عرف عن أنطون تشيكوف أنه يكره المرأة، وينفر من معاشرتها، ويقسو علها في رواياته، وفي أحاديثه بين الناس، ولهذا فقد كرهته النساء، وكرهه معها أنصار المرأة من رجال العلم والأدب، خاصة الذين قاموا بتحليل مؤلفاته في روسيا.
قال ذات مرة أنه كان بوده أن يصحح هذا الموقف من المرأة ” وقد أفعل هذا لو التقيت بالمرأة التي تحبني، ولكن أين هي؟”.
ساقت الأقدار إليه امرأة وتزوجها، وكان الزواج غريبا.
ماتت المرأة التي تزوجها، قبيل مرور مئة سنة على موالده.
أنطون تشيكوف يكره المرأة
ولد الأديب الروسي في 17 يناير 1860، وتوفى في شهر يوليو 1904، بعد 44 سنة. أما زوجته فقد طال عمرها عنه وعاشت بعد وفاته 55 سنة وماتت وعمرها 90 عاما.
كانت المرأة التي أحبها تدعى أولجا كنيبر، ممثلة روسية، ساهمت في إنشاء مسرح موسكو الفني.
مثلت جميع روايات “تشكيوف” على خشبة المسرح.
عرفها منذ السنة الأولى لإنشاء المسرح الفني، ويعود الفضل إليها في نجاح أول مسرحية قدمها في عام 1898، وتوطدت الصداقة بينهما بسرعة، ومر ثلاث سنوات ليعرض عليها الزواج، ويتم بينهما في 25 مايو 1901، ولم يدم أكثر من ثلاثة أعوام.
هاجم داء السل أنطون تشيكوف، ومات به، قال لزوجته “أن يعيش الإنسان ثم يموت في النهاية، أمر ليس فيه ما يسر، ولكن أن يعيش الإنسان وهو يعلم أنه سيموت قبل فوات الأوان، فإذن هذا يكون في منتهى السخف”.
كانت الحياة بينهما مفترقه، إذ كانت هي في موسكو تمارس مهنتها، وهو في “يالتا” إذ فرض عليه الأطباء أن يقيم في جو دافئ، لذا كتب إليها ذات مرة “إذا كنا نعيش مفترقين بعيدين الواحد عن الآخر، فليس الذنب ذنبي، ولا هو ذنبك أنت، لكنه ذنب الشيطان الذي وضع في صدري الجراثيم ووضع في صدرك الفن”.
أنطون تشيكوف مع المرض
عانى الأديب الروسي من شدة المرض، كتب إلى زوجته يقول “إنني أشعر بالضجر بعيد عنك، فقد تعودت أن أكون بجانبك، كما لو كنت طفلا صغيرا، أنني أفكر فيك وأذكرك في كل لحظة”.
وحاول طمأنتها على حالته الصحية، رغم أنه كان يشعر بأن الداء يأكل جسده ” لا تقلقي، حالتي ليست سيئة بالقدر الذي تظنين، بل يمكنني أن أقول لك أن حالتي تحسنت كثيرا”.
بعد نجاح إحدى رواياته سافر إلى موسكو، حيث تعيش زوجتهن وخرج معها في شوارعها، لكنه أصيب بنكسة مرضية كبيرة.
شاهد أنطون تشيكوف التمثيل من خلف الكواليس، فأغمى عليه، فتركت “أولجا” عملها وسافرت معه إلى ألمانيا للراحة والاستشفاء في مصحة بالغابة السوداء.
في يناير 1904، طلب من زوجته أن تنادي الطبيب الذي حقنه بالكارفور، لكن قلبه توقف عن الخفقان، وهو يشرب الشمبانيا التي قدمتها إليها زوجته.