عبد الحكيم عامر وبرلنتي عبد الحميد .. في مساء أحد أيام أول عام 1963، زار صلاح نصر المشير، وبعد دقائق نزل ومعه المشير، واستقلا السيارة “فيات” صغيرة، كان “نصر” قد خصصها للمشير ليستخدمها في تنقلاته بعد الظهر.
خرج المشير وصلاح نصر وكان تبدو على “عامر” مظاهر الاهتمام الدقيق بنفسه أكثر من المعتاد.
بعد منتصف الليل، هاتف المشير ليقول لمحمد متولي، قائلًا: “أحضر ومعك على شفيق، مدير المكتب المشير وزوج المطربة مها صبري إلى المكان الذي يعرفه لأن السيارة معطلة”.
هاتف محمد متولي “سكرتير المشير” علي شفيق “زوج مها صبري” وأبلغه، وتوجها إلى نهاية طريق الهرم حيث يقع كازينو “التورنج” وخلفه فيلا تتقدمها حديقة.
عبد الحكيم عامر وبرلنتي عبد الحميد.. أسرار الزواج السري
يروي محمد متولي، سكرتير المشير عبد الحكيم عامر، بعد دقائق خرج المشير واستقل سيارة علي شفيق، وكان الضوء خافتا، ورغم ذلك استطاع أن يرى سيدة من بين أغصان الشجر، وأوصلت هذه السيدة المشير إلى السيارة.
أخبر المشير سكرتيره، أنه يثق به ثقة كبيرة، ويتوقع أن لا يتفوه بأي كلمة مما شاهده في تلك الليلة خاصة زوجته، يضيف محمد علي: “كان الاسم الكودي المتعارف عليه للمشير عامر، عندما يزور السيدة المجهولة هو الدكتور، إمعانا في السرية، وكنا من جانبنا نعرف تلك السيدة باسم كودي هو أبله بلة، وكانت السيدة المجهولة هي فنانة السينما برلنتي عبد الحميد”.
لم يكن يعلم بأمر زواج المشير عبد الحكيم من برلنتي عبد الحميد إلا صلاح نصر، ومحمد متولي سكرتيره الخاص، وعلى شفيق، وبتعدد الزيارات اتسعت الدائرة فعلم شقيقيه، المهندس حسن عامر ومصطفى عامر، الذي كان قد أدعى أمام الجميع أنه زوج “برلنتي” إمعانا في السرية.

مجلة صباح الخير- 20 أكتوبر 1994
عبد الحكيم عامر وبرلنتي عبد الحميد.. المشير يأمر بتغيير سيارتها
اعترف محمد متولي، سكرتير المشير، في مذكراته، أن صلاح نصر الذي رتب اللقاء الأول بين المشير عبد الحكيم عامر وبرلنتي عبد الحميد، واستأجر علي شفيق، زوج الفنانة مها صبري، فيلا تحت دعوى إنها لخبير أجنبي.
وحُرر عقد إيجار باسم ممدوح إبراهيم البربري، وهو موظف ربطته صلة قرابة بـ “شفيق” وكان يعمل في مكتب المشير. وبلغ قيمة إيجار الفيلا 30 جنيه شهريًا.
كانت برلنتي عبد الحميد تمتلك في ذلك الوقت سيارة قديمة ماركة “مورس” لا يتجاوز ثمنها 100 جنيه، فأمر المشير عبد الحكيم عامر علي شفيق أن يشتري لها سيارة من سيارات الوزراء والمسئولين من شركة النصر للسيارات، وترخيصها باسم سيدة إسماعيل فراج، والدة “برلنتي”.

زواج برلنتي عبد الحميد
وخصص المشير لها مبلغ 150 جنيها شهريا كنفقة خاصة وأنها هجرت التمثيل.
وأكد محمد متولي، أن عبد الحكيم عامر كان يكره “الحرام” ويبغضه، لذا حرر عقد زواج عرفي بينه وبينه برلنتي عبد الحميد، وشهد على العقد صلاح نصر وشقيقه حسن عامر، ويضيف: “لم يكن يعلم أي إنسان غريب حتى بالزواج، حتى أن إسحاق البواب كان يعلم أن برلنتي متزوجة من مصطفى عامر، إذ كانت يشبهه بدرجة كبيرة”.
احتفظ المشير بعقد الزواج العرفي، ولم يعلم أحد بمكانه أحد سواه في حياة المشير أو بعد مماته. حسب محمد متولي.
وقال “متولي” في مذكراته: “كانت الهدايا تنهال على برلنتي، ليس من المشير وحده بل من صلاح نصر وعلي شفيق وأنور السادات أهداها قطعة من الموبيليا عبارة عن بيك أب، وراديو وريكورد مارك سابا”.
عبد الحكيم عامر وبرلنتي عبد الحميد.. البحث عن نسخة فيلم والاختفاء
وروى “متولى”، أن المشير عبد الحكيم عامر طلبه منه أن يبحث عن نسخة 16 مللي للفيلم السينمائي “غادة الكاميليا” بناء على إلحاح برلنتي عبد الحميد المتكرر، إذ كانت ترغب في مشاهدة الفيلم، وأضاف: “كان عبد الحكيم عامر من هواة مشاهدة الأفلام الأجنبية”.
وتوجه المقدم عادل عبد الرحمن المسئول عن قسم السينما في القوات المسلحة، وأمهل “متولي” بعض الوقت للبحث عن نسخة في مصلحة الاستعلامات والرقابة على المصنفات الفنية، وبعد أيام عثر على نسخة 35 مللي.
ألحت “برلنتي” على أن تشاهد الفيلم نسخة 16 مللي بأي شكل، فبحثوا تكاليف طبعة 16 مللي من الفيلم، وتوصلوا إلى أنها تكلف 500 جنيه، وتم ذلك.
وأكد على أن برلنتي عبد الحميد كانت تضغط على المشير كأحد أساليبها، بالهروب إلى شقة الفنانات، يقول: “كثيرا ما كنا نبحث عنها بأمر المشير حتى نجدها، وجدناها مختبئة في شقة الفنانة سميرة أحمد أو ضياء وندي، أو جمال وطروب، وصديقتها بلوسي التي كانت تعمل في بنك الإسكندرية وتسكن في باب اللوق، وكانت برلنتي قد اتخذت لوسي صديقة لها وفرضتها على المشير”.
جمال عبد الناصر لم يعلم بزواج عبد الحكيم عامر وبرلنتي عبد الحميد.
عرف جمال عبد الناصر زواج المشير و “برلنتي” صدفة، ويروي محمد متولي في مذكراته، أن “عبد الناصر” علم بزواجهما في أوائل عام 1966، وعلم من خلال التحقيقات التي أجريت مع أعضاء مكتب المشير المقبوض عليهم والمتهمين في قضية “الانحرافات”.
اقرأ أيضًا:
- كيف عاش المشير عبد الحكيم عامر أيامه الأخير؟.. للقراءة اضغط هنا
- أسرار من حياة السادات “حاول أن يكون ممثلا”.. للقراءة اضغط هنا