادل موت الإله عند الفيلسوف الألماني نيتشه، قال محفوظ، حسبما ذكر “شعير” في كتابه “سيرة الرواية المحرمة”، أعوذ بالله، الرواية بالمقدمة 115 فصلا، وما يقال لم يكن في ذهني أبدًا أثناء كتابة الرواية.
كان في ذهن محفوظ وهو يكتب الرواية أنها تقسم إلى 5 فصول رئيسة، التقسيم داخل الفصول حصل بعدا انتهى من كتابة الرواية، استخدم الأرقام لتقطيع الفصول إلى أقسام أصغر للتسهيل على القاريء، وقال: “سور القرآن الكريم تحمل أسماء لا أرقاما، وهي متفاوتة في الطول”.
أما عن تجسيد الأنبياء، رفضه محفوظ، وقال إنه لم يقصد الأنبياء في روايته، قاسم ليس النبي محمد، فهو شاب يعيش في القاهرة بالقرن الـ19، أما الجبلاوي فالماركسيون هم الذين اعتقدوا أنه يدعو إلى موت الإله، قال: “الجبلاوي بالعقل ليس هو الله المطلق الخالد، وإنما هو الإله في أذهان بعض البشر، لا يمكن ان أمثل الله بشيء لإنه “ليس كمثله شيء”.
قال نجيب محفوظ: “عندما انتهت من الرواية شعرت أنني وجدت إيماني”.