في نوفمبر، 1999، ألقى جهاز مباحث أمن الدولة القبض على تنظيم وصف وقتها في الصحف المصرية بأنه “متطرف يؤمن أفراده بالهوس الديني وادعاء النبوة”، وكان عددهم 49 شخصا، من بينهم 10 سيدات.
رصدت مباحث أمن الدولة ما يدور في منطقة السيدة زينب، نشرت “الأهرام” نوفمبر 1999 “ام استئذان نيابة أمن الدولة لرصد وتسجيل ما يدور في الاجتماعات التي تعقد بشكل مستمر داخل المقر وأسفرت نتائج التنظيمية، وتم مداهمة مقر الاجتماع والقبض على جميع من بداخله، واستجوب المتهمين”.
اعترف المتهمين أنهم يشاهدون الرسول محمد “صلى الله عليه وسلم”.
أول سيدة تدعي النبوة في مصر
كان من بين من ألقى القبض عليهم، سيدة تدعى منال وحيد مناع، اتخذت من شقتها بالدور الأول ببرج “اللؤلؤة” بشارع بورسعيد بالسيدة زينب، وسيطرت على متبيعها بطريقة صوفية “الطريقة البيومية”.
وسردت جريدة “الوفد” قصة “منال”، التي كانت تعالج من السحر ودخلت الطريقة البيومية وحضرت الجلسات التي كانت تعقد بمنزل الشيخ عمر أمين حسين كل يوم خميس بمنطقة المنيل، وتقربت من زعيم الجمعة حتى أطلق عليها “سكرتيرة الحضرة”.
روجت “منال” لرؤيتها لعمر بن الخطاب وعلى بن أبي طالب والحسن بن علي وعمر بن الفارض وحضورهم الجلسات معها، وعندما اكتشف ما تروجه طردت رفقة اتباعها.
بعد أن كانت فقيرة، لا تجد قوت يومها، أثرت على رجال الأعمال الذين أقنعتهم بأفكارها، أصبحت شريكا في “الشركة العمرية للتوكيلات والمنتجات الهندسية” بمدينة نصر التي يمتلكها رجل الأعمال هشام أبو فريخة.
أكد تقرير “الوفد” أن “منال” كانت تمارس أفكارها الغريبة وتبثها بين مريديها خلال جلسة تسمى “المشاهدات” في يومي الخميس والجمعة، في شقة عبارة عن قاعة كبيرة.
وحكمت مجموعة وأتباع “منال” مجموعة من القواعد الصارمة، يمنع اختراقها من الغرباء، ويمنع أحد من الخروج عليها، جاء نصًا “يجمع كل المعلومات الممكنة عن الأعضاء في سجل التشريفات مثل الاسم والعمل والأبناء وتاريخ العائلة، وكل أسبوع يقدم كل منهم اعترافا مكتوبا بالخطايا التي ارتكبها طوال الأسبوع، ويجب ألا يكذب لأن العم سيكشف لها هذه الكذبة وستعاقبه عليها، وهو طقس أشبه بالاعتراف الكنسي الذي يقوم به المسيحيون حتى يتطهروا من ذنوبهم”.
وجعلت منال، أول سيدة تدعي النبوة في مصر، أن منزلها كعبة، ومن زاره فقد اعتمر، وجعلت الصلاة قصرا في وقت أيام الجلسات، كما أفتت أن من ينسى أي صلاة يكملها له العم والميزان محسوم.
سيرة مدعية النبوة
تخرجت “منال” من كلية الحقوق، ودخلت طريق السحر والشعوذة، وانتهى بها المطاف، بأن ادعت النبوة وأنه يوحى إليها.
دخلت السجن القناطر، حسب “الوفد” وأثرت على السجينات ببعض أعمال السحر، وهو ما أثار السجينات ضدها حتى ضربنها واعتدين عليها، ما دفع إدارة السجن إلى حبسها انفراديًا.
الحكم على مدعية النبوة بالسجن
حكمت محكمة أمن الدولة الجزئية طوارئ بالسيدة زينب على منال وحيد و14 ممن أتبوعها عام 2000، حكم ضد “منال” بالحبس لمدة 5 سنوات مع الشغل، وزوجها عبد الحميد محمد كامل وهشام عبد القادر أبو فريخة ومحمد شريف الدمرداش لمدة ثلاثس نوات مع الشغل، وحبس سبعة متهمين أخرين لمدة سنة مع الشغل، وعاقبت المحكمة سيدتين من أعضاء الطريقة بالحبس لمدة ستة أشهر مع الشغل، وغُرم آخرين مبلغ ألف جنيه لكل منهما.