تعاقد اتحاد كرة القدم المصري في مارس 1922 مع المدرب الإسكتلندي جيمس ماكراي لتدريب منتخب مصر استعدادا للدورة الأوليمبية.
كان “ماكراي” أول مدرب محترف في تاريخ الكرة المصرية، وأول مدرب حقيقي للمنتخب المصري لكرة القدم.
وصل المدير الفني الاسكتلندي لمصر، وأجرى معه حوار صحفي بمجلة “المصور” في مقر لوكاندة “مورنداي” محل إقامته.
كان اللقب وقتها “الممرن” وليس المدرب أو المدير الفني.
وكشف عن أنه بدأ اللعب في نادي كلايد بجلاسجو كجناح أيسر من عام 1902 حتى 1916، ولعب للمنتخب الاسكتلندي.
وانضم لنادي ويستهام الإنجليزي عام 2017 وتركه عام 1921 لينضم لنادي بري عام 1925.
وانضم لنادي مانشستر يونايتد الإنجليزي، ولعب عام واحد، وعاد لنادي كلايد مرة أخرى، ومنه جاء إلى مصر.
المدير الفني لمنتخب مصر أول مدرب محترف في تاريخ الكرة المصرية
شرح “ماكراي” المدير الفني لمنتخب مصر، في حواره مع “المصور” أنه زار أندية، الأهلي والزمالك والترسانة، وينوي مشاهدة جميع المباريات، في القاهرة والإسكندرية وبورسعيد ليختار اللاعبين الذين سينضمون لمنتخب مصر، بعيدًا عن الشهرة والصيت.
وسرد ياسر أيوب في كتابه “مصر وكرة القدم” أن محرر مجلة “المصور” علم من “ماكراي” وقتها، أنه ينوي تطبيق الكرة الاندماجية في مصر، والاعتماد على الأجنحة في الهجوم.
كما أنه المدافعين لا يمررون الكرة في التمرينات إلا للاعبي الوسط، وليس للجناحين على جانبي الملعب.
اختلف آراء “ماكراي” في اللاعبين عن آراء المسئولين في اتحاد كرة القدم، وأنهم ينوون تجاهل آرائه في انضمام لاعبين للمنتخب الذي سيمثل مصر في الدورة الأولمبية “الاتحاد يختار ويترك للمدرب مهمة تدريبهم”.
قرر “ماكراي” أنه إذا استمرت هذه الأمور على أوضاعها فسيضطر لمغادرة البلاد.
كانت مهنة التدريب الكروي عام 1928، لا تزال حديثة في مصر، لم تتضح معالمها بعد. لذا، كان المسئولين في الأندية يختارون اللاعبين ويتركون للمدرب مهمة تدريبهم.
لم تكن نية مسئولي اتحاد الكرة تجاهل أو إهانة “ماكراي” المدير الفني لمنتخب مصر لكنهم اعتمدوا نفس النهج المتبع في مصر وقتها.
المدير الفني لمنتخب مصر يدرب اللاعبين الذين اختارهم مسئولي اتحاد الكرة
بدأ جيمس ماكراي في تدريب اللاعبين الذين اختارهم اتحاد الكرة، بعدما تيقن أنه لن يستطع إحداث تغييرات كبيرة في مصر، إلا بشكل تدريجي.
اهتم بالتمرينات التي ترفع من سرعة اللاعبين من خلال الجري السريع لمسافات قصيرة، وطمح إلى أن يدربهم أمام أهرامات الجيزة وبعض الأرياف.
وبدأ في ترتيب بعض المباريات قبل الدورة الأوليمبية، ليتعرف على نقاط الضعف.
وكانت المرة الأولى في تاريخ الكرة المصرية، يوضع نظام للاعبين يحافظون عليه، تركز معظمه حول، منع السهر، المواعيد الثابتة للتمرين، مواعيد ثابتة للغذاء، لابد أن يتناول اللاعبون الغذاء في الثانية عشرة ظهرا أيام التدريب.
وشمل النظام الذي أعده المدير الفني لمنتخب مصر، الابتعاد عن المواد الدسمة والنشوية واللحوم، والاهتمام بتناول المسلوق قبل التدريب.
الاستحمام بعد انتهاء التدريب في السادسة مساء، وتدليك أجسادهم، وتناول فنجان من الشاي أو القهوة. ثم الذهاب لمنازلهم للنوم في موعد أقصاه العاشرة مساء، ولابد أن يستيقظوا في الخامسة صباحا، ليدلك كل لاعب بدنه تدليكا خفيفا ويأخذ حماما باردا، ثم يذهب مشيا إلى مقر عمله.