أحداث 1981 مصر.. في 22 يناير 2001، أجرت جيهان السادات حوارًا صحفيًا لجريدة “الأسبوع”، نُشر بعنوان: “تقارير النبوي إسماعيل التي تسببت في اعتقالات سبتمبر”.
أكدت جيهان أن الاعتقالات التي تمت لحوالي 1500 شخص من مختلف الانتماءات السياسية كانت بناء على تقارير من وزير الداخلية النبوي إسماعيل، وكانت النية أن يُفرج عنهم بعد تسلم سيناء في إبريل 1982.
ولفتت إلى أن تقارير النبوى إسماعيل وصفت الصادر في حقهم الاعتقالات مثيري الشغب والقلق.
أحداث 1981 مصر.. اعتقالات سبتمبر
أكدت جيهان السادات في حوارها، أنها لم تكن راضية عن قرار القبض على كل المعارضين للرئيس محمد أنور السادات، وتناقش معه حول القرار متسائلة: “لماذا تقبض على الجميع سياسيين وجماعات إسلامية؟”، مضيفة: “أنت بذلك تمنحهم قيمة قد لا يستحقها بعضهم، بتعمل منهم أبطال”.
وأشارت إلى أنه شرح لها أسبابه، بأنه يريد أن يسترد سيناء والـ1500 شخص تم اعتقالهم لحين تسلم سيناء في 25 إبريل وبعدها سيتم الإفراج عنهم جميعًا، وخاطبها قائلًا: “أنا ضد السجن خاصة أنني قاسيت منه من قبل، وعندما جئت رئيسا للجمهورية طلعت كل المساجين”.
وأوضحت أن القرار تم بناء على كشف وصله وضم هذا العدد، وتم حصرهم بناء على تقارير من وزير الداخلية الذي قدم تقريره، ومن هنا رأى “السادات” أن التحفظ عليهم سيدفع البلاد لحالة استقرار. وأضافت: “لم سكن سجنا مؤبدًا، ولم تجر محاكمتهم ولم يعذبوا، وكانت النية أن يفرج عنهم بمجرد تسلم سيناء”.
أحداث 1981 مصر.. شهادة النبوي إسماعيل
وفي حوار لوزير الداخلية النبوي إسماعيل لجريدة “صوت الأمة” 5 سبتمبر 2001، قال، إن القرار اتخذ لمواجهة التحديات التي تواجد البلد، بالإضافة لاعتبارات عليا، ومن أجل المحافظة على مصالح وكيان 40 مليون مصري وقتها.
وفضّل النبوي إسماعيل في حواره أن يصف اعتقالات سبتمبر بقرارات “التحفظ”.
وأشار إلى أن السياسيون والحزبيون الذين تم التحفظ عليهم مائة والجماعات المتطرفة، ولفت، إلى أن عدد من الذين تم اعتقالهم، كان من بينهم أعضاء تنظيم جماعات إسلامية بأسيوط والمنيا، وشاركوا في التدبير لقتل “السادات”، واختفوا قبل قرارات التحفظ، ولم يلقى القبض على عدد منهم إلا بعد اغتيال “السادات”.
وأضاف، أنه كان يرى عدم إدراج فؤاد سراج الدين في كشوف “التحفظ” لكبر سنه وعدم قدرته على تحمل لأي متاعب بالإضافة إلى عدم وجود مبرر كاف للتحفظ عليه.
وأوضح، أنه عندما علم بأن عبد العزيز الشوربجي يشكو من آلام في القلب، أمر بنقله لأقرب مستشفى، ونُقل لمستشفى القوات المسلحة، ثم عاد وأخبرهم: “لا داعي لمسشتفى القوات المسلحة، لأنه يشتكي من حالة في القلب فينقل إلى معهد القلب”، وأمر بنقله في سيارة مجهزة.
لم يخبر “إسماعيل” الرئيس السادات بما يمر به عبد العزيز الشوربجي، لأنه – على حد وصفه- كان غاضبا منه، لأنه كان يتناول زوجته بألفاظ صعبة، وأضاف: “يا سيادة الريس عبد العزيز الشوربجيي أصيب بنوبة قلبية شديدة جدًا، وأنا نقلته لمعهد القلب عشان يبقى تحت الرعاية المتخصصة، خشية أن تصيبه حاجة ويقولوا الإهمال في السجن وإحنا موتناه، فقالي: عملت طيب يا نبوي، وحقيقة أقولها أمانة، تم علاجه وشفى”.
أحداث 1981 مصر.. شهادة النبوي إسماعيل عن اعتقالات سبتمبر
وبخصوص، إبراهيم يونس، اعترف النبوي إسماعيل، أنه لم يكن يعلم أنه مريضا، ولفت إلى أن عبد العظيم أبو العطا كان قبل وفاته يمارس كرة القدم مع زملائه، ثم أخذ حماما وبعد خروجه توفى: “هذا ما بُلغت به بالحرف الواحد، وحكي له أنه كان يشكو ويعالج من حالة في الصدر تضغط على القلب، وصدرت تعليمات بإخطار الطب الشرعي ليتولى فحص الحالة لتتأكد من أن وفاته ترجع إلى سبب مرضي قديم”.
وأكد، أن حسني مبارك، نائب الرئيس وقتها، كان له رأي مختلف، لم يكن مقتنعا بهذه الإجراءات خاصة بالنسبة للسياسين، ولم يكن متعاطفا مع الإرهابيين والمتطرفين. وكان يرى أنه لا داعي لإدراج فتحي رضوان، وألح في عدم إدراجه في الكشوف، لكن “السادات” أصر على إدراجه بسبب هجومه العنيفف على اتفاقية كامب ديفيد، وهو ما اعتبره الرئيس السادات مزايدة سياسية في وقت كانت تواجه فيه البلاد تحديات صعبة. حسب “النبوي إسماعيل” في حواره لـ “صوت الأمة”.
واعترف النبوي إسماعيل، أنه قدم لـ “السادات” كشف به مجموعتين، تحمل إحداهما اسما رمزيا “التفاحة”، أضاف: “كان لها نشاط مضاد كعناصر يسارية متطرفة متهمة بالتعاون مع السفارة السوفيتية وضمت مجموعة كبيرة من السياسيين وبعض المفكرين والصحفيين نسبوا لمحمد حسن الزيات أنهم قد صوروه داخل السفارة السوفيتية فأنا قلت لهم الراجل رئيس لجمعية الصداقة المصرية بالسفارة فمن الطبيعي أن يذهب لهناك وده مش جريمة، لكن قيل أن لديهم تسجيلات وعرضوها على الرئيس السادات”.
وأضاف :”أما المجموعة الثانية، كانت وفدية وقيل إنهم يتآمرون ضد نظام الحكم، وتم عرضها على الرئيس وأشر بإدراجهم في كشوف التحفظ، وكان معظمهم من السياسيين ورجال الأحزاب والصحفيين بعض أساتذة الجامعة وبعض المفكرين، كانوا مجموعتين، وفدية تخطط ضد نظام الحكم، والأخرى تتعاون مع السوفيت وتزكي هذا النشاط”.
اقرأ أيضًا:
- محمد نجيب وعبد الناصر.. جمال حماد يكشف الصراع على السلطة.. للقراءة اضغط هنا
- تاريخ النكسة. حسام الدين مصطفى يروي وقائع جديدة عن خطاب التنحي.. للقراءة اضغط هنا