سعيد نوح: لا يطفو على السطح إلا الجثث.. ضد البيست سيلر
محمد صالح البحر: البيست سيلر اداة للترويج لمنتجات دور النشر.
محمد محمد مستجاب: البست سيلر ليست كلمة تدل على الواقع الحقيقي.
أدهم العبودي: ظاهرة “البست سيلر” لا تعني بالضرورة جودة العمل الأدبي.
ماجد شيحة: جودة العمل لا تحدد بنسبة البيع ابدا.
البيست سيلر دليل للجودة أم أداة الترويج؟
لا شك أن قوائم البيست سيلر تشد كل المهتمين بعالم الادب ولا شك أنها فرحة حقيقة للمنضمين إلى قائمتها..وسواء اتفقت دور النشر على بعض الروايات أو اختلفت فلا توجد قواعد مسبقة أو آلية محددة تحكم السوق بالكامل وتفرض سيطرتها على دور النشر لتبين من خلال قائمة واحدة من الأكثر مبيعا ..فالقارئى المصرى ينظر إلى قوائم البيست سيلر على أنها الصديق الحقيقى الذى يمده بالجيد من الروايات وهى الأداة التى تشير الى نوعية الكتب التى تستحق القراءة على اعتبار ان نسبة بيع الروايه تشير بقوة الى جودتها.. دور النشر عرفت أهمية قوائم البيست سيلر فأفرد معظمها قائمة تضع بها روايات ليس لها أهمية لتجد لها مساحة لدى القارئ.
يستطرد، وكان ظهور دور النشر التى أنشأت لها صحفا ومواقع اليكترونية تتحدث باسمها داعما حقيقيا لبعض الروايات ومن هنا أصبح أصبح لبعض دور النشر مساحة ترويجية كافية لكل منتجاتها مما أضفى عليها أهمية واضحة وصنفها القارئ على أنها دور النشر القوية والتي استطاعت جذب البارعين من الكتاب اليها ولم يعد يعرف القارئ ما هو المقياس الحقيقي الذى نستطيع الاعتماد عليه للأكثر مبيعا في الرواية؟ ..وهل قوائم البيست سيلر حقيقية أم أنها أداة لإضفاء الأهمية على روايات ليس لها شأن؟ وهل البيست سيلر اداة للترويج لمنتجات دور النشر التي لها صحف تتحدث باسمها؟
سعيد نوح صاحب رواية كلما رأيت بنتا حلوة أقول يا سعاد
يقول الروائي سعيد نوح: الآن وبعد مضي اثني عشر عاما علي تلك الظاهرة التي بدأت عام2005 يمكن لراصد وقاري مثلي أن يقول أنها أثمرت عن وجود أدب جديد، يمكن تسميته بأدب البست سيلروهي نوعا من الرواية الجديدة، رواية تعتمد علي الخفة التي تصل إلي حد العته، ولكنها في نفس الوقت اضافت إلي فئة القراء اضافة كبيرة واصبح لدينا جيل جديد يقرأ, وهذا في حد ذاته إنجاز يلصق بأصحاب البست وفي مقدمتهم علاء الاسواني .
يتابع، فيما مضا كانت الصفحات الادبية تقوم بما يشبه راي اصحاب المهنة الكبار، الكتاب انفسهم، وأظنني تشرفت بفوز روايتي “كلما رأيت بنتا حلوة أقول يا سعاد” كأحسن عمل ادبي برأي الغيطاني والبساطي واصلان والكفرواي ومحمد ناجي عام 1995 وحتي انتهي من هذا الموضوع أقول لك أنه منذ قرون عديدة قال المصرين قولتهم البكر :لا يطفو علي السطح إلا الجثث
وأضف صاحب رواية كلما رأيت بنتا حلوة أقول يا سعاد: ربما كان ما يخرج من قائمة البيست سيلر هو الافضل والاهم . الكتابة في نظري هي ان تضع مرآة امام الذات، علي ان تكون المرآة صادقة ومصنوعة بمهارة لكي تعكس الامور كما هي، بدون رتوش مقحمة تفقد الصورة رونقها، وما يهم حقا يا سادة أن تأتي الصورة بدون تشويه.
وأكد نوح أن هناك أقول كثيرة موثقة بالمعلومات تقول أنها لعبة لا اكثر ولا أقل وده كان مكتوب في جريدة القاهرة.
ـوفي النهاية قال نوح: أقول أن البيست سيلر اداة للترويج لمنتجات دور النشر التي لها صحف تتحدث باسمها لا لبث فيه. ويكفي الكيل بكيل.
البيست سيلر دليل للجودة أم أداة الترويج؟
محمد صالح البحر صاحب رواية موت وردة
وبدوره قال الروائي محمد صالح البحر: لا أعتقد بوجود مقياس آخر، فلا سبيل لتحديد ” الأكثر مبيعا ” سوي نسبة التوزيع، وقدرة الرواية علي أن تبيع أكثر، من حيث النسخ وعدد الطبعات، ويتوقف الأمر علي عاملين مهمين أولهما طريقة التوزيع، وقدرتها علي أن تغطي مساحات مكانية واسعة، محلية وقومية وعالمية، وثانيهما الأشياء الثلاثة التي تقف خلف الرواية، وهي اسم دار النشر واسم المؤلف والقيمة الفنية للرواية، ثم هناك بعض العوامل الأخرى التي تخضع لظروف خاصة، مثل أن تحصل الرواية علي جائزة كبيرة يتم تغطيتها اعلاميا بشكل كبير وواسع، أو أن تكتب مشيرة إلي أهميتها إحدى الشخصيات البارزة في الحقل الثقافي، والتي تحظي بثقة الجمهور والمهتمين بالأدب.
وأكد صاحب رواية موت وردة، لا أحد يستطيع أن يُجيب علي سؤال هل الروايات حقيقية ام انها اداة لاضفاء الاهمية على روايات ليس لها شأن سوي دار النشر ذاتها، فهي التي تُصدر القائمة، وهي وحدها التي تعرف الحقيقة، فالأمر مرهون بنسبة التوزيع كما أسلفنا ووحدها دار النشر التي تملك حقيقته، لكنك كواحد من الجمهور المتابع لحركة الأدب تستطيع أن ترصد بعض الأمور التي تهبك قدرا من التقييم الذاتي لما يتم بثه من هذه القوائم، فمثلا أن توجد بها رواية عقب صدورها بأقل من شهر وكأنما العالم كله كان قابعا بانتظار صدورها، أو تظل رواية ما موجودة بها لشهور عديدة وكأن طبعاتها لا تنفد، كل هذا في دولة تعاني من الأمية ولا تهتم بالثقافة.
وهناك بعض الأمور الأخرى المصاحبة للقائمة والكاشفة لها في ذات الوقت، كأن تجد دار النشر وقد صبت اهتمامها كله علي رواية ما، تعقد لها الندوات، وتأتي لها بالنقاد، وتمهد لها الصفحات الثقافية بالصحف، وتهلل لفوزها بأي جائزة أيا كانت قيمتها، وهكذا..أنت لا تملك الحقيقة، لكنك تملك حق الرصد والتحليل بكل تأكيد.
وفي النهاية أشار البحر إلى أن البيست سيلر اداة للترويج لمنتجات دور النشر التي لها صحف سواء لها صحف، أو تتعامل مع صحفيين بأماكن مؤثرة وواسعة الانتشار، دور النشر هي التي اخترعت هذه القوائم كما يحدث في الغرب تماما، وهو أمر مهم للرواية بكل تأكيد، لكن الغرب يمتلك الضمير والشفافية التي تضع الحقيقة بين يدي القارئ، ترصد الظواهر وتحللها لتضعها في سياقها السليم، لأن الأمر بالنسبة لها يخص ثقافة الربح فقط، بل وأيضا ثقافة المجتمع ومكانته، وهي تدفع به ـ ضمن عوامل أخرى كثيرة ـ للأمام دائما، أما عندنا فالتجربة تبدو كطفل في مرحلة حبوه الأولي، يتعثر بأكثر مما يسير.
محمد محمد مستجاب صاحب رواية العزف بمجدافين
وقال الروائى محمد محمد مستجاب: البيست سيلر ليست كلمة تدل على الواقع الحقيقي، بمعني ستظل مشكلة الأدب الحقيقي الذي يظل في الوجدان أرفع وأرقي من البحث عن البست سيلر، انظر لفن البالية كأحد أرفع وأرقي الفنون وانظر الى راقصة في فرح او ملهي ليلي، من سوف تجذبها عدسة فنان لالتقاط حركتها المتوافقة مع الموسيقي ومن سوف تلتقطها عين ذئب كي يسحبها إلى فراشة.
وأضاف صاحب رواية العزف بمجدافين : نحن نفرح بالتأكيد على ارتفاع مبيعات اي كتاب، فهذه تجارة وسوق، لكننا نتحدث عن قيمة ما يقدمه هذا الكتاب او ما يضيفه إلى الأدب المصري او العربي، من حيث اللغة والحبكة والشخصيات والسرد، الخيال والاشباع وهذه اضافات يجب علينا ان نجتهد كي نتوافق معها، لكن ربما اكتب قصة او رواية مليئة – كما هو يحدث – بالجنس والشواذ واللعب على الدين بكلمات اقرب إلى لغة الشارع، نعم يتلهف عليها قراء من مستوي معين.
يواصل، وهذا في الاساس يضر ويضرب قوة اللغة العربية في مقتل، ولكن هل تعيش، الدليل ان باعة الارصفة ستجد لديهم نسخ كثيرة من تلك الكتب، اي لن تستطيع ان تحتفظ بها على أرفف مكتبتك، ولن تضيف اليك شيئا، ربما وهذا ما يحدث تتحول الى سينما او تليفزيون، وينال كتابها شهرة مضاعفة، وقد يقول البعض ” حسد” او نفسنه”، هذا ليس حقيقي، فالادب الحقيقي خلق كفن متفرد وليس لكي يتفعل عبر وسيط اخر، والا كان كل ما كتب وصور هو الادب والحقيقي والباقي يلقي في سلة المهمات.
وفي النهاية أورد مستجاب مثالا لصحف: نعود الى ارتباط دور النشر بصحف، هذه حقيقة، وانظر الى صحيفة (…….) اذا كانت اظهرت كاتب غير كتابها حاز على جائزة او اجرت معه حواء او تنبات بما يكتب ، فهي لا تفعل هذا، بل تصفق بشدة لكتابها وهو ليس حقيقي او ليس كتابة حقيقية.
أدهم العبودي صاحب متاهة الأولياء
وقال الروائي أدهم العبودي: ظاهرة البست سيلر لا تعني بالضرورة جودة العمل الأدبي، حيث نجد روايات أو أعمال تحقق مبيعات عالية رغم ضعف محتواها، طبعاً موضوع الجودة نسبي، لكن ثمّة أعمال لا يختلف على سطحيتها اثنان، باتت روايات البست سيللر مأزق دخل فيه القاريء بغير إرادة، وعلى الجانب الآخر تجد أعمال مكتوبة بحرفية وبإخلاص شديد وموضعاتها مختلفة وطرحها جديد إنّما ولأنها لا تحقق معادلة البست سيللر لا يسمع عنها أحد.
يكمل، وهذه الظاهرة تسببت فيها بعض دور النشر الهوجاء، التي تريد المكسب الآني فقط، دون النظر إلى تشكيل وجدان هذا المجتمع، من خلال أعمال لها قيمة ولها دلالة، وصار الأمر عشوائياً، خاصة أن دور النشر هذه تجد لها في كل مؤسسة صحفية داعماً أو أكثر، لذلك فإن موضوع البست سيللر عبارة عن وهم كبير.
وأضاف صاحب متاهة الأولياء: على سبيل المثال هناك دور نشر تطبع مئة نسخة من العمل كطبعة أولى، فيشتريها الأقارب والأصدقاء في حفل التوقيع، ثم تقوم بطبع الطبعة الثانية، وهكذا، ودور أخرى ملتزمة، تطبع ألف وأكثر، وتنتظر أن تنتهي الطبعة الأولى، إذن هناك معيار غير ثابت، ففي الوقت الذي تطبع فيه بعض الدور عشر طبعات من رواية حدها الأقصى الألف نسخة، هناك دور أخرى تطبع الألف كطبعة أولى.
البيست سيلر دليل للجودة أم أداة الترويج؟
الروائي ماجد شيحة صاحب رواية درب الأربعين
وقال الروائي ماجد شيحة: جودة العمل لا تحدد بنسبة البيع ابدا وان كان هذا في الاجواء الصحية مؤشر حقيقي على تقبل القراء واستمتاعهم بالعمل، ولكن يتبقى في النهاية قاعدة هامة انه ليس كل ما يُمتع يرقى بالقارئ، وعلى القارئ ان يبحث عن الكتاب والرواية التي سترقى بذائقته.
أوأضاف صاحب رواية درب الأربعين: ي دار نشر تستطيع أن ترفع عملا من خلال الدعاية الجيدة له، وفى وجود القراء الذين يخدعهم دئما عدد الطبعات ستجد ان القليل جدا من الأدب الحقيقي يستطيع ان يحقق المعادلة الصعبة في غياب الدور الفعال لمؤسسات الدولة الثقافية في طرح منتج ثقافي رخيص وجيد يرقى بالذوق العام.
وفي النهاية أكد على: أن القارئ يثق بالكلمة المطبوعة في الجرائد، ولكني اثق في وجود نهضة فعلية في ثقافة القراءة والانتقاء ستهزم هذه الدعاية المتعمدة والموجهة.