دخل رجل الأعمال الشيخ صالح كامل ليحتكر صناعة الفن والسينما والدراما والرياضة في مصر، وتضخمت السطوة ليحرم المشاهد العربي من مشاهدة البطولات الرياضية، بعد شراء حقوق البث، وطرحها مقابل الاشتراك بمبالغ مادية.
وبدأت محاولات احتكار الأصوات الغنائية بجانب خطوة الاستحواذ على الأفلام السينمائية من خلال شركات عربية برؤوس أموال ضخمة، يديرها رجال أعمال عرب بارزين، وتغيرت النوايا بعد إغراء المطربين بعقود ضخمة، إذ تمت تجميدهم لصالح مطربين خليجيين ولبنانين.
امتلك في مصر الشركة العربية لإنتاج الأغاني، والشركة العربية للإنتاج الإعلامي التي كانت تعتبر أكبر منتج تلفزيوني في الدول العربية، وامتلك نسبة خمسة وعشرون بالمئة من الشركة الأردنية الإعلامية وأكبر نسبة من أسهم اتحاد الفنانين، كما أنشأ تلفزيون الشرق الأسط “إم بي سي”، التي بُثت عبر القمر الصناعي الأوربي.
وصرّح “للأحرار”2002، أنه عاشق للسينما المصرية والعربية وأراد إنقاذ التراث القديم من الهلاك، ولم يسع لاحتكاره كما تردد من بعض الناس في مصر.
اشترى رجل الأعمال العربي، ماكينة نقل سينمائي من أحدث الأجهزة في العالم لنقل الأفلام من الأشرطة القديمة المتهالكة وغير الصالحة للاستخدام بالنظام الحديث وقتها “الديجتال”، لكنه أكد أنها كانت محاولة فاشلة.
بن طلال و الشيخ صالح كامل واحتكار الغناء في مصر
شركتان تحتكران ثمانين بالمئة من أصوات المطربين في مصر والعالم العربي، وعقد لقاء ضخم في شرم الشيخ وضم الوليد ابن طلال حوالي 78 من المطربين المتعاقدين مع شركة “روتانا”.
كان هدف اللقاء الذي أقيم في شرم الشيخ إغراء جميع المطربين في الساحة بالانضمام لها وترك شركائهم فورا، وساند “روتانا” في إكمال خطوتها، قناة موسيقى راديو تلفزيون العرب التي امتلكها صالح كامل نائب رئيس مجلس إدارة روتانا لجميع المطربين المتعاونين.
استقطب الشركة 25 صوتا من شركة “ريلاكس” اللبنانية من بينهم، جورج وسوف وجوليا وخالد الشيخ وعاصي الحلاني وعبد اللهالرويشد ووليد توفيق ووائل كافوري، ولم يتبقى للشركة اللبنانية سوى فيروز وإلين خلف وعدد قليل من الأصوات.
ومن جهته، أخذ محسن جابر عمرو دياب من شركة “صوت الدلتا” وهاني شاكر من “هاي كواليتي” وراغب علامة “ريلاكس إن” وهشام عباس من “أمريكانا”.
ساهمت هذه الخطوة في تحويل الشركة من الخروج من محدوديتها لشركة تستقطب نجوم مصريين، وتصبح كيانا ضخما يضم مطربين ومطربات من14 دلة عربية. حسب مجلة “المصور”2001.
كانت الشركة قبل تغولها تصف بأنها “مقبرة” للمطربين، خاصة وأنها كانت توقع عقود احتكار معهم لعدة سنوات، لكن في النهاية لم تكن توفي بالتزاماتها، من ناحية طباعة الألبومات والدعاية والفيديو كليب.
شركة الشيخ صالح كامل تفلس السوق الفني المصري
عملية الاستقطاب التي قامت بها الشركة أدى إلى حالة إفلاس في السوق بين شركات الإنتاج الصغيرة التي كان يتعاون معها أغلب المطربين والمطربات الذين انضموا أما لشركة “روتانا” أو لـ “الشركة العربية للفنون والنشر” ممثلة في شركة “عالم الفن” التي ملكها المنتج محسن جابر.
حصل المطربون على أضعاف أجورهم التي كانوا يحصلون عليها من الشركات الصغيرة.
وصرح نصر محروس لـ “المصور” 6 سبتمبر 2002، بأن احتكار الشركتين الكبرتين اللتين ترجع ملكيتهما للوليد بن طلال والشيخ صالح كامل، ضربت الشركات الصغيرة وبدأت تغلق أبوابها واحدة تلو الأخرى، قال “الشركة العربية تشترط علينا إما الشراكة معها أوسد أبواب السوق في وجهنا، أما روتانا فتمارس الضرب عن بعد، وأنا بعدما تبنيت صوت خالد عجاج لمدة11 سنة، أخذته مني روتانا تحت تأثير الإغراء بأجور مضاعفة”.
كما وصف المنتج طارق عبد الله صاحب “هاي كواليتي” عملية الاستحواذ والاحتكار بأن “الشركتين أشبه بالطفل الصغير الذي يريد أن يمتلك كل الألعاب لمجرد حب التملك، وهو لا يدرك كيفية استخدامها”.
لم تكتفي الشركتين بالاستحواذ على الأصوات الغنائية المصرية والعربية، بل سعتا نحو احتكار الحفلات الغنائية التي ينظمها اتحاد الإذاعة والتلفزيون لصالحها، بحيث تتم تحت إشرافها وسيطرتها تنظيما وفينا، ومن خلال رعاة يمولونها عن طريق الشركة.