ظهر مصطلح سينما المقاولات بداية من فترة الثمانينات، بعد إغلاق دور العرض السينمائية في السعودية، لذا لجأ المنتج السعودي لشراء أفلام السينما المصرية بأسعار قليلة، بعد تعبئتها على شرائط فيديو ويقوم بتوزيعها، إلى أن اختفى هذا المصطلح في فترة التسعينات.
وفي تلك الفترة ظهر في مصر، عدد من المنتجين لديهم أموال كثيرة وبفكر سينمائي فقير، مكنهم من دخول تلك الصناعة وجود ممثلين ومؤلفين ومخرجين من الصف الثاني والثالث، لديهم الرغبة في الحصول على أدوار فنية تحقق لهم وجود سينمائي وهامش من الشهرة لدى الجمهور.
وعندما علمت غرفة صناعة السينما أن الهدف من صناعة هذه الأفلام تعبئتها على شرائط الفيديو، قررت ألا تسمح بتصديرها للخارج إلا بعد عرضها في دور عرض سينمائية داخل مصر، لمدة أسبوع، حتى ولو لم يشاهدها الجمهور.
وبعد انتشار القنوات الفضائية في التسعينات اختفى سوق شرائط الفيديو، لتظهر أفلام المقاولات أداة عرض أخرى، وهى شاشات تلك القنوات.
سينما المقاولات لا تختفي
بعد اختفاء مصطلح سينما المقاولات مع نهاية فترة التسعينات، بدا إطلاقه على الأفلام التي تهدف للربح التجاري دون النظر إلى جودة الفيلم وقيمته الفنية، فتُصنع في أسبوع أو أسبوعين بأقل تكلفة، وبممثلين مستعدين دائمًا لتلك النوعية من الأفلام لحماية أنفسهم من الغياب عن أذهان الجمهور، فضلًا عن مواجهة أعباء الحياة الاقتصادية.
الناقد طارق الشناوي يرى أنه بالنظر للوضع الاقتصادي، يمكننا تفهم هذه النوعية من الأفلام، فهي لا تكلف المنتج مبالغ كبيرة، في ظل وجود فنانين يتقاضون أجور قليلة، ثم يقوم ببيعها للقنوات الفضائية في وقت قليل مع تحقيق هامش ربح مرضي.
نجوم أفلام المقاولات
في السنوات القليلة الأخيرة، في ظل تراجع إنتاج الأفلام المصرية، ظهر على السطح مجموعة من أفلام المقاولات، بنجوم محددة ومعروفة غالبًا، حتى أن بعض منتجي هذه النوعية من السينما شاركوا فيها في مرحلة التأليف والإخراج والتمثيل.
فقد أنتج شريف سمير أربعة أعمال فنية شارك فيهم كممثل، في الوقت الذي ظهر كمخرج لعملين منهم عام 2015 وهما “سيد كتاوت”، “عزبة أبو حشيش”.
كما ظهرت الفنانين، محمد نجاتي، علا غانم، راندا البحيري، أحمد هارون، سامح حسين، من الأجيال الشابة في العديد من تلك الأفلام التي لم تحقق رواجًا جماهيريا أو ربحًا ماليًا، وسط مشاركة متفاوتة من بعض نجوم يعدهم الجمهور من الصف الأول، كالفنان أحمد بدير، نهال عنبر، أحمد راتب، سليمان عيد، لطفي لبيب، بيومي فؤاد، عايدة رياض، بدرية طلبة.

سينما المقاولات
الناقد الفني طارق الشناوي، يرى أن منتج هذه النوعية من سينما المقاولات، يتعامل معها على أساس مادي بحت، فكل ما يشغله كم يتقاضى الفنان الذي سيتعاقد معه، دون النظر إلى نجوميته وقيمته الفنية.
شارك “نجاتي” و”البحيري” في فيلم “الخروج عن النص” لعام 2018، ولم تتخطى إيراداته 163 ألف جنيه وهو من تأليف منتجه أيضًا حسين أبو الدهب. وشاركت “غانم” رفقة “نجاتي” و”بدير” في فيلم”الفندق”2017، ولم يحقق الفيلم سوى 300 ألف جنيه كإيرادات من شباك التذاكر. كما شاركت في فيلم “عمود فقري” عام 2016 رفقة “فؤاد”، “عايدة”، “عيد”، ولم يحقق الفيلم سوى 29 ألف جنيه كإيرادات.
وشاركت “البحيري” رفقة “عيد”، “راتب”، “عنبر” في فيلم “فوبيا” الذي لم يحقق سوى 35 ألف جنيه إيرادات، أما سامح حسين فقد حقق فيلمه “الرجل الأخضر”2018 إيرادات لم تخطى نصف مليون جنيه في ظل إنفاق 7 مليون جنيه كميزانية للفيلم الذي لم يستغرق تصويره سوى 3 أسابيع فقط. و الممثل أحمد هارون الذي حقق بفيلم “سبوبة” 200 ألف جنيه إيرادات، بمشاركة راندا البحيري، والفنان السوري ياسر علي. وشاركت الفنانة بدرية طلبة في فيلم “آسفين ياباشا” لعام 2018 المطرب عبد الباسط حمودة ولم يحقق سوى 4 آلاف جنيه إيرادات لشباك التذاكر.