“أسوأ ليلة رأس سنة هي ليلة هذا العام 2002، التي تبدو قاتمة السواد، ألاحظ هبوط الأفكار والرجع للقرون الوسطى، بجانب سوء أحوال القضية الفلسطينية وانقضاض العرب على مستقبل أولادهم” تذكر الشاعر أحمد فؤاد أسوأ ليلة من ليالي الكريسماس التي قضاها في حياته.
كان الشاعر الراحل لا يحب الاحتفال بمناسبة رأس السنة، الكريسماس، “مليش في الاحتفالات، ممكن احتفل بدون مناسبة لمجرد وجود أصدقاء معي”.
وحكى عن أسوأ ليلة مرت به في حياته، كانت الليلة التي تلت “هزيمة” يونيو 1967، هاجمه الإحباط والفزع والحزن “أذكر ليلتها أني نمت من المغرب”.
أسوأ ليالي الكريسماس لإبراهيم أصلان
كان الأديب إبراهيم أصلان يتذكر في كل كريسماس صباه، يحس بالشجن، رغم أن زوجته تعتبرها مناسبة خاصة “لأنه يوم عيد زواجنا، وهي الليلة الوحيدة التي احتفل بها مع الأصدقاء، لم أحتفل بأي مناسبة أخرى”.
لم يشعر “أصلان” بالجرأة التي تمكنه من ارتداء ثياب جديدة في الأعياد.
في شبابه، كانت هذه الليلة مصدرا للبهجة والسعادة، وفي 31 ديسمبر 2002، حسبما حكى لـ”روز اليوسف” استأجر بيتا كاملا بمدينة العمال في إمبابة ليستقبل أصدقاؤه من خارج الوسط الثقافي، ليعود لذكريات أيام الصبا والشباب.

ليالي الكريسماس في حياة سكينة فؤاد
ليلة سكينة فؤاد
أما الأديبة سكينة فؤاد، لم تنسى ليلتين، الأولى سعيدة والثانية تعيسة.
ليلة الكريسماس السعيدة التي لا تنساها، كانت ليلة نصر بورسعيد 1956، قالت “باعتباري بورسعيدية، لم ننم ليلتها، كانت عودة من خرج من المدينة 23 ديسمبر والميناء سهرت للصباح بالسمسمية، لا أستطع وصفها”.
أما الليلة الأسوأ، قالت باختصار “هي التي فعلها الزعيم الإرهابي بوس، التي أظن أن التاريخ سيكتب عنها ليلة رأس السنة المذبوحة، وتكتب وقائعها بأحرف من ألم فلم أر في حياتي أسوأ مما يحدث الآن تحت مسمى مطاردة الإرهاب”.
ليلة الكريسماس في حياة طلعت الشايب
كانت الليلة الأسوأ في حياة الأديب طلعت الشايب، التي أعقبت هزيمة يونيو وتنحي الرئيس جمال عبد الناصر، قال “أحسست بالإحباط والهزيمة واليتم”.
ليلة الكاتب صلاح عيسى
الليالي الحزينة في حياة الكاتب صلاح عيسى كانت كثيرة، لكن أشدها كان في 31 ديسمبر 1966، أول ليلة من ليالي رأس السنة، الكريسماس، يقضيها في معتقل “طره” تذكر “كان معي عدد من الأصدقاء، الشاعر عبد الرحمن الأبنودي والشاعر سيد حجاب وسيد خميس وجمال الغيطاني وغالي شكري ورؤوف نظمي وعلي الشوباشي وعادل أمين المحامي، كانت هذه ليلة نستقبل بها سنة بعيدة عن عائلاتنا، شعرنا بتعاسة كبيرة وكان نصيبي منها مضاعفا”.
حاول “عيسى” ليلتها اصطناع البهجة مع رفاقه في “طره”، وقررت اللجنة التي كانت مختصة بالترفيه عنهم أن تصرف سيجارة لكل منهم “وعلب طحنية ووزعت شاي واشترينا بعض المشروبات من كانتين المعتقل وبدأ الليلة نغني لكسر الإحباط”.
الشاعر عبد الرحمن الأبنودي كتب ليلتها في 12 مساء تمامًا “في داهية يا 66، بالحضن 67″، حكي “عيسى”: “كبرت في دماغ الأبنودي وطلب أن نغني الحشاشين لسيد درويش وظللنا نردد بس الأكادة حبسة مظلومة يكفينا شرك يادي الحكومة”.
تكفل عساكر المعتقل ليلتها بالإبلاغ عنهم، وفي صباح اليوم التالي تمت معاقبتهم على هذا الاحتفال، وأفرج عنهم بعدها بـ6 أشهر، “لكنها كانت الليلة الأسوأ لان النكسة قد وقعت”.