خسر منتخب مصر من منتخب المغرب، في كأس الأمم الأفريقية عام 1998، فأحس سمير عدلي، المدير الإداري بتسرب روح اليأس لنفوس اللاعبين.
سأله أحد اللاعبين عن موعد الطيران إلى القاهرة، وشعر اللاعبون بالضيق من الإقامة في بوركينا فاسو.
كان الفريق قد سافر إلى تايلاند، وشارك في ودية جعلتهم يقضون العشر الأواخر من رمضان مع عيد الفطر بعيدًا عن عائلاتهم، ثم قضوا يومين في القاهرة في معسكر داخلي قبل السفر لبوركينا فاسو.
منتخب مصر في بوركينا فاسو.. صباح الأربعاء 18 فبراير
أبلغ سمير عدلي المدير الفني محمود الجوهري، بحالة اليأس التي تغلبت على نفوس اللاعبين، خاصة بعدما خشى أن يتغلب عليهم شعور فقدان الأمل في حصد البطولة.
على الفور، جمع محمود الجوهري اللاعبين بعد تناول وجبة الإفطار، وأخبرهم أن رئيس الوزراء الدكتور الجنزوري هاتفه وأبلغه أن كل لاعب سيحصل على مبلغ ثمانية آلاف جنيه في حالة الفوز على كوت ديفوار في دور الثمانية من البطولة.
وبعدها، أبلغهم أن لديه خبر سيء، وهو عدم وجود طيران للقاهرة قبل يوم 9 مارس، يقول “عدلي”: ” بالطبع كان الخبران من تأليف وتلحين الكابتن الجوهري”.
انتهت مباراة كوت ديفوار بتأهل منتخب مصر إلى الدور قبل النهائي.
منتخب مصر.. العاشرة مساء السبت 21 فبراير
روى سمير عدلي لـ “الأهرام” في العدد الصادر بتاريخ 21 مارس 1998، أن المدير الفني محمود الجوهري كان يوبخ اللاعبين بشدة بعد كل مباراة يفوزون فيها، ويهددهم -دون أن يعلن أسماء- باستبعاد أربعة لاعبين من المباريات مالم يعودوا إلى جديتهم في المباريات.
قال “عدلي” : ” والطريف أننا نحن أعضاء الجهاز الفني لم نكن نعرف من يقصد، بينما كل لاعب كان يظن أنه المقصود، وبعدها علمنا أنه لم يكن يقصد أحدا بيعنه، إنما أراد بذلك أن يوقظ حماس الجميع بإظهار عدم رضاه عن الأداء”.
كانت المرة الوحيدة التي أشار إليها “عدلي”، أشاد فيها “الجوهري” بأداء اللاعبين، بعد الهزيمة من منتخب المغرب.
وروى، أنه قبل التحرك إلى ملعب مباراة الدور قبل النهائي أمام منتخب بوركينا فاسو سوى نصف ساعة، ليكتشفوا فجأة أن المعسكر الذي يقيمون فيه محاط بسور عال، وعلى جانبيه بوابتان متوازيتان، وفي وقت واحد تم فتحهما فجأة، ودخلت سيارة نصف نقل بسرعة جنونية، وهي تجر خلفها ستة خنازير حية، أحدثت دويا هائلا وأصواتا لم يسمعوها من قبل.
أغرفت دماء الخنازير أرض المعسكر، أصيب اللاعبون بالفزع، قال “عدلي”: “أدركنا أن هذا سحرا، فجمع الجوهري اللاعبين وقرأ معهم آيات قرآنية لإبطال مفعول السحر”.
بعدما وصل الجهاز الفني إلى ملعب المباراة، طلب “الجوهري” من اللاعبين، أن يظلوا في الأتوبيس، وتوجه لغرف خلع الملابس وعاينها بنفسه مع فتحي مبروك، فاكتشف عدم وجود نور في الغرفة، وبعدما تقدموا بشكوى أعيد الإضاءة للغرفة مرة أخرى.
الطريف الذي رواه سمير عدلي، أن الشعب البوركيني، ظن أنه أصيب بلعنة الفراعنة بعد هزيمتهم في الافتتاح من الكاميرون فقد كان حكم المباراة جمال الغندور، ثم انهزموا في الدور قبل النهائي من مصر، قبل أن يخسروا أيضا مباراة تحديد المركز الثالث التي أدارها جمال الغندور أيضا.