قصة زوج سناء جميل الذي طلبته للزواج بنفسها.. واعترافاتها عن الفن ونجيب محفوظ وحياتها القاسية
من أين سناء جميل؟
قالت الفنانة سناء جميل: لم أعش طفولتي كما يعيشها الأطفال في مرح ولعب، وكانت طفولتي جادة لأني أسرتي من الصعيد وتتحكم فيها عادات وتقاليد صارمة، عشت في مدرسة داخلية، بعد ان تركت الاسرة الصعيد في وقت مبكر وجاءت الى القاهرة، وربما يكون بُعدي عن أسرتي في المدرسة الداخلية قد جسد في داخلي رهافة الحس والاعتماد على النفس.
وتابعت، أهلي لم يوافقوا على عملي بالفن، فأهل الصعيد حين يعرفون ان للفن أهدافًا سامية ورسالة عظيمة سيقبلونه، إلا أن ذلك لا يحدث دائمًا، وليس ذلك تعصبًا فقط، بل أسمه أنانية، فكيف يخرج الابن او الابنة عن طوع الأهل؟ تلك كارثة في ظل التقاليد والعادات الصعيدية المتشددة.
وواصلت، عانيت كثيرًا في بداية عملي بالفن، لكني دفعني على مواصلة المشور،بالرغم من عدم رضا الأهل، ايماني وقناعتي بالعمل في الفن، وفي بداية مشواري الفني كنت بلا مأوى ولانقود، ولكن وقف الى جانبي وساعدني زكي طليمات، الذي ادخلني بيت طالبات وكان يدفع لي المصاريف الى ان بدأت اشق طريقي الفني ويعرفني الناس، هو الذي دفعني لمواصلة المشوار، ولكن في صغري لم أكن أدرك أن الفن رسالة، ومع أنني كنت في منزل والدي أعيش حياة مرفهة جدًا، إلا أنني فضلت الفن على رفاهية العيش.
واعترفت، أحببت الفن وأخلصت له، وحاربت كثيرًا لأدخل وسطه، وكنت لا أملك مقومات الجمال المتعارف عليها في تلك الفترة، ولكنني كنت مؤمنة بموهبتي، وبالفعل كانت “نفيسة” قريبة جدًا من ثريا عطال الله التي حرمت من أهلها مع دخول مجال الفن، وكلتاهما قدمت العديد من التضحيات، وكلتاهما تم قهرهما بشكل وبآخر.
وأضافت، لم أقدم شخصية تشبهني خلال رحلتي، لأنني ببساطة بسيطة في حياتي ولا يوجد تشابه بيني وبين ما أقدمه على الشاشة.
واستطردت، السينما لم تستفد من امكانياتي ولا أدري لماذا أهملتني رغم أن كل دور سينمائي لي نلت عنه جائزة ومنها “المستحيل” و”فجر يوم جديد”و”بداية ونهاية”و”الزوجة الثانية” وحصلت على جائزة مهرجان موسكو من بين 52دولة شاركت فيه عن دور “نفيسة” في “بداية ونهاية” انبهر بأدائي المخرج والمنتج الهندي محبوب خان والذي كان عضو لجنة التحكيم وجاء الى القاهرة خصيصًا لزيارتي في منزلي واتفق معي على أن أمثل معه بعض أعماله ولكن القدر لم يمهله التنفيذ. وفقًا لحوار نُشر يوم 28 ديسمبر 1996، أخباراليوم.
سناء جميل بداية ونهاية
عن دورها في بداية ونهاية، قالت: سعدت كثيرًا عندما سمعت اديبنا الكبير نجيب محفوظ وهو يقول في أحد اللقاءات التلفزيونية” لن يستطيع احد تقديم نفيسة بعد سناء جميل”، وكنت أتمنى انا قدم الكثير من اعمال نجيب محفوظ مع الراحل صلاح ابو سيف، لانني كنت اشعر بأنه يتمتع بالمصرية التي يتشبع بها نجيب محفوظ في تأمل الواقع المصري والازقة والشوارع، ولكن كل ما يتمناه الانسان يتحقق. حسب الأهرام، 2 نوفمبر 1996.
سناء جميل والأمومة
لم أشعر بالندم، لغياب أمومتي، والاختيار كان صعب بين الفن أو انجاب الاطفال، خصوصًا أنني لا استطيع ترك أولادي لغيري ولو لفترة قصيرة، فاخترت عدم الانجاب من أجل الفن، وفي النهاية تلك مشيئة الله.
زوج سناء جميل
وعن زوجها لويس جريس، سردت: “آآآآآه، لويس جريس، هو حياتي كلها، وهو أغلى شىء عندي، كانت لي صديقة سودانية تعمل صحفية طلبت أن تدعو الصحفيين على حفل عشاء في منزلي وتجمعوا وتحدثوا بصوت عال إلا “لويس” الذي لفت نظري بهدوئه وصمته، وبعد انتهاء الحفل أعطيته “قرش صاغ” في يده وقلت له: “ابقى كلمني” واتصل، وطلبت منه أن يقابلني، وأصبح لنا مكان نتقابل فيه حتى تزوجنا.