كيف مات جمال عبد الناصر؟.. شهدت إجابة هذا التساؤل شائعات عديدة روجها العديد حول وفاة الرئيس، حيث قيل، أنه تم تدليكه بمادة مسمومة، وأنه أعطى مادة سادمة عن طريق الأطباء وطبيب العلاج الطبيعي.
كانت هذه الشائعات تروج من قبل أشخاص لم يشتركوا في علاج “عبد الناصر”.
الطبيب منصور فايز، قضى فترة كبيرة في علاج الرئيس قبل وفاته، وكشف الساعات الأخيرة وأسرار الوفاة.
كيف مات جمال عبد الناصر
روى فايز، أنه كان على موعد مع الرئيس جمال عبد الناصر، صباح يوم الإثنين 5 يونيو 1967، وكان من عادته أن يطلبه في التاسعة والنصف صباحا، ويرافقة الطبيب أحمد ثروت.
فور وصول “فايز” لمنزل “عبد الناصر” استدعاه، وأبلغه أنه لم ينم جيدا في الليلة الماضية، وأنه استيقظ مبكرا، لانشغال باله، وفجأة قبل توقيع الكشف سمعا صوت صفارات الإنذارات في التاسعة صباحا.
علم “عبد الناصر” أن إسرائيل بدأت الهجوم، فنهض وارتدى ملابسه في الحال، وتوجه إلى مركز قيادة الجيش ليفاجأ بالكارثة، حيث دمرت إسرائيل المطارات المصرية وحوالي 85% من طائراتنا وهي على الأرض.
وكشف فايز في حواره مع جريدة “السياسي العربي” 1994، أن “عبد الناصر” تعرض لأزمة قلبية في سبتمبر 1969.
وحصل في ذلك اليوم، غارة من إسرائيل على منطقة الزعفرانة، وقتلت 5 جنود من خفر السواحل وبعض المدنيين، وتأثر “عبد الناصر” تأثر بالغا.
ليل 10 سبتمبر 1969، أصيب الرئيس بالأزمة القلبية الأولى، وأثبتت الفحوصات حدوث جلطة بالشريان التاجي للقلب، وأخبره “منصور” أنه هناك تقلصات في الشرايين نتيجة الإرهاق الشديد لذا يحتاج للراحة، فسأله: “قد إيه يعني؟”، فأجاب “منصور”: “مش لمدة طويلة وكل شيء سينتهي بأمان”.
فهم “عبد الناصر” أن قليب قد أصيب، وطلب “منصور” إشراك أحد أساتذة القلب بجامعة القاهرة في العلاج، فرفض رفضا قاطعا، وطلب ألا يعرف أحد أنه مريض بالقلب.
وفي صباح 22 يناير 1970، سافر “منصور” رفقة الرئيس جمال عبد الناصر في رحلة سرية إلى الاتحاد السوفييتي، بغرض الحصول على صواريخ لوقف غارات إسرائيل في العمق.
كيف مات جمال عبد الناصر
بعد ظهر يوم 28 سبتمبر 1970، هاتف فؤاد عبد الحي الدكتور “فايز”، وأخبره أن الدكتور الصاوي موجود لدى الرئيس ويطلب حضوره فورا، لأن “عبد الناصر” مريض وشعر بالتعب أثناء توديعة أمير الكويت في المطار.
أجرى “الصاوي” فحوصات طبية للرئيس وتبين وجود جلطة جديدة في الشريان التاجي مصحوبة باضطراب في ضربات القلب، وبدأ في علاج فورا.
دخل فايز حجرة “عبد الناصر” فوجده راقدا على سريره مرتديا البيجامة، وكان يبدو عليه الإرهاق الشديد، ومتعبا من ضربات القلب، لكن لا تبدوا عليه علامات القلق.
قال “منصور”: “كنا فريق الأطباء، ندخل ونخرج كثيرا بين غرفة نومه وبين غرفة مكتبه الملاصقة، حيث كنا نحتفظ بجميع الأجهزة والاستعدادات لعلاج جلطة الشريان التاجي إثر إصابة بالنوبة الأولى قبل عام”.
أصر جمال عبد الناصر على التحرك “أنا مش حارقد المرة دي، عندي مواعيد وشغل كتير الفترة اللي جاية”، وفي الخامسة مساء، مد يده لجهاز الراديو، واستمع لموجز نشرة الأخبار من إذاعة القاهرة وقال: “مفيش حاجة”، وطلب إغلاق الراديو.
تحسنت ضربات القلب، فقال: “الحمد لله، أنا دلوقت استريحت”، وكانت آخر كلماته، فما هي إلا لحظات وتوقف القلب فجأة.
لم يستجب القلب للتدليك، وباءت كل محاولات الأطباء بالتدليك والصدمات الكهربائية ليعود القلب إلى نبضه، بالفشل.
لم يدخل “عبد الناصر” في غيبوبة من أي نوع.. في السابعة والنصف أعلن “السادات” خبر وفاة جمال عبد الناصر.
اقرأ أيضًا:
- حسن الصباح.. ما هي أول علمية نفذتها جماعة الحشاشين بعد نفيه من مصر؟.. للقراءة اضغط هنا
- حكاية أقدم مطعم في مصر؟.. للقراءة اضغط هنا
- وثائق علاء مبارك.. تسبب في موت “أباظة” وتحكم في مصير اللاعبين.. للقراءة اضغط هنا