حسن الصباح جاء إلى مصر لتنفيذ التوجيه الذي وجهه إليه عبد الملك بن عطاش، وتضييق السلطات عليه لنشاطه الكبير في الدعوة إلى الإسماعيلية.
يروى محمد عثمان الخشب مستهشدًا في كتابه “أخطر فرقة سرية في العالم الإسلاني”، بسيرة “الصباح” التي كتبها بنفسه، ليؤكد أنه جاء إلى مصر خوفا من بطش السلطات عليه، وطلب “بن عطاش” للتوجه إلى مصر لحضور دروس العلوم الباطنية، بالإضافة لمقابلة الإمام المستنصر ليلعن له ولاءه بشكل مباشر.
حسن الصباح ينشر دعوة جماعة الحشاشين في مصر
كتب “الصباح” في مذكراته: ” ثم قدر لي أن أتعرف بالداعي المؤمن، وكان موفدا إلى مدينة الري من قبل عبد الملك بن عطاش داعي الدعاة في العراقيين، فتوسلت إلى أن يقبل منى البيعة للخليفة الفاطمي بمصر، وبذلك دخلت الدعوة الإسماعيلية وصرت واحدًا من أتباع الإمام الفاطمي بمصر”.
وأضاف: “وجهني عبد الملك بن عطاش بالمجئ إلى القاهرة لخدمة مولانا الإمام المستنصر، ولما غادر عبد الملك بن عطاش الري في طرقه إلى أصبهان، كنت أنا أيضا في طريقي إلى القاهرة”.
وصل “الصباح” إلى مصر واستقبله الملك المستنصر بحفاوة في قصره، وأكره وأعطاه مالا، وأمره أن يدعو الناس إلى إمامته.
ويشير “الخشت” إلى أنه كان من المتوقع أن يحدث صداما محتملا بين الحسن الأيدولوجي الثوري وبين بدر الدين الجمالي.
وقضى “الصباح” في مصر ثلاث سنوات تقريبا، لكن بعض المؤرخين يذكرون أن مدة بقائه في مصر حوالي 18 شهر.
أمر “الجمالي” بنفى “الصباح” من مصر إلى المغرب العربي عن طريق البحر، وتعرضت السفينة التي كان يركبها إلى الخطر أثناء إبحارها، حتى كادت أن تغرق أكثر من مرة.
في الوقت الذي كان يظهر معظم الركاب انزعاجا وخوفا شديدين لما يحدث للسفينة أظهر “الصباح” قوة وجلدا وتماسكا عجيبين.
سارت السفينة إلى عكا ومنها اتجه إلى حلب ثم بغدادا، وكان يمارس نشاطه في الدعوة إلى الإسماعيلية الفاطمية أثناء تنقلاته من مدينة إلى أخرى بشكل سري.
حسن الصباح ينفذ أول علمية اغتيال بأنصار جماعة الحشاشين
واصل “الصباح” رحلته إلى إيران، وبعد أن مكث في أصفهان بعض الوقت سافر إلى كرمان، ويزد، وذكر في سيرته: “سافرت إلى كرمان ويزد ومكثت فيها أدعو فترة من الزمن”.
ظل “الصباح” حوالي 9 سنوات متواصلة بعد رحيله من مصر يمارس الدعوة، ويكسب أنصارا جدد، وينتقل من مكان إلى مكان، بشكل سري للغاية، وأسلوب أكثر حذرا، وكان وهو أنصاره لديهم الاستعداد لفعل أي شيء في سبيل تأمين أنفسهم.
كانت أول عمليات الاغتيال التي قاموا بها، قتل مؤذن من أهل ساوة كان مقيما بأصفهان، ذلك لأنهم دعوه إلى مذهبهم، فلم يستجيب لهم، فخشوا أن يكشف أمرهم، فقتلوه.
وصل الخبر إلى نظام الملك السلجوقي، فأصدر أوامره بالقبض على من تدل القرائن على أنه هو القاتل، فحامت الشبهات حول نجار يدعى “طاهر” فُحكم بالإعدام، ومثلوا به وسحبوه من رجله سائرين به في الأسواق.
اقرأ أيضًا:
- “يسود العري وتقص النساء شعرهن” كيف تغيرت الأزياء حسب الأحداث السياسية؟.. للقراءة اضغط هنا
- حكاية أول فتاة حصلت على حكم في قضية تحرش جنسي في تاريخ القضاء المصري.. للقراءة اضغط هنا