“شارك الأهلي في كل معارك مصر الوطنية وحروبها، وأسجل دوره من واقع سجلات ونصوص محاضر مجلس إدارته، فهي الوثيقة الأساسية التي اعتمدت عليها، وهي أصدق الوثائق، لأنها كانت تسجل كتابة مواقف النادي وإدارته”. يصف الناقد الرياضي حسن المستكاوي في كتابه “النادي الأهلي” دور النادي في المجهود الحربي.
يروي “المستكاوي” أن شباب النادي الأهلي كان في طليعة المشاركين في التطوع لمساندة الجيوش العربية في حرب فلسطين عام 1948، وسقط منهم شهاء وجرحى، وقررت الجمعية العمومية للنادي الأهلي صناعة لوحة تذكارية للأعضاء الذين استشهدوا في هذه الحرب، وفي نفس العام قررت الجمعية العمومية تكريم أبطال معركة فالوجا.
وفي ثورة يوليو لعام 1952 ساند النادي الأهلي الضباط الأحرار دون تردد، وفي 27 إبريل 1953 قررت الجمعية العمومية إنشاء مراكز تدريب عسكرية و”تبة” ضرب نار خلف مدرجات الدرجة الثالثة لملعب كرة القدم لتدريب الفدائيين للاشتراك في معارك القناة ضد الانجليز.
وفي يوم 17 يناير 1956 أعلن الرئيس جمال عبد الناصر قبوله رئاسة النادي الأهلي تقديرا لدوره الوطني الذي لعبه في مساندة الثورة وتدريب الفدائيين، وكان مجلس الإدارة برئاسة أحمد عبود باشا قد وافق على منح الرئاسة الشرفية للبكباشي جمال عبد الناصر رئيس مجلس الوزراء في 4 نوفمبر 1955.
وعندما بدأت بوادر حرب السويس والاعتداء الثلاثي على مصر 1956 عقد مجلس إدارة النادي اجتماعا طارئا يوم الأربعاء 15 أغسطس ومنع ممارسة النشاط الرياضي، وفتح باب التطوع للعمل الفدائي أمام الأعضاء وتحولت ملاعب النادي إلى مراكز تدريب لأفراد المقاومة الشعبية. وسقط عدد من شهداء أعضاء النادي الأهلي في مدينة بورسعيد، كما أقيمت مباراة مع الزمالك يوم 23 نوفمبر 1956 وخصص إيرادها لصالح ضحايا العدوان وشهداء بورسعيد.
شباب الأهلي مستعد للمعركة
وأوقف النادي الأهلي نشاطه الرياضي ضمن موقف كل الأندية بعد هزيمة 1967، وكتبت جريدة “الأهرام” حينها بعنوان “شباب الأهلي مستعد للمعركة”، وجاء في المقال: “كانت أمس الدروس الأولى للفوج الأول من أعضاء النادي الرياضيين وغير الرياضيين ويضم 300 عضو تتراوح أعمارهم بين 10 سنوات و35 سنة، شملت الدروس تمرينات اللياقة البدنية والدفاع والاشتباك ومهارات الميدان، وسيقضي كل فوج أسبوعين في التدريب الذي سيشمل أيضًا الموانع وضرب النار وغيرهما من أساليب المقاومة والقتال لاسيما في المدن، وتتلقى آنسات النادي وسيداته تدريبات بعد الظهر”.
تبرعات للمجهود الحربي
جمعت تبرعات باسم النادي الأهلي وجمهوره لصالح المجهود الحربي. حيث طلب الجمهور التبرع بالدم في خضم حرب أكتوبر عام 1973، وتقدم ثمانية آلاف عضو خلال أربعة وعشرون ساعة. وجمعت التبرعات من أعضاء النادي على اختلاف أنواعهم، من المدربين والرياضيين والعمال والموظفين، وحدد مجلس إدارة النادي الأهلي التبرعات، وكانت، جنيها من العضو العامل أو المنتسب، ومن العضو الجامعي خمسون قرش، وخمسة وعشرون قرش من العضو الرياضي درجة أولى، وجنيها منك المدرب.
طالع أيضاً المزيد
السوبر الإفريقي.. موعد مباراة الأهلي ضد اتحاد العاصمة والقنوات الناقلة