عرف أديب نوبل نجيب محفوظ الأديب يوسف السباعي قبل أن يراه، فقد كان يقرأ له قصصه التي كانت تُنشر في الصحف والمجلات.
بعد ثورة 1952، زاد “السباعي” نجيب محفوظ أثناء عمله سكرتيرا برلمانيا لوزير الأوقاف، واكتشف أيضًا أنه يقرأ قصصه مثلما يقرأ له، وتوطدت علاقتهما.
شهادة نجيب محفوظ عن علاقته بالأديب يوسف السباعي
اعترف أديب نوبل نجيب محفوظ، أن “السباعي” كان يأخذ الأخبار من “الأوقاف” لنشرها في جريدة “الكتلة” التي كانت تصدر عن حزب الكتلة الذي أسسه مكرم عبيد، كما كان ينشر فيها قصصه القصيرة والتي نشرت فيما بعد في المجموعة القصصية “يا أمة ضحكت”، كما نشر في الجريدة رواية “أرض النفاق” في حلقات أسبوعية، قال “كان ينشر قصة العدد كل أسبوع في مجلة مسامرات الجيب التي يرأس تحريرها عمر عبد العزيز أمين”.
أنشأ يوسف السباعي نادي القصة مع إحسان عبد القدس في 25 مارس 1953، وبعد أن انتهى نجيب محفوظ من كتابة “الثلاثية” توجه إلى سعيد السحار وكانت رواية واحدة عنوانها “بين القصرين” ونظر إليها “السحار” وقلب صفحاتها “إيه ده دي ضخمة جدا، كيف أطبعها مستحيل”.
روى “محفوظ” ما حدث لـ “السباعي” فلطب منه الرواية لقراءتها، واتصل به بعدها وأبلغه بأنه سيصدر مجلة جديدة “الرسالة الجديدة” وترأس تحريرها “السباعي” ونشرت في العدد الأول بتاريخ أول أبريل 1954 الحلقة الأولى من روايتي “بين القصيرين” حتى العدد 25 الصادر بتاريخ أول أبريل 1956 واستغرقت سنتين.
واقترح “السحار” تقسيم الرواية إلى ثلاثة أجزاء فسأله “محفوظ” عن الاسم، ومن هنا جاء “الثلاثية” واقترح “محفوظ” بين القصرين، وقصر الشوق والسكرية.
صداقة يوسف السباعي ونجيب محفوظ انتهت بالاغتيال
سافر الأديبان سويًا إلى اليمن، وتزاملا في المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب ثم جريدة الأهرام إلى أن اغتيل “السباعي” في قبرص.

فجيعة اغتيال السباعي- الأهرام 1978
وصف “محفوظ” السباعي بأنه “جبرتي العصر” لأنه سجل بكتاباته الأدبية أحداث الثورة منذ قيامها حتى بشائر النصر في أكتوبر.
ولفت نجيب محفوظ أن “السباعي” لم يفرق في معاملاته بين الصديق والعدو، كان يقف على مسافة واحدة من الجميع، بالإضافة إلى مجهوداته في تأسيس المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب، ونادي القصة وجمعية الأدباء واتحاد الأدباء.