ساهمت وزارة الثقافة والإرشاد القومي في عهد جمال عبد الناصر، في تطوير مشروع الألف كتاب الذي أصدرته الإدارة العامة للثقافة عام 1957، وعملت الوزارة على أن يشمل المشروع كتبا تمثل المراحل التاريخية قديمها ومتوسطها وحديثها إلى جانب الكتب المترجمة، وأصدرت بعد ذلك أربع سلاسل دورية “تراث الإنسانية”، و “المكتبة الثقافية” للقارئ العادي، وصدر منها 1400 عدد ، وسلسلة “أعلام العرب”، وسلسلة “مسرحيات عالمية” وكانت تباع بقروش قليلة، بأقل من تكلفتها الفعلية.
واتفقت وزارة الإرشاد مع بعض دور النشر الأجنبية على إصدار مطبوعات عربية وأوربية، صدر منها كتاب الفن المصري المعاصر باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية، بالاشتراك مع دور نشر يوغوسلاقية، وشيدت مبنى لدار الكتب على أحدث طراز ومخطوطات من عام 1930، وأقيم مبنى جديد على كورنيش النيل، وخصص له “عبد الناصر” مليون جنيه، وأرسى الأساس له في 23 يوليو 1966.
جمال عبد الناصر ممثلا على خشبة المسرح
اهتم الرئيس الراحل بالمسرح والسينما، منذ أن كان طالبا في مدرسة النهضة الثانوية فقد جسد عام 1935 شخصية يوليوس قيصر في مسرحية شكسبير على خشبة مسرح المدرسة في حضور وزير المعارف، وبعدما تولى رئاسة الدولة، كان يحضر بعض المسرحيات ويناقش مؤلفيها فيما كتبوه وينقد المسرحية التي يشاهدها نقدا فنيا وكان يرى أن العمل المسرحي ملك للمؤلف وليس ملكا للمخرج ولا يجوز أن يعدل في النص الأصلي.
أما عن السينما فقد كان يصور الأفلام القصيرة بكاميرته الخاصة، وذكرت ابنته “هدى” أنه كان يحب قراءة الناشيونال جيوغرافيك، لأنها كانت تحتوي على صور تنمي موهبة التصوير لديه، وكان يحضر عندما كان “رئيسًا” حفلات افتتاح بعض الأفلام الجادة لتشجيع السينما، شاهد فيلم “رد قلبي” في دور العرض، حضر افتتاحه في سينما كايرو بالقاهرة، كما شاهد فيلم مصطفى كامل مع عبد الحكيم عامر تأليف فتحي رضوان وإخراج أحمد بدرخان في عرض خاص بسينما ريفولي بالقاهرة، وطلب بعد انتهاء العرض من فتحي رضوان أن يكتب قصة فيلم آخر عن الزعيم محمد فريد.
كما طلب من الفنان فريد شوقي، أن ينتج فيما عن معركة السويس والمقاومة في بورسعيد من أجل عرضه على العالم كله، وطلب من عبد الحكيم عامر وزير الحربية آنذاك أن يقدم جميع التسهيلات اللازمة، وحدث وأهدى وحش الشاشة، نسخة منه إلى “عبد الناصر”.