سعت حكومة يوليو إلى احتواء المثقفين ووضعهم في المناصب الإدارية والفنية، استضاف الرئيس جمال عبد الناصر في بيته للبعض منهم للتشاور معهم ومن هؤلاء أحمد لطفي السيد وعبد الرازق السنهوري وطه حسين.
وكان الرئيس جمال عبد الناصر – حسب كتاب “جمال عبد الناصر وعصره” تقديم الدكتور عادل غنيم- يسعى إليهم من آن لأخر ليشاركوا بالمشورة مثلما حدث وقت تأليف الجمعية التأسيسية لوضع الدستور الجديد، التقى بكلا من أحمد لطفي السيد ومصطفى مرعي وطه السباعي وفتحي رضوان.
ولفت، إلى أن الدولة تركت الشعراء والأدباء والفنانين أحرارا يتحدثون بلغتهم الخاصة على هواهم في الغالب الأغلب، مثلما حدث في رواية “تلك الأيام” مع الروائي فتحي غانم عام 1962، فبعد أن حُذف منها جزءًا أعيدت ونشرت كاملة كما كانت.
يقدم هذا الكتاب للقارئ العربي صورة عن عبد الناصر يجهل تفاصيلها في ما يتعلق بالشأن المصري الداخلي، والشأن العربي في ما يخص أزمات عدة غاية في الأهمية. اطلعوا على مراجعة كتاب “جمال عبد الناصر وعصره” ⬅️ https://t.co/1ZltMX7Lyl#مركز_دراسات_الوحدة_العربية #ذكرى_رحيل_جمال_عبد_الناصر pic.twitter.com/g8JdeaxbeP
— مركز دراسات الوحدةالعربية (@CausCenter) September 28, 2021
شهادة لويس عوض عن الرئيس جمال عبد الناصر
واستشهد “غنيم” في كتابه، بشهادة لويس عوض، الذي أكد على أن الدولة لم تفرض أي وصابة فنية أو ثقافية “لو كانت الدولة تمارس أية وصابة متزمتة لما سمحت بنص طوفان عاشور المتهم بأنه صديق الفقراء، ولا نص الفرافير ليوسف إدريس المتهم باشتراكية عبد الناصر ولا بشبراوي سعد الدين وهبة وهو رجل مصر المريض المشلول ولا بتبريزي ألفريد فرج وهو بائع الأحلام ولا بأوديب على سالم المعزول عن شعبه منذ هزيمة مصر، ولا لما استطاع نجيب محفوظ أن ينشر عبر السنوات أولاد حارتنا أو السمان والخريف أو ميرامار، أو ثرثرة فوق النيل، أو الطريق أو الشحاذ، وكلها تتضمن وصفا حيا للعاهات النفسية والتشوهات الخلقية التي ملأت مصر بعد ثورة 1952، بل لما استطاع أن ينشر بنك القلق”.
وعرض الرئيس جمال عبد الناصر مجموعة من الأعمال المسرحية التي كانت تنتقده، وسمح لها بالعرض، ومنها مسرحية “المسامير” لسعد الدين وهبة، ومسرحية “العرضحالجي” لميخائيل رومان، ومسرحية “إزاي ده حصل” لعزت عبد الغفور، ومسرحية “بلدي يا بلدي” لرشاد رشدي، ومسرحية “انت اللي قتلت الوحش” لعلي سالم التي كانت تندد بمسلك رجال المخابرات، ومسرحية عبد الرحمن الشرقاوي “الفتي المهران” التي كانت تنتقد حرب اليمن، ومسرحية “ثورة الزنج” لمعين بسيسو.
واعترضت الرقابة على فيلم “شيء من الخوف” لثروت أباظة، بحجة أن السيناريو الخاص به يحتوي على إسقاطات مقصود بها رئيس الجمهورية وأنها هجوم عليه وعلى نظام الحكم معا، وعندما وصل الأمر إلى “عبد الناصر” طلب مشاهدة الفيلم وبعد ذلك أمر بعرضه وقال “هو إحنا عصابة؟”، لو أنا عتريس (بطل الفيلم)، كان لازم الشعب يقوم بقتلي.
وعندما منعت الرقابة كتاب “في البدء كانت الكلمة” عام 1961 للكاتب خالد محمد خالد، دعاه “عبد الناصر” إلى منزله لمناقشته وبعد حاور دام لمدة أربع ساعات صدرت بعدما تعليماته للإفراج فورا عن الكتاب.