تردد الفنان يوسف شعبان في تجسيد شخصية مثلي الجنس في فيلم “حمام الملاطيلي” عام 1973، بعدما رفضه المخرج يوسف شاهين.
يوسف شعبان أول فنان يجسد شخصية مثلي الجنس في السينما
اعترف، يوسف شعبان، أنه تردد في قبول الفيلم، لحساسية موضوعه، المثلية الجنسية، لأنها كانت مجازفة ومغامرة غير محسوبة، وتحتاج لجرأة، خاصة وأنها لم تقدم من قبل في السينما المصرية.
نظرة “شعبان” لما قدمه الممثلين الأجانب في الأفلام، شجعه على الموافقة “قلت لنفسي، إحنا برضه مش أقل من الناس دي، فقبلته”.
خجل في المرة الأولى عندما عرضه عليه المخرج صلاح أبو سيف، واعترض مندهشًا “انت سمعت عني حاجة مش تمام، تعرف عني بتاع كده؟ فرد، أعرف إنك ممثل جامد وجرئ، فقبلت فورا”.
وأكد في حواره لـ “الدستور” 2006، أن “شاهين” رفض الدور، بعد أن عرض عليه أولًا.
حذر بعض الفنانين، يوسف شعبان، من عواقب قبول الدور، إلا أن المخرج علي رضا والسيناريست محمد عثمان شجعاه، وأقنعوه بالموافقة، كونه فرصة ليبرز مواهبه.
تعاطف يوسف شعبان مع شخصية مثلي الجنس
اتفق “شبعان” مع المخرج صلاح أبو سيف، على تجسيد الشخصية في الفيلم، انطلاقًا من الناحية النفسية و الداخلية، وابتعدا عن الشكل الخارجي “الشخصية كانت مثل حد السيف، بمعنى أننا لو ركزنا عليها من الخارج لظهرت بفجاجة، ولن يقبلها الجمهور، وساعدني الأطباء في تقديمها، شرحوها لي جيدًا”.
لم يندم الفنان الراحل على تقديمها، لكنه قرر عدم تجسيدها مرة أخرى أبدًا، لأنه عانى من آلام نفسية رهيبة “لدرجة أنني كنت كل مرة أذهب فيها للاستديو كنت أتمنى أن يقع أو يتهد وما نكملش الفيلم”.
أرجع الآلام، إلى توحده التام مع الشخصية “أنا مبعرفش أمثل، فالبتالي كنت حاسس أنا هذا الشخص بكل ما يعانيه”.
حقق الفيلم نجاحا كبير، قال يوسف شعبان “عرض لوقت طويل في سينما الدرجة الثالثة، لدرجة أن الحاجة شمس البارودي بتدعي علينا كل ما يتعرض”.
تحولت مشاعر “يوسف” من الاشمئزاز والـ “قرف”، بعد الفيلم إلى نوع من التعاطف مع هذه الشخصيات “بقوا بصراحة يصعبوا علي لأنهم في النهاية مرضى”.