“أجدني أمام نموذج نادر للغاية من النرجسية، فعندما يستعد كريستيانو رونالدو لتسديد ركلة حرة، فإنه يتجهز بان يأخذ تلك الخطوات المسرحية الرشيقة، وكأنه ينبهنا إلى أن هناك أمرًا مثيرًا وخاصًا على وشك الحدوث، ثم يقف ساكنا، وقد باعد ساقيه، فيشبه تمثالا لنفسه، إنها وقفة تليق بالإله أبولو”.
يصف الروائي والصحفي خوان بيورو في كتابه المترجم للعربية بعنوان “جنون الساحرة المستديرة” الصادر عن دار العربي، بترجمة محمد عثمان خليفة، أسلوب النجم البرتغالي المخضرم “رونالدو” قبل تسديدته للركة الحرة المباشرة في المرمى، مغمورًا بنرجسيته المعتادة.
نرجسية كريستيانو رونالدو
يرى “بيورو” أن أسلوب البرتغالي في تسديد الركلة الحرة المباشرة تجسيدًا للنرجسية ولفت الانتباه، وطريقة للتأكد على أنه كائن خارق، غير طبيعي، يشبه ملاكا “مخلوق مختلف بقصة شعر مختلفة”.
ثم يكشف عن رؤية أصدقاء “رونالدو” تجاهه، كونه طيبا، يتعاون مع الجميع ويهتم بهم، لكنه لا يخلو من السذاجة البشرية، كونه لا يفكر إلا في مسار واحد، فلا يهتم إلا بكرة القدم، كرة القدم فقط، يقول “لا يهمنا إن كان يقف أمام المرآة معجبا بوسامته أو إن كان يقضي وقت فراغه في مداعبة الكلاب، ليس لنا أن نحكم عليه إلا وهو في أرض الملعب”.
يحسم “بيورو” مسألة منافسة كريستيانو رونالد من لاعبي كرة القدم الحديثة، لكماله الرياضي، فهو يتحرك بسرعة ورشاقة، ويتقن تنفيذ نصيحة العداء “بولت”، كما أنه يجيد التسديد بالرأس وكلتا القدمين، ويراوغ بامتياز، ويبتكر الجديد من الحيل والمراوغات على أرضية الملعب.
ويؤكد على أن مكمن القوة في شخصية البرتغالي المخضرم، هو عقليته التي لا تكتسب مهما ظل أي شخص في صالة الجيم.
كريستيانو رونالد أكثر جاذبية من كرة القدم
يسعى النجم البرتغالي إلى أن يكون هو العنصر الأكثر جاذبية على أرضية الملعب، بعيدًا عن حركة الكرة.
ويشارك في المباراة كأنه طفل مدلل، يتميز بين أفراد العائلة، ينصب كل اهتمامه بإنجازاته الفردية، وهو ما دعى أصدقاؤه لأن يلقبوه بـ “آنسياس” أي المتلهف المتعطش للنجاح الذي يبدأ عنده، وينتهي عنده أيضًا.
في موسم 2011-2012، حصل النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي على جائزة أفضل لاعب في العالم، وفي المباراة التالية أحرز “رونالدو” هدفين دون أن يحتفل بهما، وسُأل عن ذلك، قال “حزين لأسباب مهنية”.
يتضمن عقد كريستيانو رونالدو بندًا يدفع له بشأنه مقابل الاحتفال معه الجمهور، سواء بالحزن أو الفرح، وهنا يشير “بيورو” إلى أن اكتئاب كريستيانو رونالدو يكون احترافيًا، إذ يغدو لا مبالي بكل من حوله، لا ينزعج إن خسر أو لم يقدر من الاتحاد الأوربي أو رئيس النادي، يقول “عليهم أن ينتظروا منه كل جحيم”.
عندما كان جوزيه مورينيو مدير فنيا لنادي ريال مدريد الإسباني، كان ينتقد لاعبي الفريق على الملأ في المؤتمرات الصحفية، وكان من بينهم “رونالدو” وهو ما أوقعه في أزمة، إذ انزعج بقية اللاعبون وساندوا “رونالد” وتدخل وكيل اللاعبين خورخي مينديز، وحصل على حصانة لـ “رونالدو”، وتُرك بقية اللاعبين في مرمى “مورينيو” ينتقدهم كما أراد.
ويرى “بيورو” أن دموع “رونالدو” التي انسالت أثناء تتويجه بجائزة أفضل لاعب في العالم عام 2014، لمن تكن سوى امتنانا لإنجازه الشخصي الذي حرك بداخله مشاعره القوية.
ويصف مثالية جسد كريستيانو رونالدو، بأنها مرأة أنانيته في الملعب.
ويلفت إلى أن كريستيانو رونالد، يمارس لعبة جماعية فذة غريبة، حتى وإن كان يمارس فوق أرضية الملعب نفسه، لكنها ليست كرة القدم، اللعبة الجماعية التي تغمرنا بأحاسيسها وأعاجيبها.