اغتيل الأديب يوسف السباعي، أثناء حضوره مؤتمر التضامن الذي انعقد في فندق هيلتون بالعاصمة القبرصية.
أطلق متطرف 3 رصاصات على رأس، رئيس مجلس إدارة الأهرام، وقتها، أثناء دخوله قاعة الاجتماعات في الطابق الأول من الفندق، وغطى “متطرف” آخر جثته، مهددا الموجودين في القاعة بالقنابل اليدوية، واحتجزوا 30 شخصا، داخل كافتيريا الفندق، تحت التهديد المباشر، كان من بينهم وزير داخلية قبرص، ورئيس الجزب الاشتراكي القبرصي.
في 18 فبراير، 1978، أفرج الإرهابيان، عن السيدات الـ6 الرهائن، بالإضافة إلى ممثلي الكتلة الشرقية في المؤتمر، واحتفظوا بـ14 رهينة، كانوا ممثلي الدول العربية، بينهم مصريون، حسين رزق السكرتير الخاص لـ “السباعي”، و إدوارد الخراط، مساعد السكرتير العام لمنظمة التضامن، وبهيج نصار عضو لجنة السلام، بالإضافة إلى عثمان بناني مندوب المغرب، والسيد المغربي مندوب السودان، وسليمان حداد الملحق العسكري السوري في قبرص، وعبد المحسن أبو ميزر، المتحدث باسم منظمة التحرير الفلسطينية، وزكريا عبد الرحيم يحى، وجورج بطل عضو الحزب الشيوعي اللبناني، وعضو آخر من لبنان، والدكتور مصطفى حداد، ومصطفى أمين من سوريا، والسيد كولومبو رئيس وفد الصومال في المؤتمر، والسيد عزيز الشريف الوزير العراقي السابق “وقتها”، الذي عرض عليهم قبوله كرهينة والإفراج عن الباقيين.
كواليس اغتيال الأديب يوسف السباعي
طلب الإرهابيين، أن توضع تحت تصرفهما طائرة خاصة، لنقلهما مع الرهائن إلى جهة غير معلومة.
سمحت، السلطات القبرصية لهما، بمغادرة الجزيرة، شريطة أن يتخليا عن الرهائن، ويتركا الأسلحة. لكنهما لم يوافقا على هذه الشروط، ليصرح مسئول في الحكومة القبرصية، بأنهم لن يسمحوا بإقلاع الطائرة، إذا احتفظ الإرهابيان بالرهائن.
وأعلن المسلحان، أنهما سينهيان حياة أحد الرهائن، في الساعة 4.30 بعد ظهر 18 فبراير، إذا لم يُسمح لهم بمغادرة الجزيرة، لكن مضى الوقت، ولم يقتلوا أحد.
وفي الساعة الثامنة والنصف مساء، غادرت طائرة خاصة مطار لارنكا، ونقل الإرهابيين، و11 من الرهائن، وممثلين عن منظمة التحرير الفلسطينية، كانا قد وصلا بيروت للاشتراك في المفاوضات، و4 من طاقم الطائرة، وأفرجا عن 4 من الرهائن القبارصة منهم وزير الداخلية، وليساريوس، ولم يُعرف الجهة التي تحركت إليها الطائرة.
تردد وقتها، أنها ستتجه إلى الكويت، التي أعلنت أنها لن تسمح لها بالهبوط في أراضيها. حسب جريدة “الأهرام” 1978.
السادات يمنح قلادة الجمهورية لاسم الأديب يوسف السباعي
علم “السادات” نبأ اغتيال “السباعي” أثناء حضوره احتفال المولد النبوي بمسجد الحسين، قال “فقد كان صديقا، بل أخا وكأحد إخوتي، ولن أوجه اتهام لأحد، إذا لم تتوفر بعض تفاصيل الحادث”.
منح الرئيس أنور السادات، قلادة الجمهورية، لاسم الشهيد الأديب يوسف السباعي، وأصدر تعليماته بتنكيس جميع الإعلام حدادًا عليه، واقتصرت برامح الإذاعة والتلفزيون على إذاعة القرآن الكريم.
وتقرر تشييع جنازة عسكرية، حسبما تقضي التقاليد لحاملي قلادة الجمهورية، بالإضافة لانطلاق الجنازة في الساعة 12 ونصف ظهرا من سرادق ميدان التحرير، وتقام ليلة المآتم تلغرافيا “السباعي المقطم”.