جميل راتب.. تحدث عن حياته الخاصة وآرائه للمرة الأولى وأفكاره الفنية للمرة الأولى في حواره لجريدة “الأخبار” 5 نوفمبر 1988، وكان عمره وقتها 62 عاما.
وقال، الفنان الراحل، إنه رحلته مع الفن بدأت في باريس عام 1948، بعد رفض شديد من عائلته صاحبة النفوذ.
قبل أن يسافر “جميل” إلى باريس، شارك في فيلم “العرسان الثلاثة” في مصر، ورشحه المخرج.. بعدها لبطولة فيلمه القادم، لكن عائلته اكتشفت الأمر وطالبت بحذف المشاهد التي ظهر فيها.
قرر السفر إلى باريس لعلمه أن المخرجين المصريين لن يفكروا في إسناد أدوار جديدة له، بالإضافة إلى أن أسرته وافقت على سفره إلى فرنسا ظنا منهم أنه لن يعود إلى الفن مرة أخرى.
التحق الفنان الراحل بالجامعة في باريس، لدراسة الاقتصاد والعلوم السياسية، وفي نفس الوقت التحق بمعهد التمثيل، لكن في نهاية العام الدراسي ذهب لتأدية الامتحان بالمعهد، ولم يحاول أن يتقدم للامتحان في الجامعة لأنه لم يكن قد دخلها سوى مرة واحدة.
جميل راتب كومبارس في فرنسا
بدأ مع عدد من أصدقائه في تكوين فرقة مسرحية، لكن دخل الفرقة لم يكن يكفي نفاقتهم، فاضطر للعمل كـ “كومبارس” و “شيال” في سوق الخضار، كما عمل في بعض المطاعم وعمل مترجما، زاول كل هذه المهن على مدار 3 سنوات، وهي مدة دراسته في المعهد.
قضى “جميل” 30 عاما في فرنسا، شارك في بطولة 70 مسرحية من التراث العالمي، كما اشترك في أفلام وأعمال تلفزيونية، منها فيلم “السيرك” أمام بيرت لانكستر وتوني كيرتس وجينا لولو بريجيدا، كما شارك في فيلم “لورانس العرب” مع عمر الشريف”.
بمجيء عام 1951، كان الفنان جميل راتب في مصر مع فرقة الكوميدي فرانسيز ليمثل في مصر وسوريا وتركيا وإيطاليا، وخلال وجوده في القاهرة مع الفرقة الفرنسية كتبت الصحف المصرية أن ممثلا مصريا مع فرقة الكوميدي فرانسيز، فاتصلوا به في باريس واتفقوا معه على فيلم “أنا الشرق” أمام كلود جودار وكانت وقتها ملكة جمال باريس.
بعد انتهاء تصوير الفيلم، الذي لايعتقد أنه حقق نجاحا، عاد إلى باريس، ليستأنف حياته على خشبة المسرح الفرنسي، وكان يجئ إلى مصر كل عام أو عامين لقضاء الأجازة.

جميل راتب- أرشيف جريدة الأخبار 1988
جميل راتب عانى من التمثيل باللغة العربية
وحدث أن طلب منه سعد أردش أن يقدم سهرة درامية للتلفزيون، واختار الفنانة سناء جميل لتشاركه فيها من تأليف ألفريد فرج وكانت باسم “الزيارة”. وبعدها عاد إلى باريس أيضًا.
وفي عام 1975، كان الفنان المصري يقضي أجازته في مصر، وشارك في مسرحية “البيانولا” مع عفاف راضي ومحرم فؤاد، من إخراج كرم مطاوع.
وفي تلك الفترة اختاره المخرج صلاح أبو سيف لبطولة فيلم “الكداب” كما اختاره المخرج كمال الشيخ لتأدية دور في فيلم “على من نطلق الرصاص”، كما شارك في مسلسل للتلفزيون قصة حياة كامل الخلعي.
وجد “راتب” صعوبة بالغة في التحدث باللغة العربية خاصة بعد 30 عاما قضاها في فرنسا، لم يكن يتحدث خلالها إلى اللغة الفرنسية التي درسها منذ صغره، قال: “كنت أفكر باللغة الفرنسية وأنا أمثل باللغة العربية”، لكن مع مرور الزمن تعود على التمثيل باللغة العربية بكل سهولة.
اقرأ أيضًا:
- محنة بليغ حمدي.. شهادة شقيق الفنانة ماجدة الصباحي وحقيقة الثري السعودي.. للقراءة اضغط هنا
- اعترافات خالد النبوي عن علاقه بالمخرج يوسف شاهين.. للقراءة اضغط هنا