ألحان رياض السنباطي لغير أم كلثوم …. في عام 1977..حظى «رياض السنباطي» بتكريم على المستويين الدولي والمصري ..فعالميًا فاز بجائزة الموسيقى الدولية..ومصريًا فاز بدرجة الدكتوراة الفخرية قدمها إليه الرئيس الراحل «أنور السادات» في عيد الفن.. لأنه أول من حافظ على التراث العربي التلقليدي الأصيل وأضاف إليه جماليات كثيرة أخذ عنها الملحنون الذين جاءوا بعده . كما أدخل تعديلات جديدة وكثيرة على التصور الموسيقي ،والإنتقالات اللحنية التي لم تخرج رغم جمالها وتجددها عن الإطار الذي وضع أساسه «عبده الحامولي».
وأدخل الملحن الكبير كثيرًا من الآلات الغربية دون أدنى تشويه للمسار اللحني الذى إبتكره بعبقريته العربية التي جعلت ألحانه تتردد في جميع أنحاء الوطن . ولذلك رشحته اللجنة الموسيقية العليا لجائزة الدولة.
ولأنه يؤثر القيم الفنية على كل ما عداها ويسهم إسهامًا حقيقيًا في الموسيقى العربية ويرتفع فوق كل ما هو شخصي رشحه «صالح المهدي» رئيس مجمع الموسيقى العربية التابع للجامعة العربية لجائزة اليونسكو الدولية .لكن أحد الموسيقين إعترض على ذلك الترشيح الدولي وقال لـ«المهدي» لابد من تكريم «السنباطي» محليًا قبل تكريمه دوليًا ولما كان لكلمة هذا الموسيقي كلمة مسموعة لأنه عضو المجلس الدولي للموسيقي.
تكريم رياض السنباطي من أنور السادات
أما «المهدي» الذي انكر ذاته وقدم السنباطي على نفسه رد بخطاب حاسم :«لقد كنت أعتقد أن السنباطي شخصية عربية قامت باثراء الإنتاج العربي مع حفاظها على هذا الفن في جميع خصائصه وأنني لا أعتقد أن عربيًا واحدًا لا يحس موسيقاه أو ينكر دوره في الموسيقى العربية ، أو لا يستطيع أن يحملني على ترشيح الأستاذ محمد عبد الوهاب الموسيقار العربي » حسبما قال «فوميل لبيب» في مقاله عام 1987.
وقد درس المجتمعون في اليونسكو موسيقى المتقدمين للجائزة الدولية ..درسوا الموسيقى أزفيدوا البرازيلي ،وخزينكوف الروسي،وإدوارد الغاني،وجودمان عازف الكلارينت الأمريكي،ورياض السنباطي إستحق الفوز بالجائزة لأنه إستطاع التأثير بالموسيقى على منطقة لها تاريخ حضاري.
وكان الإحتفال بتسلم الجائزة لـ رياض السنباطي يوم 6 أكتوبر عام 1977.ودق التليفون في بيت رياض السنباطي وتلقى دعوة بالذهاب إلى مسرح سيد درويش بمدينة الفنون لتسلم شهادة الدكتوراة الفخرية من يد الرئيس «أنور السادات» وبعد دقائق تسلم خطابًا من هيئة الجوائز الدولية تدعوه بالذهاب إلى براغ عاصمة تشيكوسلوفاكيا حيث يتسلم جائزته وقيمتها 5000 دلار،ليلة السادس من اكتوبر.
لكنه اختار أن يتسلم الجائزة من الرئيس السادات. معتذرًا بخطاب عن السفر إلى تشيكوسلوفاكيا.
قال رياض السنباطي في حديث صحفي أنه أول من علمه العود والده ، كما علمه عشرات من الأدوار القديمة . إلى أن إلتقى بالشيخ «سيد درويش» وكان يحفظ أدواره .
كان الشيخ «سيد درويش» يقول لوالد «رياض السنباطي» :«يا محمد إترك لي يارض وأنا أتولاه » فكان يرفض بحجة أن «رياض السنباطي» ذراعه الأيمن فكيف يتركه للسفر إلى مدينة الأسكندرية . لكنه «درويش» كان يلح على مرددًا : «رياض مكانه القاهرة يا محمد..رياض موهوب»
والفعل جاء «رياض السنباطي» إلى القاهرة وسمع روائع الشيخ «أبو العلا محمد» و«عبد الحي حلمي» وغيرهم ويقول السنباطي :«حين جئت إلى القاهرة وجدت محمد القصبجي أحسن عواد في مصر،وكان فضلًا عن هذا ملحنًا ممتازًا ولكنى قد جئت إلى القاهرة برضا غير مكتمل من أبي أردت أن أخوض ساحة الفن بأسلحتها الحقيقة فقررت أن ألتحق بمعهد الموسيقى ،وتقدمت إلى إمتحان الصوت وإستمعت لي لجنة فيها مصطفي رضا وحسن أنور وحافظ بحيري ..ونجحت وقررت لي جائزة قدرها 20جنيه تسلمتها على أقساط»
ثم يعود ليقول :«لكن اللجنة حينما سمعت إلى عزفي على العود تهامست طويًلا..ثم قال لي مصطفى رضا نحن قبلناك في المعهد..فنهضت من على مقعدي وأنا أقول شكرًا. فقال : ولكننا لن نقبلك تلميذًا فوجئت لثوان سألت نفسي فيها ماذا إذن؟ وجاءني جواب مصطفى رضا مذهلًا :قال لي : سوف نعينك مدرسًا للعود»
قبل السنباطي أربعة جنيهات راتبًا شهريًا ، وإشتهر عنه إخلاصه ومن أساطير من تعلموا على يديه كان الفنان «فريد الأطرش»
في منتصف الثلاثينيات .. كان أسلوب «السنباطي» قد تطور ونجم «أم كلثوم» زاد لمعانًا..فكانت لهما اللقاء الاول بأغنية «على بلد المحبوب وديني» التى قدمت عام 1935ولاقت نجاحًا كبيرًا،لينضم بعدها إلى فرقة أم كلثوم بجانب القصبجي وزكريا أحمد. لتبدأ مسيرته مع كوكب الشرق ليقدم لها أكثر من 90لحنًا ميزته عن غيره من الملحنين.
ألحان رياض السنباطي لغير أم كلثوم
كما لحن للكثيرين من المطربين والمطربات ، أمثال منيرة المهدية، فتحية أحمد، صالح عبد الحي، محمد عبد المطلب، عبد الغني السيد، أسمهان، هدى سلطان، فايزة أحمد، سعاد محمد، وردة، نجاة، وعزيزة جلال والذي قدم لها مجموعة من الأغاني العاطفية ولحن لها آخر عمل فني له: قصيدة الزمزمية وقصيدة من أنا؟، لتكون بذالك آخر فنانة تقدم أعمال رياض السنباطي وتتوج بذالك مسيرتها الفنية بقصيدة الزمزمية وقصيدة من أنا؟ التي لم تعط حقها كما يجب بسبب اعتزال عزيزة جلال.
كان للسينما نصيب فى حياة رياض السنباطي قدم فيلما “حبيب قلبي” للسينما عام 1952 شاركته بطولته الفنانة هدي سلطان وكان من إخراج المخرج حلمي رفلة. لكن لم يكرر التجربة مرة أخرى لحبه الكبير للتلحين.