تهاني الجبالي ليست أول قاضية في مصر فقط، بل هي اول امرأة عضو بمجلس نقابة المحامين وأول امرأة منتخبة بالمكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب.
تلقت خبر اختياراها كقاضية في المحكمة الدستورية العليا، حيث كانت تشارك في طرابلس بليبيا في اجتماعات اتحاد المحامين العرب. وعادت إلى القاهرة، لتودع المحاماة وتلتقي بأعضاء ورئيس المحكمة الدستورية وتحتفل بالقرار مع أسرتها عام 2003.
ولدت أول قاضية مصرية، بمركز طنطا في أسرة متوسطة، تخرجت من كلية الحقوق جامعة القاهرة عام 1970، عملت بالمحاماة وتدرجت لتصبح أول سيدة باتحاد المحامين العرب، وأول عضو نقابة عامة منذ إنشاء النقابة عام 1912. قالت في حوارها لجريدة “وطني” 2003 “عمري ما حلمت أكون قاضية فكل طموحاتي كانت تقتصر على كوني محامية ناجحة تحقيقا لرغبة والدي”.
استطاعت الحصول على حكم براءة لسيدة عمرها 73 عامًا، أراد زوجها إلقاءها في الشارع فقتلته، لكنها توفيت قبل أن تشهد براءتها.
أثناء دراسة تهاني الجبالي في الجامعة، علّقت على الشروط والقواعد التي تفرض عليهم في سكن الطلاب، وتضامن معها والدها، وتوجه للقاء رئيس الجامعة “إنني أتيت بابنتي لتدرس وتقيم في القاهرة كي تكتمل شخصيتها، لا أن تجلس في السجن الحربي”. كتب والدها إقرارًا على نفسه مدونا فيه أنها من حقها أن تخرج وتعود كما تشاء.
هوايات تهاني الجبالي
واظبت “الجبالي” على عادة القراءة يوميا، نصف ساعة مع الكتب، في كل المجالات، القانون والشعر والدين والأدب، قالت “أي ورقة تقع تحت أيدي كنت بقرأها، ولو كانت من عند البقال”.
وتحب من الموسيقى، الغربي والكلاسيكي، وتفضل من المطربين، أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ، ومحمد منير.
أما في السينما، تحترم تجربة المخرج العالمي يوسف شاهين، قالت في حوارها لجريدة “القاهرة”: “وقف شاهين بقامة عملاقة في زمن صعب، وبعد مشوار طويل قدم فيلمه الرائع المصير الذي نال عنه الجائزة العالمية في العيد الخمسيني من مهرجان كان”.
رحلت “الجبالي” اليوم إثر إصابتها بفيروس كورونا المستجد عن عمر يناهز الـ71 عامًا، وشيعت الجنازة لتدفن في مسقط رأسها بمدينة طنطا.