نشا المطرب أحمد عادل في صعيد مصر وتحديدا في محافظة قنا بمركز نقادة، وكان أمامه عمه بفرقته فشارك معها بالغناء، وقدم في حينها العديد من الغنيات التي لاقت انتشارا في جنوب مصر، وكان هاجسه أن يقدم أغنية تتناول روح الجنوب وتنتمي مفرداتها للجنوب ويسمعها ويفهمها الجميع، وانتشر اسمه حتى قدم العديد من الأغنيات وحده، ثم كان انفجار أغنية “ليه بنت عمي خدوها أغراب”، ومن هنا راج اسمه وأصبح ضيفا في كل حفل زفاف بصوته، موقع “القصة” التقى به، وكان هذا الحوار..
شيء غريب أن تبتعد عن الكف الصعيدي.. وبالتأكيد هناك الكثير من الأسباب؟
نعم هناك أسباب كثيرة، أولها أن العالم يشهد تطورا عظيما من حولنا، والغناء شيء من الأشياء التي نالها التطور في كل مفردات حياتنا اليومية، فن الكف له فنانين مهرة يعملون عليه وأنا حاولت الابتعاد قليلا ولكن بدون خلع عباءة الصعيد نفسها، وظهر ذلك في اختيار الكلمات، وغيرها.
كل الأغاني التي جاءت من الجنوب كانت تحض على زواج ابن العم من ابنة العم لكنك، أحمد عادل عكست الامر وقلت ليه بنت عمي خدوها أغراب؟
هذا صحيح قديما كان من المعروف أن ابن العم لابنة العم، وكان هذا بشريعة وعقد غير مكتوب، وبعد التكنولوجيا والانفتاح على الآخر انفرط عقد هذه العادة، وبالتالي كان الكثير من الحالات ابنة العم فيها زوجة للغريب ومفضلة على ابن العم، والأغنية هي حكاية شجن وليست حكاية حقيقية، لكنها واحدة من التي يزخر بها مجتمعنا عن زواج ابنة العم من الغريب.
كان هناك اعتقاد سائد أن ابنة العم لابن العم، ولكن أصيب هذا الاعتقاد في مقتل الآن، والذي كان يجبر ابن العم على الصبر مع زوجته أنه لن يستطيع الشكاية من ابنة عمه مهما فعلت وبالتالي تستمر الحياة وهذا ما يحدث ضده الآن ولهذه الأسباب كثرت حالات الطلاق أيضا وغيرها.
كيف يختار أحمد عادل أغنياته
تكتب الشعر والجنوب ملئ بالشعراء.. كيف يختار أحمد عادل أغنياته؟
هذا حقيقي، كل رجل في الجنوب هو في الأساس شاعر، ولو لم يكن يدرك هذا، كلامه العادي شعرا نثريا، حتى وإن لم يضعه أو يصفه في بيوت شعرية حقيقية موزونة المفردات والتراكيب، لذلك اختيار الكلمات ليس صعبا، وهناك شعراء أعمل معهم في اختيار الكلمات، ونقوم بأدائها والتغيير فيها أحيانا لكي نصل إلى أفضل تواجد للأغنية، وفي الأخير نحن نتعب لكن تعبنا مردود في صورة تقبل الرجل العادي للأغنيات.
قلت إن الكثير في الجنوب يكتبون الشعر.. فهل تكتب الشعر أيضًا؟
هذا طبيعي، فكما قلت لك كل رجل في الجنوب شاعر وإن لم يدرك، وأنا بالفعل أكتب الشعر وشاركت في كتابة بعض أغنياتي، وأيضًا أملك الأذن الرهيفة القادرة على وزن الكلمات بحكم انتمائي للجنوب والجنوب كما تعلم معظمه شعراء يكتبون العديد من فنونه، مثل الواو والنميم وغيره، ومن هنا فإنني أشارك في تعديل بعض المفردات الخاصة بأغنياتي وغيرها.
حاولت المزج بين الكف الصعيدي والأغنية الشعبية الصعيدية.. هل قصدت أن تبتعد بالأغنية إلى ما هو أكبر من محيط الصعيد نفسه؟
نعم كنت أحلم بان اتلمس طرق جديدة، انا أغني أغنيات بها مفردات صعيدية او جنوبية، لكن المستمع نفسه تغير وانتشر بانتشار السوشيال ميديا ومواقع الاستماع، وبالتالي تعدى المطرب حيزه المكاني، وأصبح قادرا على ارتياد آفاق أرحب وأوسع تصل للعالمية، ولم أغني الكف لأن الكف هو فن خاص بالجنوب إلى أقصى حد، والأغنية هي ما اعتادت سيدات الصعيد غناؤه في المحافل الخاصة بهن مثل الحنة والزفاف قديما، ولن كل هذه كانت أغنيات له تواجد في الموروث، فكان التفكير في إيجاد طريقة وسط ما بين الاثنين، أن نغني الكف ولكن بطريقة الأغنية وبطريقة تعبير تسمح للجميع فهمها، ولكن شريطة ألا تبتعد عن الأغنية الصعيدية والتعبير بالمفردات الجنوبية، وهو ما أثبت فيه تواجدا كبيرا لدرجة أن بعض الأغنيات التي تعنى بالصعيد كان لها انتشار قوي في بيئات أخرى.