بدأت الفنانة سهير البابلي مسيرتها في المسرح المصري، وقدمت أعمالا مميزة، لكنها توقفت عن العمل وابتعدت عنه، وأبدت أسباب هذه الخطوة، قائلة: “أنا أتمنى الوقوف على خشبة المسرح القومي مرة أخرى ولكن مسرح الدولة كل مشروعاته مجرد حبر على ورق وكل مسئولية يتكلمون ولا يعملون ويعوق العمل فيه كثر العمالة بلا داع”.
قدمت الفنانة المصرية الراحلة استقالتها من المسرح القومي عام 1989، لعدم وجود العمل الذي توقعت وجود، كان لا يناسبها، بالإضافة إلى عدم توافر البيئة والظروف المناسبة للنجاح.
معارك سهير البابلي مع الرقابة
دخلت الفنانة الراحلة في أزمات عديدة مع أجهزة الرقابة بسبب عروض مسرحية، لدرجة أنه تم تشكيل لجنة رقابية خاصة لتعديل النص المسرحي “العالمة باشا”.
كشفت “البابلي” في حوارها لجريدة “الأهرام” 1990، أن أعمالها المسرحية كانت تتعرض لسلبيات وإيجابيات الواقع المصري، قالت “التمثيل بدون نقد مثل المياه البيضاء، التي لا طعم لها ولا رائحة، ولذلك فمن الطبيعي أن تكون للرقابة تحفظات وهو ما حدث مع العالمة باشا”.
طالب جهاز الرقابة بتعديل مشهد في مسرحية “العالمة باشا” كان عنيفا وانتهت الأزمة، وكان مدير عام الرقابة حمدي سرور يشيد بموضوع المسرحية.
موسى صبري ينتقد سهير البابلي
وبعيدًا عن معاركها مع الجهات الرسمية، دخلت في معركة مع الكاتب موسى صبري، لتمسكها بحقها في توجيه النقد الساخر لبعض الشخصيات العامة أو الوزراء، واعتبرت ذلك تهجما حقها في حرية التعبير.
في صحيفة “الوفد” 1989، شرح موسى صبري أسباب هجومه الشديد على “البابلي”، إذ اعتبره دفاعا عن تاريخها الفني، قال “القضية لا علاقة لها بحرية الإبداع، ولا علاقة لها بالنقد الساخر لبعض الوزراء، كما أن مسرحية نص أنا، نص أنتي، لا علاقة لها بالسياسة”.
وانتقد لجوءها للارتجال عبر فقرة طويلة، وهي ما أزعجت “صبري” بجانب الأداء الذي وصفه بالـ “غريب”.
ورحلت الفنانة المصرية عن عمر يناهز الـ86 عاما، بعد صراع طويل مع المرض. وتدهورت حالتها الصحية إثر إصابتها بمرض السكر.
وتدهورت حالتها، إذ عجزت عن الحديث وتناول الطعام.
وتسبب ضعف جهازها المناعي في ازدياد حالتها سوءا، بعدما لجأت لزراعة فصين من الكبد.