“الثورة لم يكن لها كما يردد إيجابيات وسلبيات، بل كان لها من وجهة نظري سلبيات وإيجابيات سلبية، الأهداف النبيلة انقلبت هي الأخرى إلى سلبيات، مجانية التعليم الذي طبقته حكومة الوفد عام 1950، تحول على يد الثورة إلى تجهيل، الطالب ينفق آلاف من الجنيهات سنويا وفي النهاية يتخرج بدرجة جاهل”.
أبدى أديب نوبل نجيب محفوظ آراؤه في ثورة يوليو وذلك في حواره لجريدة “الوفد” 1998، وأدان الثورة بسلبياتها، وانتقل للرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
عندما علم أديب نوبل بخبر الثورة، ردد جملة واحدة “يا خبر أسود”، وآخذ عليها تجاهلها للديموقراطية ولحزب الوفد الذي سبق وأن جاهد لاستقلا مصر من عام 1919 لعام 1952، قال “كنت أتصور أن تستفيد الثورة من القاعدة الشعبية العريضة للوفد، من خلال الهيئات التي كونتها مثل هيئة التحرير والاتحاد القومي، وأي حزب كان سينضم له محمد نجيب أو جمال عبد الناصر كان سيحقق الأغلبية بلا شك، فما بالك لو كان هذا الحزب هو الوفد؟”.
لفت نجيب محفوظ إلى أن الرئيس جمال عبد الناصر لم يكن مؤمنا بالديموقراطية، وكان ضيق الصدر بالرأي الآخر، متأثرًا بالسلطة، وأدخل البلاد في مآزق عديدة ومتلاحقة، الحرب في سوريا، والحرب في اليمن.

نجيب محفوظ
أسوأ يوم في حياته
كان أسوأ أيام أديب نوبل يوم وفاة سعد زغلول “أسوأ يوم في حياتي، وكانت الشائعات التي رددها عنه أعداؤه مضحكة، منها أن موظفا نقله النحاس من محافظة قنا في غير الوقت المحدد لنقله، وموظفا آخر زاد راتبه جنيهان ونصف دون وجه حق”. آمن “محفوظ” بزعامة “زغلول” ونقاء “النحاس”.
لم يقتنع “محفوظ” بالزخم الكبير الذي حصل في جنازة “عبد الن

نجيب محفوظ
اصر” ويرى جزءًا كبيرًا منه صنيعة الإعلام وقتها “سعد مات حوالي العاشرة مساء، وخرجت الجنازة في اليوم التالي مباشرة، أما عبد الناصر ظل عدة أيام بدون دفن، ليحضر سكان الأقاليم للقاهرة، وزعماء العالم لمصر”.
ولم يرى زعيما في مصر غير “زغلول”، قال “لا أبالغ إذا قلت أنه لا يوجد في مصر زعيم مثل زغلول، وإذا كانت فئات قد حزنت لوفاة عبد الناصر، فهناك فئات أخرى فرحت ورقصت للماته”.

جنازة سعد زغلول
السادات الرجل الداهية
خُدع الأديب الراحل في أنور السادات، فقد كان يراه سطحيا، لكن الانتصار الذي حققه في أكتوبر انقذ العرب من الهزيمة لذا وصفه بالـ “الداهية”، قال “الذين يشيعون أن الحرب تمثيلية، يلعبوا غيرها”.
وكان الرئيس الراحل أنور السادات، قد شنّع بالأدباء لتوقيعهم على بيان قبل حرب 73 ينددون بسياساته، ويرفضون حالة اللاسلم و اللاحرب، فصرّح وقتها “حتى الحشاش اللي اسمه نجيب محفوظ وقع معاهم”، ويروى أن “نحيب” بعدما علم بهذا التصريح، قال “خلي حد غيره يتكلم عن الحشيش”.