شهدت مواقع التواصل الاجتماعي جدلا كبيرًا إثر عرض فيلم “أصحاب ولا أعز”، لتضمنه بعض المشاهد الفنية التي رآها البعض ترويجًا للمثلية الجنسية وتعديًا على قيم المجتمع المصري وأعرافه، فيما رفض جانب آخر هذه النظرة باعتبارها رجعية ولا تصح أن تكون حكمًا على الفن.
الفيلم هو أول إنتاج عربي لشبكة “نيتفلكس”، مقتبس عن الفيلم الإيطالي perfect strangers الذي صدر عام 2016، واقتبس للعديد من اللغات.
وشارك في بطولة الفيلم، منى زكي، إياد نصار وعادل كرم ونادين لبكي وجورج خباز وفؤاد يمين وديامان بو عبّود، إخراج وسام سميرة.
ويدور الفيلم حول سبعة من الأصدقاء يجتمعون لتناول العشاء، فيقررون ترك هواتفهم مفتوحة على الطاولة، شريطة أن تكون الرسائل والمكالمات علنية أمامهم، وهو ما يحول اللعبة إلى سيل من الفضائح والأسرار.

أفيش فيلم أصحاب ولا أعز
فيلم أصحاب ولا أعز لا يروج للمثلية
لفتت الناقدة الفنية، ماجدة موريس، إلى أن عملية اقتباس الأفلام السينمائية أصبحت فكرة شائعة لدى العديد من دول العالم، لعل أهمها أمريكا، أي لم تصبح قاصرة على دولة دون غيرها، قالت “وفيلم أصحاب ولا أعز له نسخ عديدة بلغات عديدة في كل دول العالم”.
وشرحت الناقدة الفنية، أن الفيلم يقدم دراما المكان الواحد والموقف الواحد، ولم يردد فيه أي ألفاظ نابية، بل حول الأمر الإنسان الطبيعي، وهو اجتماع العائلات أو الأصدقاء، ويوضح أن السوشيال ميديا والهواتف أفسدت هذه التجمعات العائلية.
ونفت أن يكون الفيلم السينمائي قد يشجع على المثلية الجنسية.
منى زكي واجهت اتهامات أخلاقية بسبب فيلم أصحاب ولا أعز
أما الناقد الفني طارق الشناوي، ركز على الاتهامات الأخلاقية التي طالت الفنانة منى زكى لتجسيدها شخصية في الفيلم
ونفى أيضًا، أن يكون قد روج للمثلية، خاصة وأن هناك فيملين في السينما “ديل السمكة” و “عمارة يعقوبيان” اتخذا موقفين محايدين من المثلية الجنسية، ولم يقدم كاتب الفيلمين وحيد حامد، أي إدانة مطلقة للمثليين.
وتساءل، لماذا يهاجم الجمهور، منى ذكي ومحمد حفظي كل هذا القسط من الاتهامات؟
تسبب مشهد تنتزع فيه منى زكي جزءا من ثيابها الداخلية، دون أن يظهر جزء من جسدها، ورغم ذلك استهجن الجمهور المشهد، بالإضافة إلى سخطهم على الألفاظ التي وصوفها بالـ “نابية”، خاصة وأنهم اعتادوا أن تظهر “منى” في إطار مصطلح “السينما النظيفة”.
أما عن الخيانة الزوجية، وشرب الخمور، فالفيلم السينمائي يقدم الدراما لا الواقع، قال “هذه الأحكام لا علاقة لها بالعملية الفنية”.
View this post on Instagram
واستشهد، بالاتهامات التي واجهتها الفنانة فاتن حمامة في فيلم “لا أنام” لأنها قدمت أيضًا الخيانة الزوجية في الفيلم، لأن الجمهور يريد من الفنان أن يرى النجم المفضل له بشكل مثالي، لا يقدم أي أخطاء أخلاقية من وجهة نظره.
ويرى، أننا نعيش ظاهرة لأخلاقية، وهي ظاهرة محاكمة الأفلام السينمائية والأعمال الدرامية على أساس وجهات أخلاقية.
وتساءل: لماذا نقحم مجلس الشعب والنائب العام في الأزمة؟ وواصل “هذا كثير، وهذه منصة بالاشتراك المادي، ومن المفترض أن يكون الجمهور مدرك ما يُعرض عليها، ولها سقف فني عالي؟”
وأكد، على أن السينما النظيفة قد فُرضت على منى زكي، وظهرت في ظل قانون مغاير وقت أن كانت 15 سنة تقريبا وشاركت في أفلام سُميت بهذا المصطلح، وقدمت فيلم “احكي يا شهر زاد”، ومسلسل “أفراح القبة” وخرجت فيهما عن هذه الحالة، وبداخلها هذا الفنان الضخم.
وأشار، إلى أنه يمكن أن نستهجن الشخصيات الساقطة والمتدنية أخلاقيا في الواقع، لكن ليس في الفن.