كانت المقاهي في البدايات، سيئة السمعة، اعتبرها الناس، أوكارًا للبغاء والشذوذ الجنسي، ففي بغداد بداية القرن السادس عشر، كانت القهوة يقدمها للزبائن غلمان على قدر كبير من الجمال ويرتدون ثيابا غالية.
وفي إسطنبول، استخدم صبية يتمتعون بالحسن والوسامة ليكونوا طعمًا لاجتذاب الزبائن.
بعد ذلك استغلت كملتقى للتجمعات الجماهيرية.
الإنجليز لا يشربون القهوة
وفي القرن التاسع عشر كانت حكومة محمد علي في مصر، قلقلة من انتشار أخبار التمرد والعصيان قي مقاهي القاهرة، حيث جندت جواسيس لينقلوا أحاديث الناس.
وفي لندن كانت المقاهي ساحات للحوارات السياسية، وهو السبب الذي دفع الملك تشارلز الثاني لإغلاق المقاهي عام 1675، وعدل عن القرار بعد 11 يومًا.
وفي أواسط القرن التاسع عشر، حرّمن الحكومة الإنجليزية على مواطنيها شرب القهوة، لأن حبات البن كانت تعرف وقتها باسم “حبات محمد”، وكان هناك اعتقاد بأن من يشربها يرتد عن المسيحية إلى الإسلام.
حكاية اكتشاف القهوة
ربط ستيورات لي آلن اكتشاف البن بحكاية أسطورية شائعة، منذ ألف عام، لاحظ راعي ماعز أثيوبي أن إحدى عنزاته تتراقص في صورة هيستيرية، بشكل متكرر، كلما تناولت ثمرة معينة.
جرب الأمر، اكتشف بنشاط مفاجئ، وكان للراعي عم متصوف يقضي ليلته متعبدا، فقدم له تلك الثمرة، فتناولها، فإذا به يقظ، فراح يقدمها لمريديه.
انتشرت شهرة هذا الحكيم الذي توقظ حكمته تابعيه طول الليل.

البن في أثيوبيا
أول من تناول المشروب، هم قبائل الأورومون التي عاشت في مملكة “كيفا” بشرق إثيوبيا، وكلمة “كوفي” مشتقة من اسم المملكة حسبما يروي الكاتب مكاوي سعيد في كتابه “مقتنيات وسط البلد”، إذ كانت هذه القبائل تخلط البن بالدهن ويتناولونها على هيئة أقراص.
وكان العرب أول من صنعوا منها مشروبا.
وانتشر في نهاية القرن السابع عشر، في تركيا، أنها تشفي من الأمراض للحد الذي يروي معه السير هنري بلونت الذي زار المنطقة وقتها “عندما يقع أحد الأتراك فريسة للمرض، يسارع لتناول البن، فإن لم يات بنتيجة فأنه يكتب وصيته ولا يفكر في شيء آخر”.
وعام 1777 شن فريدريك حملة كبيرة، لحظرها في بروسيا دفاعا عن صناعة البيرة التي رأها رمزا للهيمنة الألمانية، وقت أن ساد شعار “لا تثق بأي شيء غير ألماني”.