“بيليه” و “الزبدة” بمثل هذا الألقاب تعلق البرازيليون وأطلقوها بسهولة على الأشخاص لتلتصق بهم على مدى الحياة، وربما يعود ذلك حسب أليكس بيلوس مؤلف كتاب “كرة القدم.. الحياة على الطريقة البرازيلية” إلى سيادة الثقافة الشفهية أكثر من المكتوبة في هذا الجزء من العالم.
ألقاب كرة القدم في البرازيل
وأشار إلى أن هناك مدينة في البرازيل تعتمد بلديتها الألقاب في دليل الهاتلف، وهي مدينة “كلوديو” في ميناس، وعدد سكانها 22 ألف نسمة، يعرف معظمهم من دون الأسماء، لذلك كان لابد من إدراج هذه الألقاب ضمن دليل الهاتف.
لا تقتصر هذه الألقاب على الفئات الشعبية أو الحرفيين وإنما تطلق على المسئولين في مختلف المناصب في الدولة أيضا، كان حاكم ولاية “بايوي” يلقب “بمباوسانتا” أي “اليد المقدسة” أما رئيس اتحاد كرة القدم في مدينة “ريو” كان كيكسا داغوا أي “خزان الماء”.
يروي مؤلف الكتاب أليكس بيلوس ، أنه تعجب ذات مرة من معلق تلفزيوني أكد أن كانيغيا وماردونا قد سجلا هدفين لفرق ريو برانكو في بطولة ولاية برانا لكرة القدم، في الوقت الذي كان يعرف فيه أن النجمين لم يلعبا في فرق برازيلية، ولكن الأمر اتضح له عندما علم أن الاسمين أطلقا على لاعبيين برازيلين بسبب شبههما بين اللاعبين الشهيرين.
ويشير أليكس بيلوس ، إلى أن لاعبي كرة القدم يطلق عليهم ألقاب مميزة، فمثلا لاعب كرة القدم المميز في التمريرات والتهديف يطلق عليه “زيكو” مثلا، أما اللاعب البرازيلي لويس أنطونيو كوريا دا كوستا لُقب بمولر، تيمنا باللاعب الألماني الشهير الذي شارك في بطولة كأس العالم مرتين عام 1970 و 1974.
لقب رومايو و “الزبدة” في البرازيل
وأطلق لاعبيين برازيلين لقب روماريو على لاعب لم يكن معروف لأنه يذكرهم بروماريو، وتشاء الصدفة أن يلتقيا عام 2000 في مباراة بين فريقي فلامنجو وفريق ساكو، وعلق الصحفيين على اللقاء بقولهم أن روما لعب بطريقة روماريو أكثر مما فعل روماريو ذاته.
وتصف الألقاب أحيانا الطريقة التي يلعب بها اللاعب، مثل لقب “الزبدة” الذي أطلق على مانينغا لأن تمريراته كانت زلقة كالزبدة، وفي أحيان أخرى يحمل اللقب صفة اجتماعية خاصة عندما حدث عام 1919 عندما ظهر فريق الأورجواي الذي قدم ليلعب في ريو لاعب أسود، وهو اللاعب جرادان الذي كان أول لاعب أسود اللون يلعب في ريو ضمن فريق وطني، وهكذا أصبح يطلق على كل لاعب أسود فيما بعد لقبة جرادام، بتغيير حرف النون إلى ميم ليناسب البرتغالية للكلمة.

الظاهرة رونالدو.. حكاية البرازيليين مع الشعوذة والتعاويذ في كأس العالم
لقب بيليه في البرازيل
كان لقب بيليه يضفي على صاحبه سحرا وهالة على معجبي ومحبي كرة القدم، فهو لقب بسيط وسهل حفظ لكنه ارتبط باللاعب الأسطورة، ليصبح فيما بعد رمزا للعبقرية الكروية أكثر منه رمزا للشخص ذاته.
لا يعني لقب البرازيلي التاريخي، شيئا في اللغة البرتغالية، فهو لقب مخترع كأي علامة تجارية أخرى تبدأ بلا معنى، ثم تكتسب قوة ومعنى من المنتج وتأثيره.
قبل أن يصبح بيليه لاعبا يعرفه الجميع كان يدعى في منزله “ديكو” عندما كان طفلا صغيرا، وعندما التحق بفريق سانتوس كان يسمى “جازولينا” أي البنزين، لما كان يثيره من حماسة وطاقة في صفوف الفريق، وبعدها أطلق عليه لقب “بيليه” عندما أصبح يلعب في المباريات الدولية.
اقرأ أيضًا:
- حكاية البرازيليين مع الشعوذة والتعاويذ في كأس العالم.. اضغط هنا