حصة السديري.. حكاية والدة الملك سلمان بن عبد العزيز، حسبما وردت في كتاب نساء شهيرات من نجد، تأليف الدكتورة دلال بن مخلد، عام 1998.
ونستعرض حكاية والدة الملك سلمان بن عبد العزيز:
حصة السديري.. حكاية والدة الملك سلمان بن عبد العزيز
والدة حصة السديري هي شريفة السويد، تنتمي إلى البدارين من الدواسر، ولم يذكر الكتاب أي معلومات عنها لنقص المصادر والمعلومات عنها.
ونشأت “حصة” في أسرة في عائلة كبيرة إذ كان لها من الإخوة الأشقاء تركي والجوهرة ولطيفة، ومن غير الأشقاء عبد العزيز وخالد ومحمد وعبد الرحمن ومساعد وسليمان وبندر وسلطانة وعمشا وشيخة وشعيع وموضي وسارة والبندري ومنيرة وهيا.
وترى الدكتورة دلال بن مخلد، أن حصة بن أحمد بن محمد السديري، حظيت برعاية جيدة من والديها، وهو ما تعكسه صفاتها الحميدة، مما لفت انتباه الملك عبد العزيز إليها، إضافة إلى جمالها.
تزوج الملك عبد العزيز حصة السديري عام 1331 هجريا، 1913 ميلاديًا، وكان عمرها ثلاثة عشر عامًا، فأنجبت له ابنه سعدًا الذي عاش خمس سنوات، وتوفى على إثر انتشار وباء الحمى الإسبانية في نجد عام 1337 هجريا، 1919 ميلاديًا (سنة الرحمة).
تؤكد الدكتورة دلال بن مخلد، أن الملك عبد العزيز طلق “حصة” فتزوجها الأمير محمد بن عبد الرحمن بن فيصل وأنجبت له ابنه عبد الله، ثم طلقت منه وتزوجت الملك عبد العزيز عام 1339 هجريا، 1921 ميلاديا.
حصة السديري.. حكاية والدة الملك سلمان بن عبد العزيز
وجاء في كتاب “نساء شهيرات من نجد”: “عدت حصة أكثر زوجات الملك عبد العزيز إنجابا، فقد ولدت له فهد الملك، وسلطان وعبد الرحمن وتركي ونايف وسلمان وأحمد، إضافة إلى سبع بنات هن فلوة وشعيع وموضي ولولوة ولطيفة وجواهر والجوهرة”.
وحظيت حصة بمكانة كبيرة ومنزلة عالية عند الملك عبد العزيز لسلوطها الحميد وأخلاقها الرفيعة، حيث يروى أن الملك عبد العزيز كان يقول إنه لم يسمع منها أي يوم كلمة تسيء لأحد أو تضر بأي شخص، لذا تبوأت هذه المكانة فقد كانت من أحب زوجاته إلى نفسه حتى إنه كان يدعو الله أن ترافقه في الجنة.
حصة السديري.. حكاية والدة الملك سلمان بن عبد العزيز
وتميزت حصة بحس أسري عميق فقد كرست حياتها للاهتمام بتربية أولادها، والعناية بشؤونهم، إذ كانت تحرص على أن يكونوا فريبين منها دائمًا.
كانت تصر على أن يجتمعوا جميعا على مائدتها للغداء يوميًا، وتسأل عن أسباب تأخر أحدهم عن الحضور، وهو ما يدل على رغبتها القوية في تقوية أواصر الأخوة بينهم وتلاحمهم.
وحرصت حصة السديري على الاهتمام بشؤون زواجهم، فأثناء زواج ابنيها فهد وسلطان عند زواجهما من منيرة والعنود ابنتا العزيز بن مساعد بن جلوي، تولت تجهيز بيتهما بما يحتاجان إليه من أثاث ومفروشات، وأظهرت لمنيرة والعنود ولوالدتهما، كثيرًا من المودة والتقدير، وقالت:” الأولاد أولادي، والبنات بناتي، وأنا أتولى بنفسي أمر تجهيز بيوتهما لما يلزمهما من أثاث وفرش”.
كما تولت بنفسها تجهيز بيت ابنها نايف عند زواجه من الجوهرة بنت عبد العزيز بن مساعد بن جلوي.
وكان لحصة السديري اهتمام بالعمل الخيري والإنساني، فقد كانت تقوم بتوزيع الصدقات على المحتاجين في أيام معينة من السنة خاصة في شهر رمضان، وتتولى بنفسها إيصالهم إليهم، وكانت تحرص على الجلوس إلى الفقيرات للاستماع إليهن ومعرفة احتياجاتهم وفتح بابها للناس وشفاعتها لهم.
حصة السديري.. حكاية والدة الملك سلمان بن عبد العزيز
كما كان لـ حصة السديري لها اهتمام بالجانب العلمي فسعت إلى نشر العلم بين الأطفال عن طريق تشجيعهم على حفظ القرآن ومكافأة من يحفظه منهم بجوائز همة الآخرين، كما حرصت على توفير الكتب لطلبة العلم بوقفها عليهم ومن الكتب التي ما زالت تحمل ما يدل على ذلك نسخة من الجزء الثاني من كتاب الفروع في الفقه لشمس الدين محمد بن مفلح الحنبلي، ودون عليه نص وقفيتها الآتي: “قد دخل هذا الكتاب في ملك حصة بن أحمد السديري بالشراء الشرعي وأوقفته على طلبة العلم، لا يباع ولا يوهب ولا يورث وجعل النظر فيه لعبد العزيز بن فائز”.
وأولت الأميرة حصة اهتماما خاصا ببناء المساجد، وبعد حياة حافلة بالعطاء توفيت في عام 1389 هجريا، 1969 ميلاديا، عن عمر يناهز الـ 71 عامًا.
اقرأ أيضًا:
كيف تأسست الدولة السعودية الحديثة الأولى؟