إثر صدور كتاب رب الزمان للمفكر سيد القمني، أعد مجمع البحوث الإسلامية تقريرا يدينه ويطالب مصادرته، وحُول التقرير إلى نيابة أمن الدولة العليا ثم المحكمة.
وتحول الأمر إلى القضاء أمام محكمة شمال القاهرة للأمور الوقتية في 15 سبتمبر 1997.
الكتاب جمع مقالات “القمني” التي نشرت في الصحف.
كواليس مصادرة كتاب رب الزمان لسيد القمني
نفى سيد القمني أنه استهزأ بالنبي يوسف في كتابه رب الزمان، ولفت إلى أنه لخص قصته بسرعة كما وردت في التوراة، قال في حواره لمجلة “المصور” 1997، أنه لم يكن يتحدث عن النبي يوسف أصلا، لكنه يتحدث عن مكانة مصر العظيمة في التاريخ وهو جاء عكسه في التوراة وادعى أنه كتب أن “علم التاريخ لا يدري شيئا عن صبي جميل فتن نساء مصر وقطعن أصابعهن وهن بالهيام به ساهمات”.
رفض توصيف ما ذكره في كتابه بأنه سخرية، لأنه قصد تناول معلومة تاريخية دون أن يتدخل بحكمه الشخصي.
أشير في تقرير مجمع البحوث الإسلامية، أنه تطاول في الكتاب على مشايخ المسلمين الأحياء والأموات، لكنه نفى ذلك، وقال، أنه لم يذكر سوى الشيخ محمد الغزالي في مقال بجريدة “الأهالي”، ولم يتناوله في كتابه.
وتناول أيضًا، الشيخ الدكتور عبد الصبور شاهين في الكتاب، يقول “قلت عنه في مقال نشر بمجلة أدب ونقد مايو 1993، أنه رجل بيوت لهف الأموال، والكل يعلم مدى علاقته بشركات توظيف الأموال، شركات لهف الأموال، والدكتور عبد الصبور ليست له قداسة”.
وسحبت نيابة أمن الدولة العليا الكتاب من الأسواق، بناء على تقرير مجمع البحوث الإسلامية، باعتباره يحتوي على تهكم واعتداء على بعض رموز الدعوة الإسلامية من الأحياء والأموات، بالإضافة لتناوله لصحابة الرسول خاصة عثمان بن عفان بطريقة غير لائقة.
سيد القمني برفض الإسراف في تقديس الصحابة في كتاب رب الزمان
لفت التقرير الذي يطالب بمصادرة الكتاب، أنه تحدث عن عثمان ابن عفان بما لا يليق، واعترف “القمني” في حواره، أنه يرفض الإسراف في التقديس، لأن “ابن عفان” رجل وهو رجل “يخطئ كما نخطئ، والاسراف في التقديس من أسباب الكارثة التي نعيشها، لكنني لم أفتر على عثمان بن عفان”.
ورأى أن المطالبة بمصادرة الكتاب، بمثابة تصيد من الأزهر.
الإفراج عن كتاب رب الزمان
في 15 سبتمبر 1997، قضت محكمة شمال القاهرة بالعباسية، بالإفراج عن مصادرة كتاب رب الزمان لسيد القمني.
وجاء في حيثيات رئيس المحكمة سلامة سليم، أن ما ورد في الكتاب بخصوص سيدنا إبراهيم وولديه إسماعيل وإسحاق وولده يعقوب عليهم السلام بمثابة سرد لقصصهم كما جاءت في التوراة، وهو كتاب منشور ومتداول ويعتبرا مصدرا للديانة اليهودية.
كما أكد، أن التعرض للتوحيد على نجو ما جاء في عبارات “القمني” لا يحتمل مساسا بالعقيدة الإسلامية، فهو يتحدث عن آلهة سماوية وآلهة أرضية ذكورا وإناثا، ويتناول تعدد الآلهة بصورة تخالف ما ورد في تعالم الإسلام، “مجرد ذكر لتاريخ أمم سابقة على البعث النبوي الشريف بل وربما سابقة على البعث الإبراهيمي الحنيف وكانت تلك الأمم لديها المعتقدات ولا ضير مما جاء في هذا الشأن طالما أنه لا يستند إلا لمجرد العرض التاريخي لأساطير الأمم القديمة”.
النبي إبراهيم والتاريخ المجهول: صدر 1996
السؤال الآخر: صدر 1998
صحوتنا لا بارك الله فيها : صدر 2007
الحزب الهاشمى وتأسيس الدولة الإسلامية: صدر 1996
الأسطورة والتراث: صدر 1999
رب الزمان: كتاب وملف القضية: صدر 1996
النسخ في الوحي: صدر 2000
٣— أميرة أبوشهبة🇪🇬 (@mira_aboushahba) February 6, 2022
ورغم أن النيابة ذكرت أن “القمني” استهزأ بالنبي يوسف، لكن القاضي، ذكر أنه استند للتوراة في نقده لفيلم المهاجر ليوسف شاهين، ولا يمثل أي تعدي على حرمة الأنبياء طالما أنه لم يقم بذكر لقب أكثر مما جاء بالتوراة.
وبخصوص تعرضه لعثمان بن عفان، قالت، النيابة أنه نسب إليه ما لا يليق كصحابي جليل، لكن القاضي، أكد في حيثياته، أنه مجرد نقل من كتب لها شأنها في دراسة وعرض تاريخ الإسلام والمسلمين، ولم يأت المؤلف بجديد.