شهد فيلم رومانتيكا، أول أفلام زكي فطين عبد الوهاب عام 1993، خلافات بينه وبين شركة الإنتاج بعد تصوير ثلثي السيناريو فقط، ووصلت الخلافات إلى محاكم القاهرة.
ورفض “زكي” استكمال الفيلم، فحصلت شركة الإنتاج على موافقة غرفة صناعة السينما ونقابة المهن الموسيقية لاستكمال الفيلم بواسطة مخرج آخر، وكنت الشركة لجنة خماسية برئاسة المخرج صلاح أبو سيف وعضوية محمد خان ورضوان الكاشف وأسامة فوزي والناقد الفني سمير فريد، لمشاهدة المواد التي صورت لاختيار المخرج السينمائي المناسب لاستكمال الفيلم في عام 1996.
خلافات زكي فطين عبد الوهاب مع شركة إنتاج فيلم رومانتيكا
شاهدت اللجنة المواد التي تم تصويرها، فرفضت اختيار مخرج آخر لاستكمال تصوير الفيلم، رغم أن شركة الإنتاج لمالكتها، منى سحال، كانت تمتلك الحق القانوني في ذلك، لكن احتراما للحق الأدبي لـ “زكي” فهو المخرج والكاتب.
كما رأت اللجنة استحالة مادية لاستكمال الفيلم بسبب مرور الزمن، وتغير شكل الممثلين والممثلات وهجرة بعضهم إلى بلاد أخرى.
عمل الناقد الفني سمير فريد على إعادة ترتيب المواد التي تم تصويرها، وحرص على أن تظل رؤية المخرج والكاتب زكي فطين عبد الوهاب كما هي، وبالتعاون مع المونتير أحمد داود تمت المحاولة، وأشرف على تنفيذها المخرج سيد عماشة.
نجاح فيلم رومانتيكا للمخرج زكي فطين عبد الوهاب في مهرجان الإسكندرية الدولي
عُرض الفيلم كما روى سمير فريد في مقاله بجريدة “الجمهورية” 1996، بمهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي في سبتمبر 1996، وحقق نجاحا كبيرا على مختلف الأصعدة، قال “فريد”: ” استقبله الجمهور بحفاوة وفاز بعشر جوائز في مسابقات المهرجان الثلاث للأفلام المصرية، والبحر الأحمر والمتوسط والأفلام الأولى أو الثانية لمخرجيها من كل العالم”.
طرح الفيلم حكاية شباب يطلق عليهم في شوارع القاهرة “الخرتية” أي الذين يفعلون كل شيء وأي شيء في أي وقت، ويرفضون المجتمع ويرفضهم، بل ويرفضون أنفسهم سواء كانوا من طبقات فقيرة أو غير فقيرة، فهم يعيشون اليوم بكل عبثية، لكنهم يحلمون بالغد.
لفت سمير فريد، إلى أن الفيلم تميز بالجرأة في اختيار موضوعه وفي معالجته، ويبشر بقدرة سينمائية وطموح واضخ للخروج من المألوف، قال: ” علينا انتظار الفيلم الثاني للمخرج لمعرفة قدرته ومدى عمق وأصالة موهبته”.