لم يكن إريك تن هاج أحد هؤلاء الأشخاص الذي يبدو أن لديه طموحات هائلة ليكون أحد أفضل المدربين في العالم.

وضع تين هاج مختلف من الناحية المالية، حيث لا يوجد دافع ولا حاجة للذهاب إلى الوظائف الكبيرة في أي مرحلة من حياته المهنية لأنه ينحدر من عائلة غنية جدًا، ووالده وإخوته من أصحاب الملايين يمتلكون شركة عقارية وشركات مالية أخرى.

أراده والده الانضمام إلى هذه الشركة، لكن منذ صغره كان إريك لاعب كرة قدم لامعًا – لقد كان نجمًا لفريق إف سي توينتي كمدافع – لدرجة أنه أوضح أنه ليس مهتمًا بمتابعة هذا النوع من العمل.

ومع ذلك ، فإن ثروة العائلة هذه تعني أنه لا يحتاج إلى الوظائف الكبيرة، إنه يعلم أنه لا يحتاج إلى كرة القدم للبقاء على قيد الحياة حتى يتمكن من اتباع مبادئه الخاصة ، حيث قد يتنازل المدربون الآخرون عن البقاء في وظائفهم.

تين هاج الوجه الآخر ليوهان كرويف

لطالما كانت فلسفته الكروية شبيهة بفلسفة بيب جوارديولا ويوهان كرويف، يحب الهجوم ابتكار الأشياء على أرض الملعب.

تابع أيندهوفن لبعض الوقت عندما كان مساعد المدير هناك ، تمامًا كما كان مساعد ستيف مكلارين في إف سي توينتي. كان له دور فعال في تلك الأندية، لم يحاول أبدًا التقدم لكن المديرين كانوا يعتمدون عليه كثيرًا لأنه كان قويًا من الناحية التكتيكية.

عندما كان في بايرن ميونيخ كرئيس احتياطي للفريق ، كان يحب ذلك، كان الأمر أشبه بحلم أصبح حقيقة بالنسبة له أن يكون لديه مدير مثل جوارديولا يعمل بنفس الطريقة التي يريد أن يعمل بها. قال ذات مرة إنه يحب قضاء الوقت مع جوارديولا، يحب التحدث إليه.

يمكن للاعبين أن يجدوا صعوبة معه لأنه ، مثل جوارديولا، يبدو مهووسًا بعض الشيء للحصول على أسلوب مثلك في Ajax – Dutch Total Football ، بشكل أساسي – يحتاج إلى الكثير من العمل والكثير من اللاعبين المهاجمين. إنه يترك مساحة كبيرة ويريد أن يلعب المدافعون في مكان مرتفع من الملعب، إنها تنطوي على الكثير من المخاطرة وعليك أن تكون مجنونًا بعض الشيء لتغرس في لاعبيك أن كل تمريرة يجب أن تكون صحيحة تمامًا، وأنه لا يمكن أن تكون هناك أخطاء.

لكن إدارته لللاعبين ممتازة وكل لاعبيه يقولون إنهم تعلموا منه الكثير.

بينما يركز العديد من المدربين على التشكيلة الأولى، سيقضي تين هاج وقتًا لا يُصدق في الملعب التدريبي في مانشستر يونايتد ، لن يهتم فقط باللاعبين النجوم مثل كريستيانو رونالدو أو هاري ماجواير، بل سيذهب أيضًا إلى اللاعب التاسع عشر أو العشرين الأكثر أهمية لقد واجه لاعبين بشخصيات مختلفة ولا يمانع في عدد الساعات التي سيقضيها معهم، وسيمنحهم كل وقته.

تين هاج يبني فريق إياكس أمستردام

في بداية وقته مع أياكس، كان اللاعبون يجدون صعوبة في التعود على جلساته التدريبية الطويلة للغاية والمحادثات الطويلة على أرض الملعب.

نعم، لقد بنى فريقًا جيدًا ولكن بالمعايير الهولندية حصل على لاعبين جيدين.

كان النجاح الفوري مطلوبًا منه ، لكن ما أثار حفيظة الجماهير هو كيف لعب أياكس في دوري أبطال أوروبا 2018-19 ضد ريال مدريد ، حيث فاز 4-1 في برنابيو ليطردهم ، وضد يوفنتوس في ربع النهائي.

لكن ربما كان أكثر ما أثار إعجاب أياكس هو أنه عندما باع أياكس أفضل لاعبيه، ماتيس دي ليخت إلى يوفنتوس وفرينكي دي يونج إلى برشلونة ، أعطى النادي والفريق هوية كان من السهل على اللاعبين الجدد التكيف معها.

إذا أراد مشجعو يونايتد معرفة أسلوبه ، فقد يكون انعكاس واحد من الرجل نفسه مضيئًا.

كان مثله الأعلى هو الدولي الهولندي إيبي دروست، الذي جاء من نفس المنطقة ونفس النادي مثل تين هاج وكان مدربه في إف سي تفينتي.

سيتعلم الأشخاص الذين يعمل معهم في مانشستر يونايتد بسرعة أنه شخص مخلص للغاية – وهذه إحدى خصائصه الرئيسية.

عندما بدأ في أكاديمية إف سي توينتي في سن الرابعة عشرة تقريبًا ، سرعان ما انتقل إلى تحت 18 عامًا ولعب لسنوات عديدة مع نفس اللاعبين، الذين ظل معظمهم رفقاء معه وما زالوا كذلك.

لكن بينما كان هناك توفي اثنان من أفضل أصدقائه ، أحدهما في حادث تحطم طائرة في سورينام. أندي شارمين ، الفتى الذي كان مقدرًا له أن يلعب لهولندا،تم اختياره لمباراة استعراضية من قبل سورينام، التي لم يكن لديها فريق وطني رسمي، واختار الذهاب.

تحطمت الطائرة التي كان يستقلها وقتل عدد كبير من الفريق لقد كان أحد أقرب أصدقاء تين هاج – لقد فعلوا كل شيء معًا. كان ذلك مفاجأة كبيرة في حياته.

انتحر صديق آخر، وأصيب ثالث بجروح مروعة. بدا الثلاثة متجهين نحو مسيرة دولية. لقد أثر ذلك عليه كثيرًا وقد استوحى الإلهام من رغبته في النجاح حيث لم تتح الفرصة لأصدقائه لتحقيق ذلك.

جاء الكثير من حسرة فقدان أصدقائه. هذا لا يزال يدفعه ، حتى الآن.

• مقال مترجم لـ مارسيل فان دير كران، تليجراف.