ما هي قصة هيروشيما وناجازاكي؟.. سنجيب عنه من خلال السرديات التي رواها الناجين من القصف الذرياع المروع ونشرتها مجلة تايم الأمريكية.
ما هي قصة هيروشيما وناجازاكي؟
قررت الولايات المتحدة الأمريكية إلقاء أول سلاح نووي في العالم على مدينتين يابانيتين، هيروشيما أولا في السادس من أغسطس 1945، وناجازاكي بعدها بثلاثة أيام.
التقى المصور هاروكا ساكاجوتشي بالناجين من القصف الذري واستمع إلى شهاداتهم عما عايشوه، كرسالة إلى الأجيال القادمة.
شهد الياباني، ياسوجيرو تاناكا، 75عامًا، من ناجازاكي، أنه كان في الثالثة من عمره وقت القصف، معترفًا: “لا أتذكر الكثير، ولكنني أتذكر أن المكان الذي كنت فيه تحول إلى اللون الأبيض، وكأن ملايين من ومضات الكاميرات دوت في وقت واحد، ثم تحول إلى ظلام كامل”.
روى، أنه قيل له، إنه دفن حيًا تحت أنقاض منزل، ووجده عمه بعد محاولات بحث، وأخرجه فاقدًا للوعي، كان وجهه مشوهًا، ويشعر أنه ميت، لكن قشور غريبة ظهرت في مناطق متفرقة من جسده، فقد السمع في أذنه اليسرى.
بعد أكثر من عقد من الزمن مر على القصف، بدأت والدته ترى شظايا زجاج تظهر على جلده، كما أن شقيقته الصغرى بدأت تعاني من تقلصات دائمة ومزمنة بالإضافة إلى مشاكل في الكلي وبدأت في المداومة على غسيل الكلي ثلاث مرات كل أسبوع.
قال: “عشت آلام قاسية لسنوات طويلة، لكنني عشت حياة طيبة، وكل أملي في الحياة الآن، أن يتعامل الناس مع بعضهم بلطف”.
ما هي قصة هيروشيما وناجازاكي؟
أما العجوز ساشيكو ماتسو، 83 عامًا، قالت في شهادتها، أن قاذفات القنابل الأمريكية من طراز بي-29، ألقيت في أجزاء عديدة بالمدينة، وتم تحذيرنا إلى ناجازاكي سوف تتحول إلى رماد.
صادرت قوات كينبي “الجيش الإمبراطوري الياباني” المنشورات التي حذرتهم، لكن صدفة، حصل والدها على منشور التحذير، فبنى لهم ثكنة صغيرة على طول جبل إيواسان اختبئوا فيه.
في اليوم السابع والثامن، فكروا في الخروج من الثكنة، لكنهم قرروا البقاء، وكانت هي اللحظة الحاسمة، في صباح اليوم نفسه، سقطت القنبلة الذرية، ونجت أسرتهم، أو على الأقل الذين كانوا في الثكنة.
والدها خرج إلى العمل يومها، لكنهم استطاعوا لم الشمل، وتعرض إلى إسهال وحمى شديدة، أصيب بهم، كما تساقط شعره وبدأت بقع داكنة تظهر على جسمه، وتوفى بهذه الإصابات.
أما شهادة تاكاتو ميتشيشيتا، 78 عامًا، روى أن والدته طلبت منه ألا يذهب إلى المدرسة هو وأخته، قال: “كان الجو يومها صافيًا، السماء زرقاء، وأصرت والدتي على عدم الذهاب إلى المدرسة بحجة أنها تحس بشعور سيء”.
ذهب رفقة والدته إلى السوق، كان الجميع في الخارج، فجأة، صرخ مسن: طائرة، أسرع الجميع إلى مناطق للاختباء، وهرب رفقة أمه إلى متجر قريب، بدأت الأرض تهتز، فلجأت والدته إلى تمزيق أرضية التاتامي، ودفنته تحتها ورمت جسمها عليه.
بعدما تحول كل شيء إلى اللون الأبيض، لمدة 10 دقائق، خرج من المكان، يقول: “الزجاج في كل مكان، الغبار والحطام في الهواء، السماء تحولت إلى لون رمادي، أسرع إلى المنزل رفقة والدته، وجدوا أخته في حالة صدمة”.
في وقت لاحق، علم أن المدرسة دمرت بسبب القنبلة، ومات كل من فيها.