شهدت مسرحية مدرسة المشاغبين إقبالا جاهيرا ضخما وقت عرضها بداية من شهر يوليو عام 1971، واستمر الاحتفاء حتى عام 1974.
في مذكراته روى المخرج المسرحي جلال الشرقاوي، أن الإقبال الجماهيري الذي شهدته المسرحية لم تحظ به أي مسرحية أخرى في تاريخ المسرح المصري.
وكشف عن أن الدافع وراء إنتاج المسرحية كان الإفلاس الكامل والديوان الثقيلة التي أحزنت المنتج سيمر خفاجي، إذ طارده أصحابها في كل مكان، ومضى عشرة شهور لم يسدد إيجار المسرح، ووصل الأمر إلى الإنذار بالطرد.
لم يجد “خفاجي” من يقرضه، قال “الشرقاوي”: ” كان يمشي على قدميه في شوارع القاهرة هاربا من الديون أو يبحث عن قرض جديد، وفي هذه الظروف البائسة التقى بصديقه مصطفى بركة ووافقه على الاشتراك في فرقة المتحدين”.
عرض سمير خفاجي على المسرحي جلال الشرقاوي مسرحية “الأرملة الطروب”، لكنه رفض، إيمانًا بأنها لن تحقق أي رواج تجاري أو مكاسب مادية، لأنها لا تناسب ظروف المسرح’ آنذاك.
مسرحية مدرسة المشاغبين تنقذ صاحبها من الإفلاس
كتب عبد الفتاح السيد نصا مسرحيا وأعطاه لجلال الشرقاوي، وأقتنع بأنه يصلح لأكون مسرحية كوميدية نجاحة تجاريًا.
النص المسرحي أقتبس عن المسرحية الفرنسية “المدرسة الجديدة” تأليف روجيه فريدناند.
“السيد” الموظف في جهاز الرقابة، رحل قبل أن يلتقي “الشرقاوي” بالمنتج سمير خفاجة، فاشترط الأول أن تحصل عائلة “السيد” على مبلغ 100 جنيه مقابل الترجمة، ثم يتولى الكاتب علي سالم إعداد المسرحية.

كواليس مسرحية مدرسة المشاغبين
أزمات واجهت مسرحية مدرسة المشاغبين
الفنان المسرحي جورج سيدهم أشاع أن مؤلف المسرحية الحقيقي هو الفنان عبد الله فرغلي، كما تردد أيضًا أن كاتبها ماهر ميلاد، بالإضافة إلى شائعة أخرى انتشرت حول المسرحية، بأنها مأخوذة عن الفيلم الفرنسي “مدرسة المشاغبين”.
الكاتب عبد الرحمن شوقي الذي نُسب إليه تأليف مسرحية مدرسة المشاغبين أيضًا، قال، أنه لا يوجد لها مؤلف من الأساس، لأنها مقتبسة عن مسرحية فرنسية، وما تم هو مجرد تمصير “المسرحيات الأجنبية تمصر، لا تؤلف أو تعد”.
وتردد أن الذي أعدلها أولا هو الفنان عبد الله فرغلي، وفشل في إقناع فرقة “المتحدين” بتقديمها، وعلي ماهر قدم لها إعداد ثاني بعد “فرغلي”، أما الثالث فأكد “شوقي” أنه هو الذي قام به وهو الذي أخرجه جلال الشرقاوي على خشبة المسرح.
قدم عبد الرحمن شوقي شكوى للقضاء، ليثبت أحقيته في إعداد المسرحية.
قدم “الشرقاوي” شهادته، بأن الكاتب علي سالم هو الذي أعد النص المسرحي الذي قُدمت على أساسه المسرحية.
عرض “الشرقاوي” درو أبلة عفت على نجلاء فتحي، ثم شادية، ثم زيزي البدراوي، ورفضوا جميعًا، إلى أن اقتنعت سهير البابلي.
وبعد نجاح مسرحية مدرسة المشاغبين الساحق، طلب الفنان عبد المنعم مدبولي زيادة أجره لـ500 جنيه، ثم عاد وأدعى المرض – حسب مذكرات الشرقاوي- وطالب بزيادة الأجر لـ1000 جنيه، ووافق “خفاجة”، ثم عاود وطلب زيادة أجره لكن استُغني عن خدماته، ليؤدي حسن مصطفى شخصية “الناظر”، وعبد الله فرغلي شخصية “المدرس”. وعرضت المسرحية بنفس الممثلين، دون “مدبولي”.
انسحبت سهير البابلي مرتين من المسرحية، بسبب خروج عادل إمام وسعيد صالح عن النص، وحلت بدلا منها ميمي جمال في يوليو 1972، ثم نيللي في المرة الثانية في يونيو 1973، وبعد صلح عادت سهير البابلي مرة أخرى.