قرر المخرج الذي تولى فيلم شفيقة ومتولي مقاضاة الفنانة سعاد حسني، لتخليها عن الفيلم، وزعم أنها تسببت له في خسائر مادية جسيمة، بعد أن انسحبت من التصوير الذي جُهز له في قريته “بشلا”.
وتحدثت الفنانة سعاد حسني عن الأزمة بالتفصيل.
أبدت السندريلا استغرابها من تعامل سيد عيسى معها منذ بداية التصوير “تحملت كثيرا جدا، وضحيت تضحيات جسيمة ليستمر الفيلم، مع الحفاظ على كرامتي بالطبع”.
وتأكدت أن “عيسى” لم يكن على مستوى الفيلم، لم يستطع استكماله بنفس الحرفة، ثقته اهتزت، افتعل كل الأشياء التي تثير أعصاب “السندريلا”، بعد أن عطلها عاما كاملا، فتركت الفيلم وملابس الشخصية “لقد افتعل هو كل الأسباب ليوقف الفيلم”.
سعاد حسني تكشف أسباب تخليها عن فيلم شفيقة ومتولي
أول أسباب الخلاف بين سعاد حسني والمخرج سيد عيسى، كان ماديًا “كان يقول لي لي لن يدفع لنا بقية أجورنا، أنا وبقية الممثلين، لكي نتوقف عن العمل، لكنا لم نتوقف”.
أما السبب الثاني، فقد طلب منها حسب حديثها لمجلة “الشبكة” اللبنانية، تصوير مشهد جنسي، لكنها رفضت في البداية، قالت “ليس لأنه جنس، بل لأنني غير مقتنعة به، المفروض أن بطلة الفيلم فتاة ريفية خجولة، تخرج لأول مرة للمولد، وتنبهر به، وتجلس مع أحد الباعة لتلبس خلخالا في رجلها، ويحاول البائع أن يرفع ساقها لأعلي بطريقة مزرية، ويقول، وريني رجلك كده”.
لم تجد “حسني” المشهد ملائمًا، لطبيعة شخصية بطلة الفيلم، فهو يناسب شخصية بائعة هوى، وليس فتاة ريفية، خاصة وأنها في بداية الفيلم ريفية ساذجة، ولم تصبح بائعة هوى إلا في نهاية الأحداث.
أصر المخرج سيد عيسى على المشهد، فوافقت وصورته، لكنه تعنت، وأبلغ البوليس أنها لا تريد استكمال تصوير الفيلم.
حرر البوليس محضر، قالت فيه “إنه يطلب مني أن أرفع رجلي يابوليس”.
وأكدت، أن المخرج “عيسى” لم يتقن التعامل مع المجاميع في المولد، كان دائم الشجار والمشاحنات.
قبلت السندريلا العمل معه من البداية، لصداقته بالشاعر صلاح جاهين، لكنها اكتشفت أنه “ضحك” حتى على “جاهين”، وصفته “فهو انسان، يجيد الكلام أكثر من العمل، لذلك استطاع أن يضحك على جميع العاملين في الفيلم”.
وعن بقية الأسباب، صورت مشهدا، 14 مرة، لأنه يريد منها أن تتفوه بألفاظ قبيحة، لا تتفق مع الشخصية الريفية التي تجسدها.
خسرت سعاد حسني العديد من العروض السينمائية
خسرت السندريلا، العديد من العروض لمشاحنات فيلم “شفيقة ومتولي”، تعطلت عاما كاملا، الخسائر كانت مادية وأدبية.
رغبت في أن تطل على الجمهور بعد فيلم “الكرنك”، لكنه احتجبت عن الجمهور.
اكتشفت سعاد حسني، أيضًا، أن المخرج سيد عيسى، مفلس، أشهر إفلاسه عام 1963، ولم يكتشف أمره إلا بعد أن دخلت معه، رفقة بقية الممثلين في قضية.
استغل اسمها، وفاوض الموزعين باسمها، وباع لهم أفلاما بعقود وهمية، لم تتعاقد معه عليها.
تفرغت السندريلا، للفيلم تفرغا كاملا من البداية، تركت منزلها نهائيا، أخذت معها ملابسها، وأشيائها، وثلاجتها، لتقيم في قرية “بشلا” إقامة كاملة، لتعايش دور الفتاة الريفية.
لكن الأزمات التي تسبب فيها سيد عيسى، كانت تدفعها بأن تعود إلى القاهرة، وبعد الصلح، تعود إلى “بشلا” مرة أخرى “حاول صلاح جاهين أن يصلح بيننا”.
علمت بعد قرارها بترك الفيلم، أنه قرر أن يسند البطولة للفنانة سهير المرشدي، لكن مر وقت طويل، دون أن يحدث ذلك.
استكمال فيلم شفيقة ومتولي
كشف المخرج الذي آل إليه الفيلم، علي بدرخان، زوج سعاد حسني وقتها، أن المنتج جان خوري أقنع سيد عيسى بالتخلي عن الفيلم مقابل 70 ألف جنيه، وكلف يوسف شاهين باستكماله.
أصيب “شاهين” بوعكة صحية، بعد 4 أيام من التصوير، وأجرى عملية قلب مفتوح، وكان “بدرخان” مساعدًا له، فطلب منه استكمال الفيلم، وبعد تردد، وافق، قال في ندوة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ49 لعام 2018، “قلت لشاهين، كيف أخرج الفيلم، وأنا في بداية حياتي الفنية، لكنه غضب مني، وقال لي أنا بموت”.