في أوائل القرن التاسع عشر استخدمت الحكومة الهولندية الحمام لنقل الأخبار الحربية في أوقات الحروب، وغيرها في جافا وسومترا، وفي الحرب السبعينية استخدم الفرنسيون الحمام في نقل الأخبار من باريس وإليها.
نظمت الحكومات والشركات والجمعيات فرقا كبيرة من الحمام الزاجل لنقل الأخبار، ومرنته على إتقان الطيران والسرعة.
ولم تبدأ الحرب العظمي إلا وكان لدى كل دولة مصلحة لنقل الأخبار بواسطة الحمام، نظمت في أحسن نظام وتدربت على إتقان الأعمال السريعة.
استخدام الحمام في أوقات الحروب الكبرى
كانت الحكومات تكتب الرسائل وتربطها في أرجل الحمام الصغيرة، وتنقل غالبا بالفوتوغرافيا على ورق شفاف يكاد يرى بالميكروسكوب لصغر حجمه.
وضع أكثر من مئة وخمسين كلمة في مساحة لا تزيد عن مساحة طابع البريد، وتلف في توضع في أنبوب معدن من الألومنيوم الخفيف ويربط في رجل حمامة.
كان وزن الورق لا يتخطى وزن بضع حبات من القمح.
عندما تصل الحمامة بالرسالة، أوقات الحروب، لمحطتها المرسلة تأخذ وتكبر بالفوتوغرافيا كما يفعلون بصور الفانوس السحري، فتتضح الكتابة.
وفي الأخبار الحربية السرية تكتب الرسائل بعبارات مجهولة أو بأرقام مختلفة يتفق عليها بين الفريقية أو يكون لها مفتاح خاص في شكل قاموس وذلك منعا للأعداء من حل رموزها ومعرفة أسرارها.
تدريب الحمام أوقات الحروب على نقل الرسائل
عندما يتعلم الحمام الطيران ويتم تدريبه على السرعة اللازمة، واستخدم الجيش البريطاني حمامة، وكانت تطير فوق خطوط الأعداد فعرفوا أنها طائرة برسالة، فصوبوا نحوها بنادق وطاردوها، وأصيبت في جناحها، فانكسرت في ضلوعها.
لكنها تمكنت من الوصول لمحطتها، ووصلت الرسالة للجنود.
ونشرت الصحف والمجلات، اللطائف المصورة، والصحف الإنجليزية صورة الحمامة.
وحكى يوسف البستاني، في كتابه “نوادر الحرب العظمي” أن أحد الجنود الإنجليز كان يحارب في فرنسا، وكتب لعائلته في إنجلترا يصف لهم ما رآه في الحرب.
ووصف لهم براعة الفرنسيات في علاج الجروح، قال “في معركة يوم الأربعاء جاءت النساء إلى الخنادق وخطوط النار حاملات البطاطس المطبوخ وهو لا يزال ساخنا والخبز الجديد ليطعمن الجنود المقاتلة، وأؤكد لكم أنهن أشجع نساء عرفتهن أو سمعت بهن”.
وكتب جندي إنجليزي آخر لعائلته، يبلغهم أن أحدى الفرنسيات التقته، ووعدته إذا قتل امبراطور ألماني ستتزوجه.