روى سمير عدلي ذكريات منتخب مصر في بطولة بوركينا فاسو التي حقق فيها منتخب مصر للمرة كأس الأمم الأفريقية 1998 للمرة الرابعة في تاريخه.
كانت أكبر مشكلة تواجه الفراعنة في البطولة، هي نفاد كمية مهولة من السجائر كان قد اصطحبها المدير الفني محمود الجوهري معه من القاهرة.
اعتاد “الجوهري” تدخين ثلاث علب سجائر يوميا، وزادت لخمسة مع انفعاله وتوتره.
قال “عدلي”: “أحصينا عدد السجائر التي دخنها، وجدناها تزيد عن ألفي سيجارة، كما أحصيت عدد السجائر التي دخنها في كل مباراة، من واقع بقاياها في الأرض، فوجدت المتوسط 18 سيجارة”.
منتخب مصر في بوركينا فاسو.. التاسعة 27 فبراير 1998
حكى سمير عدلي لـ “الأهرام” في عددها الصادر بتاريخ 21 مارس 1998، أن الجهاز الإداري كان يعاني في البحث عن سجائر للمدير الفني محمود الجوهري، لأنه لا يغير ماركة سيجارته.
وتذكر، أن سجائر “الجوهري” قد نفدت قبل المباراة النهائية بيوم واحد، ولم يحدوا نفس نوع السجائر التي يدخنها، فغلبه التوتر، وطلب من “عدلي” أن يجد له نوع السجائر بأي شكل وبأي ثمن، قال “عدلي”: “لم يسترج إلا عندما عدت إليه أثناء اجتماعه مع اللاعبين مساء ليلة المباراة، واشرت له بإبهامي إلى أن المهمة قد نجحت”.
اتفق “الجوهري” أثناء وضع خطة مواجهة منتخب جنوب إفريقيا، على إشارات معينة مع حسان حسن وهاني رمزي، عندما توجه إليهم، يقومون على الفور بتوجيه اللاعبين في الملعب.
وصف “عدلي” الخطة بأنها كانت عبارة عن مخرج يحرك مجموعة من الممثلين على خشبة المسرح أثناء البروفة، قال “كان يطلب من أحد اللاعبين أن يقع على الأرض ومن آخر أن يحصل على إنذار، ومن ثالث أن يحصل على فاول، ومن رابع أن يغيب في العلاج داخل الملعب حتى يتمكن من تلقين اللاعبين التعليمات”.

منتخب مصر في كأس الأمم الأفريقية 1998- أرشيف جريدة الأهرام
منتخب مصر في كأس أمم أفريقيا 1998.. الخامسة وأربعين دقيقة من بعد ظهر السبت 28 فبراير
بعد مرور 70 دقيقة من مباراة جنوب أفريقيا في النهائي، أوقف الحكم الدنماركي المباراة معترضا على الحيلة التي قام بها الجهاز الفني المصري خارج الملعب.
كان القانون ينص على السماح لأحد عشر شخصا فقط من أفراد الجهاز الفني على دكة الاحتياط داخل الملعب، وكان من عادة المدير الفني محمود الجوهري ألا يسمح للاعبين غير المقيدين لأداء المباراة بالبقاء معه داخل الملعب.
وجد سمير عدلي الفرصة سانحة قبل المباراة، فأعطى فكري صالح، وعلاء نبيل وعبد المنعم الصاوي قمصان الفريق ليتم معاملتهم كلاعبين، وارتدى كل منهم قبعة ليخفي معالم وجهه، والشعر الأبيض.
عد الحكم الرابع اللاعبين فوجدهم 11 شخصا، وكذلك مراقب المباراة، وبعد 70 دقيقة، لاحظ الحكم الدنماركي أن ملامح الثلاثي فكري وعلاء والصاوي لا يمكن أن تكون للاعبين، فأوقف اللاعب، وتوجه إلى سمير عدلي قائلا “لقد احترمت ذكائك 70 دقيقة، فلا أقل من أن تحترم غروري 20 دقيقة”.
عاد الثلاثة إلى المدرجات.
قال “عدلي” :” كنا نتفاءل بوجود الحكم الدنماركي الذي أدار لنا 3 مباريات”.